سياسة روسيا الشيوعية في بلاد الإسلام نشط المسلمون نشاطا ملحوظا في الحرب العالمية الأولى واعتبروها فرصة ولذلك أيدوا الحركة الإشتراكية الشيوعية التي أطاحت بالقيصرية الروسية عام ١٩١٧م/١٣٣٥هـ بزعامة لينين بدأ لينين سياسته في روسيا باطلاق حرية الأقليات التى اضطهدها القياصرة وكسب التأييد للحزب الشيوعي الحاكم : وأصدر وعودا مبهمة لهذه الأقليات ، مشروطة بالإنفصال عن روسيا كما وجه لينين ، لشئون القوميات بعد نجاح الثورة نداء إلى جميع المسلمين في روسيا سنة ١٩١٧م دعاهم إلى الثورة ومنه : ثوروا من أجل دينكم وقرآنكم إننا هنا نعلن احترامنا لدينكم ومساجدكم وأن عاداتكم وتقاليدكم حرة لا يمكن المساس بها ، ابنوا حياتكم الحرة المستقلة دون أي مصونة بقوة الثورة ) . وخاطب لينين مسلمي العالم عام ۱۹۱۹م بقوله : يامسلمي العالم الذاهبين ضحايا الإستعمار . تلك السياسة الضارة الخبيثة التي كانت تتمشى عليها إن روسية اليوم تمد يدها إليكم ، لتعينكم وتنصركم على تحطيم إن روسية تطلق لكم اليوم الحرية الدينية وحق الحكم وتعترف بحدود بلادكم الحدود المعروفة قبل الحرب ونسجت الدعوة البلشفية على هذا المنوال وقام لينين بتسليم مصحف عثمان الذي كان بحوزة القياصرة إلى ممثلي المسلمين في بتروجراد، كما قام بتسليم عدد كبير من الوثائق التاريخية والآثار الإسلامية الهامة ، وأعاد مسجد كارافان ساريا في وبرج سوبنكس في قازان ، إلى المسلمين بعد أن كان القياصرة وقد وصلت دعاية لينين بين المسلمين إلى درجة الزعم بأن النظام السوفييتي البلشفي إنما يقوم على مباديء القرآن والشريعة الإسلامية ، الشعوب الإسلامية إستقلالها وتكونت جمهوريات إسلامية عديدة في هذه الأقطار واعترفت بها الدول المجاورة وعقدت معها المعاهدات ، المسلمون مؤتمرا كبيرا في موسكو سنة ۱۹۱۷م ، وحضره ۹۰۰ مندوب من كل الأقاليم الإسلامية في الإمبراطورية الروسية ، التوفيق بين الإسلام والإشتراكية ، والتشديد بقوة على الملة الإسلامية في روسيا وعقد مؤتمر ثقافي في العام نفسه ١٢٣٦هـ / ١٩١٧م في قازان لم يستطع وقد ظهر في هذا المؤتمر الإتجاه مرکزه قازان. وبدأ هذا المجلس بتجنيد المسلمين تحت قيادة ضباط تتار وبشكير فورا ، في بشكيريا ، الأمة الإسلامية في روسيا . وهو وجعل العناصر الإسلامية تقف في صف غوتسو ، ١٣٣٦هـ / ۱۹۱۷م ، واستقلالهم سنة ١٣٣٧ هـ / ۱۹۱۸م ، بضعة أسابيع ، وقعت تحت مطارق الجيش الأحمر ومناهضيهم في الحرب الأهلية. وفي إبريل عام ۱۹۱۸م أصدر لينين أمرا ومعه الشيوعيون من المسلمين الوطنيين ، السوفييتي نظريا ، تمارس فيها سياسة التذويب وإلغاء كل ماله صلة بالإسلام ، فقد دخلت القوات الشيوعية طشقند عام ۱۹۱۸م متوالية ، ولم يعلم عدد ضحايا المسلمين - لكن ذكر ريشارد بيب أن نفوس خوقند كانت قبل الثورة ۱۲۰۰۰۰ فأصبحوا سنة ١٣٥٥هـ / ١٩٣٦م لا يزيدون على ٦٩٣٠٠ نسمة ولما دخلت هذه القوات باكو أثر الاضطرابات الدموية بين مدينة سيفربول وقازان. حتى إذا انتهت الحرب الأهلية عام ۱۳۳۹هـ / ۱۹۲۰م بانتصار ساحق للجيش الأحمر ، بدت حالة المسلمين في بؤس ليس وراءه بوس ، وانقرضت أكثر الوحدات العسكرية الإسلامية في بلاد الفولغة - أورال المسلمة كما قوضت جميع المفوضيات واللجان وتفرق شمل ، أعدائهم أسوأ وهو انضمامهم إلى البيض . ففي خطابه في اجتماع للشباب الشيوعيين في الإتحاد السوفييتي