الهوية هو مصطلح يستخدم لوصف مفهوم الشخص وتعبيره عن فرديته وعلاقته مع الجماعات كالهوية الدينية أو الوطنية أو العرقية . ويمكن القول إن القوية هي مجمل السمات التي تميز شيئا عن غيره أو شخصا عن غيره أو مجموعة عن غيرها و كل منها يحمل عدة عناصر في هويته، وعناصر الهوية هي فيه متحرك تبسط يمكن أن يبرز أحدها أو بعضها في مرحلة معينة وبعضها الآخر في مرحلة أخرى ومن أهمها اشتراك الشعب أو المجموعة في الأرض، ونضرب لذلك مثلا السماك الذي أخذت الواح قاربه تهترى واحدًا بعد واحد، استبدل به لوخا جديدا، حتى جاء يوم لم يعد في القارب شيء مما كان فيه أول عهده، ومع ذلك فلا خطأ في قولنا إن القارب لم يزل هو القارب الذي كان، فخلع ثبات الهيكل ثباتا على هويته، وهكذا تكون هوية الأمة المتمثلة في العقيدة والإيمان بها. فنرى أن صورة الروابط التي تجمع المواطن بالمواطن قد تغيرت في صميمها حتى يكاد الأمر يتحول من كون الأمة أمة واحدة، إلى كونها تجمعا من أفراد كل فرد منهم يسعى إلى الحصول على أكبر نصيب ممكن من الغنائم»، بأقل قدر ممكن من العمل، كل فرد منهم يسعى إلى تحقيق أهدافه بتحطيم الآخرين وتحقيق الثراء بواسائل غير مشروعة واستعمال الرشوة والإتجار في الممنوعات. لعل ما ساعد الأفراد على هذه الأنانية المخيفة في حياتنا الاجتماعية اليوم هو فقدان الفكرة الموحدة بيننا عن حقيقة «الإنسان»؛ فإن جوهر الإنسان هو «عقله» وضياع الفهم الصحيح للعقيدة السليمة؛ فهذان العنصران مسؤولان عن ثبات الهيكل الذي نتحدث عنه. كان السابقون في المجتمعات التي فقدت هويتها هم أبرع الناس حيلة ودهاء، وليس أرفعهم ذكاء وعلما وعطاء؛ فلماذا فقد الفرد الواحد من المواطنين في الشعب الواحد إحساسه بالآخرين»؟ ما الذي غرس في صدورنا ذلك الضلال الذي شوه الرؤية عند كل فرد، لماذا أصبح «اللامعقول» أساسا ينافس المعقول ؟ وقد يغلبه على أمره ليسود ، ولقد ساد اللامعقول في كثير من جوانب حياتنا، فكان من نتائج ذلك أن ظن الفرد الواحد أنه يستطيع أن يغض النظر عن سائر الأفراد، كما ظن الشعب الواحد أنه يستطيع أن يُسقط من حسابه سائر الشعوب.