للوطن كما ذكرنا فضلٌ عظيم لا يُنكرهُ إلاّ جاحد ولا يستنكرهُ إلاّ ظالم، ولأهميّة الوطن العظيمة وارتباطه بالإنسان فقد قرنَ اللهُ تعالى ترك الأوطان بالقتل، فهُما من أعظم المصائب التي مُن المُمكن أن تُحيط بالإنسان إمّا أن يُقتل أو يُخرج من بلده، فقد قالَ سُبحانهُ وتعالى: (وَلَوْ أنّا كَتَبْنَا عَليهِم أن اقتُلوا أنفُسَكُم أو اخرُجوا مِن دِيارِكُم مَا فَعلوهُ إلاّ قليلٌ مِنهُم). وللوطن فضلٌ كبير أيضاً بحماية المواطنين الذين يعيشون فيه، فهوَ يوفّر لهُم العيشَ الآمن، والمُقوّمات التي يستظلّون بظلالها من حيث تقديم المأوى والملبس والمأكل والمشرب، فهوَ أمّهُم التي ترعاهُم وهوَ بيتهُم الكبير الذي يضمّهُم، فلا يهنأ بعيش من كانَ بلا وطن، ولا يستلذّ بأمر من شرّدته السُبُل.