في ١٩٢٠/١٠/٢م الشيوعي الأساسية وهى : التنكر للدين ومحاربته واستعمال جميع الوسائل التي أخلاق ، فالخلق عند الشيوعي هو أن ينتصر ، وأن القوة التي تسيطر على أخلاق الشيوعي هي مصلحة تلك الطائفة ، فدستور أخلاقه مستمد من حركة كفاحنا العمالية كما قال لينين وفي خريف عام ۱۹۲۰م دعت الحكومة السوفيتية لعقد مؤتمر في باكو كلها، وكانت روسيا هي سيدة المؤتمر تنظم الجلسات ، وتضبط الواقعات برئاسة اليهودي الصهيوني (كارل (راديك صديق لينين الحميم وزميله في المنفى وشريكه في الحكم في هذا المؤتمر الإقتراح الذي قدمه ستالين ، والذي يجبر المسلمين على دمج الحزب وتلاشى حلم المسلمين البشكيرية إلى اليوم صغيرة متنافسة ، بينهم ، بل تقوم على آراء مترددة وأفكار غير مستقرة ولا ناجحة ، والهدف ولذا فقد اختلفت سياسة القوميات باختلاف الأقاليم : ففي إقليم ( حوض الفلغة أورال) فصلوا البشكير عن التتار ، ثم قاموا بتفتيت المسلمين بالإعتراف عام ١٩٢٣م بالقومية للجماعات العرقية التى تعيش هناك. وتراجعت الشيوعية عن التجربة سنة ١٣٤٩هـ / ۱۹۳٠م بعد أن أدت إلى القضاء على المجموعة البشكيرية التترية الكبيرة التي ظلت قرونا حاملة لواء الإسلام في وجه روسيا وفي شمال القفقاس أعطي كل قوم من الأقوام لغة قومية وضعها لهم علماء أقوام هي والأديغا والشراكسة والأباطية. ووجدت إحدى عشرة لغة أدبية رسمية ، التفاهم بين القبائل . واتبعت الشيوعية أسلوب التهجير من المناطق الإسلامية وإليها لإضعاف شأن الأغلبية المسلمة وليصبحوا أقلية في عقر دارهم كما عمد الشيوعيون لأساليب الإبادة ، ۲۰ مليون مسلم ، وقد ثبت بالإحصاءات الروسية أن ستالين وحده قتل ١١ مليونا (١١٤) ويكفي أن نذكر النماذج التالية من عمليات الإبادة التي مارسها الروس والنفي إلى مجاهل سيبريا : الشاشان ونفيهم إلى سيبريا ، جورجية . وشعوب القابر ديار أذربيجان ، وتركستان والقرم . أصبح المنظر العقائدي للإتحاد السوفييتي ، وكان عدد سكان الداغستان سنة تناقصوا عام ۱۳۹۹هـ / ١٩٧٧م إلى ۱۹۲۷۰۰۰ نسمة. وماحصل في القرم يفوق مأساة فلسطين كما بينا في حينه ، إذ لم يبق من أهلها الذين كانوا خمسة ملايين عام ۱۹۱۷ إلا أقل من نصف المليون أي أقل من رغم تبرئتهم من تهمة التعاون مع الألمان سنة ۱۳۸۷هـ/ ١٩٦٧م. الشاشان والأنغوش والكارتشاي إلى مواطنهم عام ١٣٧٧هـ / ١٩٥٧م ، وسمح بعودة البلكار عام ١٣٨٨ هـ / ١٩٦٨م بعد أن أبيد معظمهم . حتى عام ۱۳۹۹هـ / ۱۹۷۹م ثلاثة ملايين نسمة تفرقوا بين مختلف أرجاء البلاد الإسلامية ، وخاصة إيران والمملكة العربية السعودية وأفغانستان والملايو وتركيا. وتوفي ١٣٥١-١٣٥٣ هـ / ١٩٣٢-١٩٣٤م) أكثر من ثلاثة ملايين أيضا وعمد الشيوعيون إلى أسلوب السخرة لإذلال المسلمين وهو نظام يتيح للدولة أو مقابل كسرة خبز وكسوة تواري ماتيسر من الجسم (١١٥) وقد اختلفت المصادر في تقدير عدد هؤلاء العمال الذين استغلتهم الشيوعية إنشاء الطرق والسكك الحديدية وردم المستنقعات وإزالة الأشجار واستصلاح الأراضي النائية واستخراج الملح والذهب من المناجم . فضلا عن الكثير من الأعمال الصناعية الثقيلة التي يسخرون فيها داخل معتقلات خاصة بذلك التركستان والقوقاز والقرم وغيرهم الذين قاتلوا عن عقائدهم ومواطنهم إلى آخر ومنهم أبناء واتبعت الشيوعية للقضاء على الإسلام أسلوب مهاجمة الدين الإسلامي بشدة : ذلك