لماذا كانت العقيدة واحدة وخالدة :وإنما جعل الله هذه العقيدة عامة للبشر، لما لها من الأثر البين ، والنفع الظاهر في حياة الأفراد والجماعات .فالمعرفة بالله من شأنها أن تفجر المشاعر النبيلة ، وتوقظ حواس الخير ، وتربى ملكة المراقبة ، وتبعث على طلب معالى الأمور وأشرافها ، وتنأى بالمره عن محقرات الأعمال وسفسافهاوالمعرفة بالملائكة : تدعو إلى التشبه بهم ، والتعاون معهم على الحق والخير .كما تدعو إلى الوعى الكامل واليقظة التامة ، فلا يصدر من الإنسان إلا ما هو حسن ، ولا ينصرف إلا لغاية كريمةوالمعرفة بالكتب الإلهية : إنما هي عرفان بالمنهج الرشيد الذي رسمه الله للإنسان ،والمعرفة بالرسل : إنما يقصد بها ترسم خطاهم ، والتأمي بهم ، والحياة النظيفة التي أرادها الله للناس .والمعرفة باليوم الآخر : هي أقوى باعث على فعل الخير ، وترك الشر .والمعرفة بالقدر : تزود المرء بقوى وطاقات تتحدى كل العقاب والصعاب ، وتصغر دونها الأحداث الجسام .وهكذا يبدو علاء أن العقيدة إنما يقصد بها تهذيب السلوك ، وتزكية النفوس وتوجيهها نحو المثل الأعلى - فضلا عن أنها حقائق ثابتة ،وتهذيب سلوك الأفراد عن طريق غرس العقيدة الدينية هو أسلوب من أعظم الأساليب التربوية .حيث إن الدين سلطانا على القلوب والنفوس، والحكماء ، ورجال التربية . هو أمثل طريقة لإيجاد عناصر صالحة تستطيع أن تقوم بدورها كاملا في الحياة ،إذ أن هذا اللون من التربية يضفى على الحياة ثوب الجمال والكمال ، وانقطع النزاع ، وحل الوفاق محل الشقاق ، وتقارب الناس ، وسعى الفرد الخير الجماعة ، وحرصت الجماعة على إصلاح الفرد وإسعادومن ثم تظهر المحكمة واضحة من جعل الإيمان عاداً خالداً ، وفي أن الله لم يخل جيلاً من الأجيال ، ولا أمة من الأمم ،وكثيراً ما كانت تأتى هذه الدعوة بعد فساد الضمير الإنساني ، بها يحيا الحياة الطبية ، وهي النور الذي إذا عمى عنه الإنسان ، ضل في مسارب الحياة ، وتاه في أودية الضلال .ه أو من كان مينا فأحبيناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الطلبات ليس بخارج منها .إن العقيدة مصدر المواطف النبيلة ، ومغرس المشاعر الطيبة ، ولا صالحة إلا ترد إليها .والقرآن الكريم حينما يتحدث عن الصالحات ، إنما يذكر العقيدة في طليعة اعمال البر ،