ظهور شعر الحنين للوطن إن شعر الحنين إلى الأوطان ، حيث كان ذكر الاطلال يمثل مادة لهذا الغرض الشعري ، ومن أمثلة شعر الحنين للوطن في هذا العصر ، يقول امرؤ القيس : بينما اتخذ الحنين إلى الوطن في الشعر في العصر العباسي ، حيث كانت بغداد تضم الكثير من الشعراء المغتربين عن بلادهم ، وأوطانهم ، دَعِ الفـــراق فإنّ الــدهرَ ساعده فصار أملك من رُوحي بجثماني واهله ، واحبابه ، عوامل ظهور شعر الحنين للوطن التي تعود إلى الأوضاع السياسية والاجتماعية ، وخير مثال عليها ، وفقا لهذه الأسباب ، كان من الطبيعي أن يتجه الشعراء المهاجرين ، او المنفيين ، وحتى المتواجدين في الأندلس ، وعذاب البعد عن أوطانهم ، والاصحاب. وصعوبة العودة إليه مرة أخرى. وفيما يلي سوف نوضح هذه المواضيع الخاصة بشعر الحنين للوطن : [2] والبعد ، حيث يقول في قصيدته مصورا لحظات الوداع عن أهله : فـــي الآل تحـــدوهُنَّ لـــي أَدمـــعٌ كأنمـــــا جـــــرَّدتُم للنّـــــوى وفي تصوير الشاعر عبد الملك بن هذيل بن رزين مشهد الوداع في قصيدته حيث ينزل الدمع بغزارة ، دَع الــدَمْعَ يُغنــي الجَفْــنَ لَيْلَــةَ وَدّعــوا سَروْا كاغْتِـداءِ الطَيـر، وصف ما يعانيه المغترب في الغربة حيث أن لشاعر المغترب قد يتكيف في البيئة الجديدة ، والمعاناة التي يتلقاها في غربته عن وطنه ، وَلَــوْ أننَّــي مِــنْ جانِــبِ الشَــرْقِ طــالِعٌ فمثلا الارتجال لكلب العلم ، والذي قام بالتنقل من مدينة إلى أخرى في المشرق العربي من أجـل طلـب العلم ، يـــا طالـــبَ العِلْـــم اجتْهِـــدْ إنّـــهُ والمــــالُ إذا أنْفقتُــــهُ تــــالِفِ فقد كان الشعراء ينظمون قصائد تفيض حنيناً ، فكما يقول ابن خفاجة : يـــا أَهْـــلَ أَنْـــدلَسٍ اللهِ دَرُّكُـــم مــا جَنّــة الخُلــدِ إلا فــي ديــارِكُمُ مــاءٌ وظــلٌ وأنهــارٌ وأشــجارٌ سهولة الألفاظ والمعاني ؛ البعيدة عن التعقيد ،