لأن الشيوعيين أدركوا أهميته في الوقوف أمام عقيدتهم ، ترمي إلى إبعاد المسلمين عن الدين بمراحل تدريجية لا تثير صداما أو سياسة النفس الطويل للقضاء عليه تبعا لخطة وضعها سلطان غالييف (۱۱۸) التي لأن : ( على حد (قوله « الإسلام وهو اخر الأديان الكبيرة هو أقواها وأكثرها ديمقراطية ، حتى من المسيحية ، وأن تعاليمه تدخل في عمق حياة المسلمين الرئيسية وهي : هي وكانت القيصرية الروسية قد ألغت أوقاف منطقة الفلغة ، والتركستان) والتي كانت تكون فيها ١٠٪ من مساحة الأراضي الزراعية) وقد بدأ مصادرة الأراضي الوقفية عام ١٣٤١هـ / ١٩٢٢م ، وصادر لينين المسلمة وألغيت جميع المحاكم الشرعية الموجودة في الأقاليم الإسلامية عام وفي عام ١٣٤٧هـ / ۱۹۲۸م تم إغلاق جميع المدارس الإسلامية التي كانت عام ١٩١٧ م ١٥٠٠٠ ومنذ تلك اللحظة لم يعد التعليم الديني - إذا كان هناك من تعليم ديني - يعطى للأطفال الذين هم في سن المدرسة واستخدمت الحروف اللاتينية بدلا من الحروف العربية في التعليم داخل المناطق الإسلامية ) ثم استبدلت بالحروف الروسية وقد نفذ لينين سياسته بهدوء ، وساعده على ذلك ماحدث في البلاد الإسلامية كذلك ساعده الشيوعيون من المسلمين ونفذت هذه السياسة باسمهم فأنشئت عام ١٣٤١هـ / ١٩٢٢م في موسكو دار الإلحاد وهي دار نشر تتولى على نحو خاص نفسه للتدريب على وسائل مكافحة الدين، ۲- مرحلة حملة المجابهة على الإسلام ١٣٤٧ - ١٣٦٠هـ ١٩٢٨-١٩٤١م : مسجدا ، يقوم عليها ٤٥٣٣٩ رجلا من علماء الدين، ١٣٦١هـ / ١٩٤٢م ، ضخمة مناهضة للدين نظمها اتحاد المناضلين الملحدين ( أعضاء اتحاد من لا إله لهم الذي تأسس عام ١٣٤٤هـ / ١٩٢٥م. وفي عام ١٣٥١هـ/١٩٣٢م اتخذ الشيوعيون العلماء هدفا لحملتهم لا الدين نفسه ، فاتهموهم بالرشوة والسرقة واعتبروا المؤمنين والعلماء طفيليات في جسم المجتمع وأعداء للثورة ، كما اعتبروهم فيما بعد جواسيس لليابان أو لألمانيا ومنعت روسيا فرضين من فروض الإسلام الخمسة وهما الحج والزكاة. وهاجمت الصيام (١٢١) ٣- مرحلة مهادنة الإسلام ١٣٦١ - ١٣٦٥هـ ١٩٤٢ - ١٩٤٥م : هاجم هتلر الإتحاد السوفييتي سنة ١٩٤١م فاحتاج ستالين إلى معونة الشعور والشعور الوطني معا حتى يستمد من الفلاح أقصى مايقوى عليه من تضحية لمقاتلة الألمان ، الجديد الذي ابتدعه أحد أقطاب الشيوعية العالمية وهو البلغاري دتميرون من تلامذة ستالين ، في المؤتمر عام ١٣٥٤ هـ / ١٩٣٥م - ويعتمد هذا الأسلوب على المراحل : ( خطوة إلى الوراء وخطوتين إلى الأمام، للدفع الثوري الإشتراكي ، لهدف مؤقت حتى تسلب خصوم الثورة طاقاتهم على التحدي باسم . مكافحة من أجل ذلك قابل ستالين عام ١٣٦١هـ / ١٩٤٢م مفتي روسيا الأوروبية عبد الرحمن (دولاييف ووعده بإيقاف الدعاية الإلحادية الموجهة ضد الدين صفوف الجيش الستاليني . واعترفت السلطات السوفييتية للمسلمين بمصلحة دينية رسمية لها أربعة مراكز تقوم على إدراة شئونهم الدينية ، وتمثلهم رسميا لدى الحكومة . واستقبل الزعماء الدينيون هذه التدابير بكل سرور ، كما استقبلها عامة المسلمين في العالم. المسلمون إلى مؤتمر إسلامي عام ١٣٦١هـ / ١٩٤٢م وجه نداء إلى جميع مسلمي ورغم ذلك فقد حدثت مأساة القرم والكاراتشاي والبلكار والأنغوش والتشيتشن الذين بلغوا أكثر من مليون نسمة ، أتهموا بالخيانة ونفوا إلى آسيا الوسطى وإلى مجاهل سيبريا (١٢٤) بدالي واليهودية