آملين تحقيق تطلعاتهم التي يمكن تلخيصها بما يلي: -جإعادة مجدهم الغابر، وإحياء سلطانهم الفارسي المندثر )كسرى أنوشروان(. -أإيالء السلطة الجديدة نظرة عطف لقضاياهم بعد الظلم الذي تعرضوا له إبان الحكم َّددالعباسيونسياستهمتجاههذهالعناصراإليرانيةالمتقدمة، فأشركوهم في الحكم في إطار الطاعة لبني العباس. والقمع إذا حصل خروج على هذا الوالء. وحينما اشتد ساعد دولة الخالفة العباسية، الحظ هؤالء الخراسانيون أن الدولة الجديدة لم تحقق تطلعاتهم بالشكل الذي يريدونه، ورأوا في ًإحجامالعباسينعنتنفيذالوعودالتيبذلوهالهم، عدم اقتناعهم بالنهج الذي اختطه العباسيون والذي ارتكز على اإلسالم والعروبة. لذلك تغير موقفهم من النظام الجديد، وقاموا بحركات تمردية بهدف اإلطاحة بالدولة. وكانت حركة أبي مسلم الخراساني فاتحة هذه الحركات المعادية. كان أبو مسلم يشعر بأنه المؤسس الحقيقي لدولة الخالفة العباسية. وأخذته العزة حين رأى إلتفافالفرسحولهيأتمرونبأمره، من تفرد بحكم خراسان وبالد إيران كلها، بعد نجاح الثورة العباسية،بفعلبالئهفي خدمة الدعوة العباسية، باإلضافة إلى كثرة أتباعه الذين يؤثرونه على دينهم ودنياهم، وقد يصبحون مصدر قلق للدولة.الرجلين منها: فقدحدثتأحداثأَّدتإلىتباعد22-أراد أبو مسلم أن يحج في عام 136هـ، وكان يطمع بإمارة الحج، إال أن الخليفة أبا العباسالسفاحوالَّهاأباجعفر، -يبدوأنأبامسلمكانحريصاًعلىأنُيشعرأباجعفربقيمته،فأخذيحطمنهيبتهبإنفاقهاألموال الكثيرة في إصالح الطرق، وتولى أبو جعفر الخالفة، فكتب إليه يعزيه بوفاة أخيه دون أن يهنئه بالخالفة، أو يبعث إليه بالبيعة أو يتريث في طريقه حتىيلحقبه،متجنباًلقاءهماأدخلالروعوالقلقفينفسه.فنهجمعهأسلوباًسياسياًقائماًعلىاألسسالتالية: -إبعاده عن منطقة نفوذه في خراسان حتى ال يؤلب عليه أهلها، -تلطيف األجواء بينهما حتى يزيل الريبة من قلبه. -جعلهقريباًمنمركزالخالفةحتىتسهلمراقبته.وانفجرت األزمة بين الرجلين بعد انتصار أبي مسلم على عبد هللا بن علي، فقد حاز على أموالهوخزائنه،فأرسلإليهرسوالًليحصيالغنائمماأزعجهوأغضبه،وقالمعلقاًعلىذلك:"أمينعلىالدماء،ثمبعثإليهالمنصور أن احتفظ بما في يدك. فصعب ذلك على أبي مسلم ومال إلى خلعه.وزاد استعالء أبي مسلم بعد ذلك، فيقرأه ثم يلوي شدقه على سبيل السخرية منه. وكتب المنصور إليه يهنئه بالنصر ويبلغه بتوليته الشام ومصر، لكن أبا مسلم كان من الدهاء ُخدعبمثلهذهالمناورةالتيتهدفإلىفصلهعنجنودهمنأهلخراسان،وعلًمخالفابذلكأوامرالخليفةوقدخشيهذااألخير،ويصبحقادراًعلىتحديالسلطةالمركزية،فيصعبعندذلكإخضاعهأوالتغلب عليه. لجأ المنصور إلى أسلوب الدهاء لإليقاع بعدوه،