فإذا كان صاحب النص يرى أن أساس الهوية الشخصية هو وحدة الأنا التي تتشكل فوقها كل التجارب والذكريات الخاصة بكل فرد، فإن جون لوك قد اعتبر أن أساس الهوية الشخصية يكمن في الفكر بما هو شعور وإحساس أي يكمن في الوعي الملازم لأفكارنا وانفعالاتنا والذي يمتد إلى الماضي عبر الذاكرة والتذكر، في حين يرى ريني ديكارت أن أساس الهوية الشخصية يكمن في الفكر بما هو مجرد، فالفكر بما هو جوهر عقلي خالص والمتمثل في كل أفعال التفكير التأملي من قبيل الشك والفهم والتصور والتخيل… هو ما يحدد هوية كل شخص. لكن وحسب وجهة نظري الخاصة لا التجارب والذكريات والتفكير بما هو إحساس وشعور يكفي للحسم في سؤال الهوية ولا الفكر بما هو جوهر عقلي خالص يكفي كذلك، لكن هل يكفي القول بأنه إذا ما حددنا هوية الشخص نكون قد أمسكنا بسؤال ما الإنسان؟ بكل بساطة لا لأن الإنسان عموما أكثر من ذلك،