والوثنية ، مضحك ، وخليط عجيب من دین غريب عنا فرض على شعوب التي يقوم بها أرستقراطيو العرب. وأن الإسلام أسسه ممثل الإقطاعيات التجارية في مكة ، لكي يبرر دينيا حملات النهب والسلب آسيا الوسطى وماوراء القفقاس بالحديد والنار ، وأنه ظل يعمل خلال قرون في خدمة الإمبريالية العربية والإيرانية والأفغانية والتركية ، الإمبريالية الإنكليزية والأمريكية ، والإجتماعي ، الخضوع غير المشروط لمقدراتهم والمضطهديهم ( مع العلم أن الشيوعيين والروس هم ونستطيع أن نذكر أمثلة كثيرة تدل على عداء الحزب الشيوعي للإسلام منها : وأن التشريع الإسلامي عبارة عن مجموعة من القوانين هي أفظع ماعرف الإنسان من ظلم وتقع مسئولية مكافحة الإسلام والعناية بنشر الإلحاد على عاتق كل منظمات من الحزب ، وأما منظمة( اتحاد ومركزها موسكو ، ولها فروع في كل الجمهوريات ، تشرف على منظمات إقليمية ومادونها وكل الوسائل مجندة للتأثير في والأفلام السينمائية المعادية للدين ، من والمتاحف ، والمعارض الثابتة والمتحركة ، وخاصة المحاضرات والصحافة نشاط (١٥ فرعا إقليميا و ۲۰۹ فرعا في المدن والقرى وعلى ٨١٥ مكتبا للدعاية نظم خلال ثلاث سنوات ( ١٣٦٦ - ١٣٦٨هـ / ١٩٤٦ - ١٩٤٨م) : ٥٢٨ ٣٠ محاضرة عامة منها ۲۳۰۰۰ محاضرة ضد الإسلام ، أوزبكستان سنة ١٩٥١م أكثر من عشرة آلاف محاضرة ضد الإسلام ، كما ألقت في تركمانستان عام ١٣٨٣ هـ / ١٩٦٣م أكثر من خمسة آلاف محاضرة ضد الإسلام ويضاف إلى هذه الجهود العامة جهود خاصة إذ يقصد الدعاة ضد الدين منازل وأما الكتب فقد طبعت المنظمة ما بين عامي ١٣٧٥ و ١٣٧٧هـ / معه وانعقد مؤتمر داخلي عام ١٣٧٧هـ / ١٩٥٧م لمعالجة الإسلام ومشكلة السوفيات الولايات السوفياتية حول قضايا الدعاية الإلحادية العلمية مامين (١٢٦) : ( من الواجب أن نبرز ونؤكد الصفة غير العلمية للدين وأفريقيا حيث أنه مصدر الوحي لعدد مهم من حر شركات التحرير الوطني هناك ، وطالما أن المصر مركزا تقليديا في المنطقة العربية فإن علينا أن نعتمد على روابطنا مع مصر ، اليوم في الطريق الإشتراكي ، لكي نقوم بما يجب القيام به من جهد مشترك لفهم ونستطيع الإسلام . ) (۱۲۷) خروتشوف بنفسه على تنفيذ مخطط يرمي إلى تصفية المسلمين في التركستان ، الأجيال الجديدة واضعاف قوتهم عن طريق تهجيرهم ودمجهم في المجتمعات الإلحادية حتى تخرج أبنائهم على صورة هذه المجتمعات بعيدة عن العقيدة الإسلامية ، وظهر خلال ثلاث سنوات ) ١٣٨٠ - ١٣٨٤هـ ) ( ١٩٦٢ - ١٩٦٤م) المحلية (۱۲۸) وقد سمح للمراكز الدينية أن تنشر عددا ضئيلا من الكتب الدينية ، فطبع عام ١٩٥٦م في مركز آسيا الوسطى القرآن الكريم بالعربية طبعة أنيقة وجميلة وغنية بالحواشي ولكنها مليئة بالأخطاء المتعمدة على الأغلب. منعا باتا في مدارس الدولة ، في طول البلاد وعرضها وهي مدرسة ميري عرب في بخاري ، اغلقت بعد الثورة الشيوعية ولاتضم هذه المدرسة التي ينتهي منها الطالب في بحر خمس الأزهر السوفييتي في الأقاليم الإسلامية بقرار الحزب والقيادة السوفيتية سنة ١٣٥٧هـ وأصبحت تدرس إلى جانب اللغات المحلية ، المسلمين (۱۲۹) فقد تعرضت اللغات القومية إلى هجومين داخلي وخارجي : ويرمي الهجوم الداخلي إلى جعل اللغات القومية عصرية ، الكلمات الدينية والعربية والفارسية ويكمل هذه الهجمة مايدخل تطهيرها من على اللغات القومية من مصطلحات جديدة سياسية