يوبا الثاني، ابن يوبا الأول ملك نوميديا، نشأ في نوميديا قبل نقله أسيرًا إلى روما بعد هزيمة والده في تابسوس سنة 46 ق.م. تلقّى تربية رومانية رفيعة تحت رعاية قيصر ثم أوكتافيوس، الذي منحه المواطنة الرومانية واتخذ اسم "يوبا يوليوس قيصر". نشأ في رفاهية روما وتعلّم العلوم والفنون والأداب الإغريقية، ما أثر في اهتماماته الثقافية والفنية لاحقًا بعد اعتلائه عرش موريطانيا (25 ق.م-23م). يُوصف يوبا الثاني بأنه عالم ومثقف، مولع بالأداب والعلوم، وله إنتاج غزير ومتنوع في التاريخ، الجغرافيا، التاريخ الطبيعي، الفنون، الشعر، والقواعد اللغوية. معرفته باللغتين الإغريقية واللاتينية، ومكتبة مملكته الضخمة التي تضمنت مخطوطات باهظة الثمن، ساهمت في أبحاثه. قام برحلات علمية مكلفة للبحث عن منبع النيل وجزر الكناري، مُشيراً بلينوس إلى اكتشافات بعثاته، منها جزر البوربورير (الصويرة حاليًا) وجزر أخرى كأمبريوس، يونيا، كبراريا، نيفريا، وكناريا. من أشهر مؤلفاته "ليبيكا" في ثلاثة أجزاء عن المغرب، كتاب عن نبتة "يوفورب"، كتابان عن الرومان، وكتاب عن بلدان الشرق القديم، و"أرابيكا" عن البلدان العربية والهندية. كتب أيضًا عن الفن والفنانين والمسرح. وصفته المصادر القديمة بأنه عالم مشهور، فقد قال بلينوس إن شهرته كعالم تفوق شهرته كملك، ووصفه بلوتارخوس بأعظم مؤرخي الإغريق وأعظم مؤرخ بين الملوك، وأقامت أثينا له تمثالًا.