يعتبر التعليم الجامعي قمة الهرم التعليمي وإحدى الركائز الهامة التي يعتمد عليها المجتمع، فالطالب الجامعي يشكل أهم مخرجات التعليم حيث يتلقى تعليما متخصصا يتم فيه تنمية ملكة البحث العلمي ، والاجتماعية كما انه يقوم بتطوير الفكر الحر والقدرة على الانجاز والإبداع . لكي يتحقق هذا المبتغى لابد من الطالب أن يمتلك دافعية تحفزه على الاهتمام أكثر بعملية الفكر والتفكير فدافعية الانجاز تمثل احد الجوانب المهمة في نظام دوافع الإنسانية فهو مكون جوهري في عملية ادارك الفرد وتوجيه سلوكه وتحقيق ذاته وهو ما يمكن تسميته بالسعي نحو التميز والتفوق كما أن دافعية الانجاز من الدوافع الأساسية التي تكون شخصية الإنسان وتحدد ما سيكون عليه الفرد من مستوى الطموح الذي يسهم بدوره في تغيير أساليب الحياة , فهو سمه دينامكية تكمن داخل الفرد تستثير فيه الحركة والنشاط والحماس , والميل إلى العمل بنشاط ومثابرة من اجل إنهاء العمل بسرعة . وفق مستوى معين من الامتياز والتفوق وان لكل فرد قدرات, واستعدادات معينه وأنها تختلف من فرد إلى أخر, . وهنا يتوجب على الطالب الجامعي أن يمتلك مجموعة من الصفات والاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد في تعزيز هذه الدافعية ومن بينها التفكير الايجابي إذ يمثل عاملا محوريا لتعزيز الصحة النفسية وتحسين الأداء الأكاديمي لتحفيز الطلاب على العمل بجد وتحقيق أهدافهم إلا انه على الرغم من أهمية هذين الجانبين يبقى التحدي في تحقيقهما وتعزيزيهما في بيئة الجامعة تحديا غمضا إذ شهدنا تحولات جذرية في البيئة الجامعية من توجهات التعليم الرقمي والتغيرات في هياكل البرامج الأكاديمية إلى التوجه الأكاديمي والتفاعلات الاجتماعية ومن هنا يتعين علينا استكشاف كيف يمكن للتفكير الايجابي أن يكون أداة قوية لمساعدة الطلاب على التكييف مع هذه التغيرات وتحفيزهم واستثارة دافعيتهم وحسب عبد الستار (عبد الستار . 2008 . ص100 ) هو أسلوب ومهارة وفن يمكن لنا أن نتعلمه ونتدرب عليه كما يجعل حياة الفرد ناجحة ويقوده إلى أن يكون إنسانا ايجابيا , بعبارة أخرى الفرد الايجابي شخص سعيد يتصف بالرؤية المشرقة , والمقدرة على إدارة الأزمات بمشاعر ايجابية متفائلة بمقدوره انتقاء إستراتيجية المواجهة الايجابية والضبط الشخصي للمشاعر والمشاعر السلبية عند مواجهة مختلف التوترات وضغوط الحياة وهو ما يفتح المجال لإمكانية وجود علاقة بين كل من التفكير الايجابي ودافعية الانجاز لدى الفرد من جهة أنهما يقترنان في الطاقة التحفيزية التي يتمتع بها الفرد كما يستوجب البحث والتعمق أيضا في كيفية تطبيق مفهومي التفكير الايجابي ودافعية الانجاز داخل السياق الجامعي وكيف يمكن للجامعات تبني أساليب تدريس وممارسات توجيهية تعزز من التفكير الايجابي وتشجع على الدافعية للانجاز في ظل التزامات الطالب الجامعي من بحوث أكاديمية يجريها و المواظبة على المحاضرات والمذاكرة اليومية وتنظيم أفكاره والاختبارات الفصلية ليكون على استعداد تام لها .