واقتصادية وفنية وقانونية من اللغة الروسية ، ، أو من اللغات العالمية وليست منحوتة من اللغة ذاتها ، اللفظية كما هي في الأصل ، وتهدف السياسة المتبعة إلى إحلال اللغة الروسية محل اللغات الإسلامية ، لكي تباعد بين أصحاب هذه اللغات وبين الأقوام التي تربطها صلات قربى ، ليصبح من الصعب تفاهم الأقوام المسلمة الخاضعة للإتحاد السوفييتي مع الأقوام الإسلامية أخرى لتقريب الشعوب الإسلامية من الشعب الروسي ، ولابد للشباب المسلم كما أنها شرط لبناء ضئيلة. وعلى كل فأصبح في الإتحاد السوفييتي ٧٠ لغة محلية (۱۳۰) حتى ولو كانت المنطقة التي تنتقل وخاصة إذا كانت في المدن. وقد تعرضت بلاد الإسلام فرت أمام الغزو الألماني كما جاءتها أفواج السكان ، ومثل ذلك آسيا الوسطى التي تأثرت أكثر فأحدث هذا الغزو انقلابا إقتصاديا مصحوبا بانقلاب في كثيرة من المهاجرين ، أخذ من غيرها بهذه الهجرة. المسلمين بالطابع الروسي الذي وبذلوا كثيرا من المساعي الطبع إلى قبضة من النخبة بل أصبحت خمس الشعب كله (۱۳۱) و أكثر وضوحا وحده إذ أنها لم تعد موجهة فترة طويلة في ظل الحكم الشيوعي وهم في كاس مغلق بعيدين عن العالم الخارجي وهو مايسمى بالستار الحديدي ) ٣٣٩١-١٣٩٨هـ / ۱۹۲۰-۱۹۷۸م) فأبعدتهم روسيا عن التيارات العالمية وعن المسلمين وانفردت بهم ، وفي عام ١٣٧٧ هـ / ١٩٥٧م تمكنت روسيا من الإشتراك في منظمة الشعوب الإفريقية التي أنشأتها الإشتراكية المصرية فسمح بذلك للإتحاد السوفييتي أن يشارك بل يسيطر) على حلقات الآسيويين والافريقيين والعرب ) الذين رفضوه عضوا في مؤتمر باندونج عام ۱۹٥٥ لأنه دولة أوروبية تستعمر مناطق آسيوية هي ديار الإسلام في آسيا فتمكن بذلك من ضبط تصرفات الآسيويين والإفريقيين السياسية والعقائدية بحيث لا تتطرف ، فتسعى لإثارة قضايا استعماره على تلك الديار ، وهي من أعضاء الإستعماري الأجنبي المناطق الوحيدة في العالم باسره التي لم تزل خاضعة خضوعا كاملا للحكم الحزب الشيوعي هو : بابا خانوف إلى اجتماعات منظمة الشعوب الاسيوية وذكرت المجلة السوفياتية : العلم للتدريب على الأسلوب السوفييتي لمكافحة الإسلام ) عقائديا وسياسيا في المعهد الذي أنشأه السوفيات في قسم الدراسات التاريخية لجامعة آسيا الوسطى في طشقند عام ١٩٦٠م وفي العام ١٩٦٢ نشرت المجلة نفسها مع قطب يساري مصري حديثا يقول والحديث والفقه الإسلامي ) ووزع هذا الحديث على نطاق واسع وأذيع مرارا وتكرارا من جميع محطات الإعلام السوفياتية الموجهة للمسلمين في آسيا الوسطى وفي عام ١٩٦٣م أخرج السوفيات مسرحية تهزأ بعلماء الدين المسلمين إلى أن اعتنق الماركسية فسمت أخلاقه وصفاته ولزيادة عزلة المسلمين وغربتهم عن الإسلام حثت موسكو على وحدة القوى الثورية ، ووضعتها في قالب جديد يتركز ضد الرجعية الدينية ( على حد تعبيرها) والدين في عددها التاسع عام ١٩٦٤م : « أن على مكاتب الإلحاد العلمي وفروع الحزب الشيوعي في المناطق الإسلامية أن يشرحوا للمسلمين بأن أهم معقل للإسلام اليوم هو الجمهورية العربية المتحدة ، وأن مما يستوجب على الدولة إزالته من الوجود ، وعميل للإستعمار لأنه عدو للشعب وللشعب السوفياتي وللأخوة الإشتراكية العالمية ، معقلا إسلاميا هاما هو الجمهورية العربية المتحدة ) وفي عام ١٣٨٦هـ / ١٩٦٦م وقفت روسيا بقوة ومعها القوى العربية محافظة منها على مصالحها في التسلط على رقاب المسلمين في الإتحاد السوفييتي ومحاولة عزلهم عن إخوانهم خارج الستار الحديدي والسؤال الذي يردد الآن : إلى أي مدى نجحت السياسة الشيوعية ؟ والجواب نجده في الصحف السوفياتية ، وفي تعثر السياسة السوفييتية نفسها. سنة ١٩٦٤م نشرت جريدة الحزب الشيوعي في أوزبكستان برافدا الشرع الإسلامي وليس في مكتب الحزب الشيوعي ، المحلي ، وأن زوجته حين توفيت جرى دفنها على الطقوس الإسلامية (۱۳۷). وفي العدد نفسه تحذير إفتتاحي من أعضاء الحزب الشيوعي المحلي للشباب المسلمين الإسلامي فإنهم سيرسلون إلى معسكر الإصلاح الفكري ليتطهروا من هذه الأوحال الإسلامية . وفي عدد ٢٥ فبراير ١٩٦٤م نشرت مجلة كوزمولوسكايا برافدا - صحيفة منظمة الشباب الشيوعي - مقالا تهدد فيه الناشئة المسلمين في المناطق الإسلامية عنوانه الإسلام لاينوي أن يستسلم » ، وفي عدد ٢٦ يوليو سنة ١٩٦٤م من والاجراءات التي تم تدبيرها لقمع حركة البعث الديني في المناطق الإسلامية )( (السوفياتية ومنها : طرد المسلم من عمله إذا مارس ديانته ، الحدود . أي من الإذاعات الدينية التي تصدر من أفغانستان وباكستان وايران وهي المناطق المجاورة لديار المسلمين الخاضعة للحكم السوفييتي (۱۳۸) من مجلة العلم والدين لسان حال العهد الإلحادي نصت قرارات أصدرتها موسكو لمحاربة البعث الإسلامي في مناطق آسيا الوسطى عن والخرافات أو الشعوذة والفكر الإستعماري الذي فيه (۱۳۹) . طريق : التحريف ، والتفسير المادي للقرآن وإظهار افتقاره إلى الأصول العلمية ١٣٩٤/١٩٧٤هـ) من موجات القلق والتوجس بسبب تزايد انتشار الإسلام دفع الغضب من هذه الموجة قادة الحزب الشيوعي لاتخاذ إجراءات عنيفة لصد ووقف مدها المتزايد ، أو في الدول المواليه له ، إلى درجة إلقاء القبض وأكدت الأنباء التي تسربت رغم التشديد بعدم نشرها رها أن من يصدر عليه الحكم بالإعدام بتهمة اعتناق الإسلام كان يتغنى فرحا وهو يساق إلى ساحة الإعدام ويردد مزهوا : « لا إله إلا الله و مما يثبت فشل السياسة الشيوعية أن أبناء الأقاليم الإسلامية وخاصة جمهوريات التركستان وأذربيجان وقفقاسيا يعتبرون أوطانهم من ديار الإسلام ، جهد طاقاتهم على المحافظة على الإسلام فيها باحياء تراثهم الإسلامي ، والعمل جهد طاقاتهم على إعادة فتح المساجد التي اعتدى الشيوعيون عليها ، قبل الثورة ، يساوي شيئا بالمقارنة إلى اليهود الذين يشكلون حوالي %١٪ فقط من سكان الإتحاد فهم يشكلون على حد تعبير كوشان مجموعة ممتازة ونادرة بين قوميات الإتحاد السوفييتي ، السوفييتية في أواخر الستينات ۱۱۰ آلاف طالبا بلغ في فلسطين المحتلة ٣٥ ألفا فقط ، رغم أن العدد الكلي لليهود السوفييت يقل عن عدد اليهود في فلسطين المحتلة (١٤٣). بالغا في عدد الطلاب اليهود في المعاهد العليا والجامعات ففي عام ٣٧, ٤ من ٤٠٪ من المحامين والقضاة ، ن الكتاب والصحفيين ، ١٩٪ من الموسيقيين ، البحث العلمي ، كما يذكر بان : ۱۰۲ مهندسا بينهم عشرة مهندسين يهود تلقوا جائزة لينين سنة ١٣٨٦هـ / ١٩٦٦م وتولى منح جائزة الدولة على النحو التالي : عام ١٩٧١م: ۲۲۸ سوفييتيا بينهم عام ١٩٦٧م ۲۰۳ سوفييتيا بينهم ۲۹ يهوديا ، عام ١٩٦٨م: ۱۹۲ سوفييتيا ۱۹۷۲م ۱۸٥ سوفييتيا بينهم ٢١ يهوديا (١٤٤) عام من ولا عجب في ذلك فالشيوعية كما أكد الملك فيصل بن عبد العزيز : هي وليدة الصهيونية. فقد أمدت اليهود في فلسطين بقوة غازية متدربة فبين عامي ١٣٣٨ هـ و ١٣٥٨ هـ ۱۹۱۹م و ۱۹۳۹م) وصل إلى فلسطين أربعون ألفا الصهيونيين المنظمين المتدربين أصل الكتلة اليهودية البالغة في ذلك الحين نحو ثلاثة ملايين . وكانت غالبيتهم من وأعلنت جماعتان يهوديتان أمريكيتان أن عدد المهاجرين اليهود من الإتحاد ٢٦٠٠٠٠ يهودي بين عامي ١٩٧٠م ، ١٩٨٤م (١٤٥). ستة آلاف أسرة يهودية في الشهور الثلاثة الأخيرة من عام ١٩٨٨م /١٤٠٩هـ فبينما كان مجلس الأمن الإتهامات والشتائم للعرب (١٤٧) كانت الدولة الإشتراكية تتسابق لإمداد الجبهة الصهيونية بالأسلحة والخبراء والمهاجرين اليهود الذين جرى تدريبهم على حرب وقد بلغ ماشحن إلى ميناء حيفا على البواخر الرومانية واليوغسلافية ٢٤ طائرة تشيكوسلوفاكية و ١٢٦ عة و ٤٠ سيارة مصفحة و ۷۰ مدفعا ثقيلا و ٣٥٠ من المدافع المتنوعة دبابة متنو ومائة ألف بندقية ورشاشة و ۱۵۰ طنا من القذائف اليدوية و ٨ آلاف طن من الذخائر وألف سيارة نقل (١٤٨) . بل يكاد يكون كل أفراد الجيش اليهودي من يهود الإتحاد السوفييتي إلا القليل (١٤٩) وأماه جاكوب مالك وزير خارجية الإتحاد السوفييتي فقد صرح في مجلس لقد وجدت إسرائيل لتبقى في موطن أجدادها ، الشرق الأوسط سيكون عنصر خير وسلام ، وأمثولة للجماهير العربية الطامحة والرجعية ، إن إسرائيل تسعى إلى السلام ، السلمي مع جيرانها العرب الذين يرفضون ذلك بسبب الإستعمار ، والحكم العربي ، ولن يتخلف الإتحاد السوفييتي عن تقديم العون لإسرائيل ، وحركات التحرر العربية المتقدمة لتنظيف الوسط العربي من الإستعمار والرجعية ) (١٥٠) وفي حديث صحفي للملحق العسكري السوفيياتي لمراسل معاريف في باريس ٢٢ يونيو سنة ١٩٦٤م) ونقلته الصحافة السوفياتية وصحف العالم ووكالات إسرائيل ) وختم حديثه قائلا : ( أتظن أننا جاهلون أهمية إسرائيل بالنسبة لنا ، بسواعدكم في المنطقة المهمة في الشرق الأوسط ؟ وهل يدور بخلدك أننا مجانين إطمئنوا ، ورعاها بالأمس . إن وجود إسرائيل قوية وعزيزة حيث هي الان أمر جد ضروري لسياسة السوفيات في كل المنطقة العربية فمصالحنا ومصالح إسرائيل واحدة . وكونوا على ثقة من وعندما كان الرئيس جمال عبد الناصر في موسكو عام ١٣٨٥هـ/ ١٩٦٥م إستدعت السلطات السوفياتية حاخام اليهود الأكبر في روسيا ( يهودا ليجين) وطمأنته بأن السياسة السوفياتية في الشرق الأوسط مجردة من العداء للدولة اليهودية أو المصالح اليهودية بل هي تقتضي ذلك لأنها تقوم على مصادقة إسرائيل وأعلمته بأنها أصدرت أوامرها للجنة السوفياتية العليا للشئون الدينية في موسكو بإزالة كل القيود عن النشاط اليهودي القوي في الإتحاد وكان هذا الحاخام على صلة وثيقة بالدولة اليهودية ، وقد نقل إليها ما تبلغه من السلطات السوفياتية (١٥٢) وقد أعلن جروميكو الذي عين رئيسا لمجلس السوفييت الأعلى عام ١٤٠٦هـ / ١٩٨٥م ، وهو العريق في تأييد الصهيونية (١٥٣) في إذاعة له موسكو باللغة العربية مايلي : ١ لسنا أعداء إسرائيل ونريد بقاءها ٢- ندد وعارض من وصفهم بالمتطرفين العرب ورغبتهم في القضاء على دولة ٤- تأييده للشعب العربي من أجل استعادة الأراضي التي تحتلها إسرائيل منذ عام ١٩٦٧م ومن أجل إنشاء دولة فلسطينية مستقلة (١٥٤) واعلانه لسياسته ولاتزال روسيا تمارس لعبة مع أمريكا ، لعملة واحدة ، تبادلت مع أمريكا صفقة بعد إسرائيل بالرجال اليهود ، تايمز بأن روسيا ستعيد العلاقات مع إسرائيل . صفقة تظهر في اللقاء بين غورباتشوف وريغان (١٥٧) وقد درجت موسكو على أن ترسل للبلاد العربية والإسلامية الشيوعي المسلم في عمليات التخطيط كالزيارة التي قام بها الوفد البرلماني السوفياتي لدمشق برئاسة ولا عجب في ذلك ) فكارل ماركس) أبو الشيوعية كان تلامذة موسى هس) و لم تجذبه إليه يهوديته فحسب بل آراؤه الإشتراكية وماسماه ماركس نضالا في الفكر والحياة . ١٥٩) . الحركة الشيوعية التي انتهت بثورة أكتوبر في روسيا المليونير اليهودي( يعقوب ومؤسسة كوهين ولوين الصهيونية بأمريكا. ومؤسسة اوتوكوهين الصهيونية بألمانيا ، كما كانت الصحافة اليهودية تمهد للثورة الشيوعية في روسيا فلما نجحت وتم تأليف أول حكومة مؤقتة لحماية الثورة برئاسة وكوتخو كوف ، وانتخب اليهودي كامينيف أول رئيس للجمهورية السوفيتية وتولى لينين رئاسة الحكومة ، وألفت الحكومة أول مجلس شيوعي قوامه ٥٤٧ عضوا منهم ٤٤٧ من اليهود الغلاة المتعصبين ، ۳۸۸ عضوا ، ن أعضاء السوفييت البلاشفة يهودا وأما في عهد الإنفتاح المعاصر - عصر غورباتشوف - فقد أكد أن الإتحاد السوفييتي من وفي عهد لينين كان ٩٥% من وتمت إتصالات كثيرة ١٩٦٧م مصلحة مشتركة ومطلبا ملحا للطرفين وأدى كل ذلك إلى هذه التعويضات بمائة مليون دولار وهكذا فمهما تغيرت من الأولى الأوضاع فإن العداء للإسلام قائم ، يعي المسلمون ذاتهم وقد شهدت أوضاع المسلمين انفراجا نوعا ما منذ عام ١٩٨٠م إلى اليوم ، وقد يكون هذا الانفراج جزءا من المخطط السوفييتي السابق الذكر ( خطوة إلى للمسلمين وتنتهز الفرص لذلك . ولعل أسباب الإنفراج تعود إلى : ١- للتغطية على غزو الإتحاد السوفييتي للأفغانستان حتى تتمكن من ابتلاعها ٢- دغدغة الرأي العام الإسلامي وخاصة تجاه غزو أفغانستان ٣ الصحوة الإسلامية التي يشهدها العالم الإسلامي. فقد اختفت المنشورات التي كانت تهاجم الدين وتؤكد على الغياب الحتمي له ، التأقلم ! مع المجتمع الاشتراكي . وبدأت أعمال ترميم مدرسة «ميرعرب» في طشقند كما فتح معهد بخاري الإسلامي في مدينة عاصمة أوزبكستان (١٦٧) فقد دعت الإدارة الدينية لمسلمي آسيا الوسطى وقازاخستان لعقد مؤتمر إسلامي للبحث في موضوع وعقد في مدينة سمرقند وحضره مندوبون عن رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة ، مؤتمر إسلامي آخر لتأييد الدول العربية ضد إسرائيل . ومؤتمر آخر في مدينة وأهم من ذلك قرار حرية العبادة بعد فاستغل النصارى واليهود هذا فماذا فعل المسلمون من باب اظهار التعاطف مع المسلمين أن الداعية الإسلامي أكبر ديشكولوف في جمهورية أوزبكستان بحجة قيامه بالدعوة الإسلامية سرا ، وقضوا بسجنه لمدة عامين في أحد معسكرات العمل الشاق. كما اعتقل عدد من الدعاة بقرار من الزعيم السوفييتي ميخائيل جورباتشوف الذي كما عمدت إلى مقاومة الصحوة الإسلامية بإصدار عدد من الكتب والمؤلفات . وكتاب آخر بعنوان : الإسلام والتخلف ) كما تحارب الإسلام بالمسلمين بحث الجماعات الدينية، لاسيما في الجامعات وإنشاء أرضية مشتركة مع من تلمس فيهم الروح اليسارية عن طريق ماعرف بعدئذ باليسار الإسلامي. وما يقتضيه ذلك من الحديث عن الإمام علي واشتراكية عمر وأبي ذر أي فكرة بلشفة الإسلام وهذا خطر فكري كبير على شباب المسلمين. لابد من وعي المسلمين عليه ، والحذر من الانسياح وراءه وتحذير المسلمين العوام