كمل من الرجال كثير تعد جائزة نوبل من أهم الجوائز المتاحة في مجالات الأدب والطب والفيزياء والكيمياء والاقتصاد والنشاط من أجل السلام . و 49 امرأة . أي أن نسبة النساء إلى الرجال 5 ٪ . ولافت جدا نسبة النساء في الجوائز والتساؤل الحاضر في ذهن كل متابع : هل اعترض أحد على هذه النسبة ؟ هل اتهمت الجائزة بانتقاص المرأة ؟ هل الجائزة منحازة للرجال ؟ من زاوية أهم ، وأكثر التصاقا بما أود قوله : أين الطاعنون في الشنة - الذين يزعمون باطلا أنها جاءت تنتقص المرأة - عن التصدي لمثل هذه الجائزة العالمية المعاصرة ؟ العقل المنصف في التعامل مع نتائج هذه الجائزة ، يدرك أن نسبة فوز النساء إلى نسبة فوز الرجال ليست إلا محاكاة للواقع البشري الذي نعيشه . ولم يكمل من النساء إلا : آسية امرأة فرعون ، ومریم بنت عمران ، وأين النساء إذن ؟ والزوج الصابرة ، اللاتي يهين المكان والجو الهادئ للرجل لما برع أحد ! ولا حتی مخترع جائزة نوبل نفسه ! ولا يخالف في هذا عاقل ، تضحية المرأة لتكمیل من حولها سواء كان ابنا أو زوجا ، حقيقة أوضح من الشمس في رابعة النهار ! لذلك يعترف كل الناس أن : وراء كل رجل عظيم امرأة » ، فإن كلا منهما كفلت نبيا في حال صغره ، ومريم كفلت ولدها عبد الله ورسوله » وقبل بيان معاني ألفاظ الحديث ، وشرحه ، لا بد من التنويه على أن الأصل في الإسلام تساوي الرجل والمرأة في التكريم والجزاء ، قال تعالى : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير) [ الحجرات : ۱۳ ] . وقال جل شأنه : ( ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا )( ۱۲۶ ) } [ النساء : ۱۲۶ ] . وقال عز وجل : ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وضلناهم على كثير من خلقنا تفضيلا)[ الإسراء : ۷۰ ] . فالله عز وجل فضل بني آدم - وهم ذريته ذكورا وإناثا- على كثير ممن خلق ، ثم فضل الرجال على النساء تفضيلا يقابله تکلیف ، بما يوافق الفروق الخلقية بين الذكر والأنثى ، وبالنظر في سبب نزول آية التفضيل - وهو أن النساء تكلمن في تفضيل الله الرجال عليهن في الميراث - ذكر تعالى في هذه الآية أنه إنما فضل الرجال على النساء في الميراث ؛ لأن الرجال قوامون على النساء ، وينفقوا عليهن ، كما أن فضل الرجال على النساء حاصل من وجوه كثيرة ، وبعضها أحكام شرعية ، فمن الأحكام الشرعية : اختصاصهم بالنبوة ، والولايات ، بل وكثير من النفقات يختص بها الرجال دون النساء ، » فقد وضع على طاولة النقاش ، وأورد عليه عدة تساؤلات ، لا شك أن معرفة معنی أي كلمة ابتداء يقتضي النظر في لغة العرب وماذا تعني في قواميسهم ، والتمام تطلق على ما يتجزأ إلى أجزاء . ولا يزال طالب العلم يترقى في هذه المراحل والمستويات حتى يتوقف عند الأستاذية ، ولا يوجد رتبة علمية فوقها ، فالامتياز أعلى تقدير ، ومن حازه فقد فاز بالكمال ، منه ۹۰ - ۹۵ - ۱۰۰ . وبالنظر للحديث نجد إنصاف النبي ودقة لفظه ، حين فصل كمال الرجال ، عن كمال النساء ، إيذانا بأن للرجال كمالا يختلف عن كمال النساء ، فما يعد كما في المرأة ، ليس بالضرورة أن يكون كذلك في حق الرجل ، ومهما قيل في الكمال فالمقصود به کمال بشري محدود . - النبوة : وهي أعلى مراتب الكمال ، وهي مرتبة خاصة بالرجال لا يشاركهن النساء فيها ، ٢- الصديقية : وهي كمال العلم والعمل ، ٣- الشهادة في سبيل الله تعالی ٥- الأخلاق . جاء الكمال في الحديث بدلالة الماضي في موضعيه للرجال والنساء ما مع اختلاف الصيغة . كيف ؟ =الأولى : الفعل الماضي في « گمل من الرجال كثير » ، وهذه واضحة لا إشكال فيها . = والثانية : ( لم يكمل ) ، صحيح أن ( یکمل ) فعل مضارع ، لكنه إذا سبق ب ( لم ) أصبح معناه ماضيا ، لذلك يقول أهل النحو أن ( لم ) تقلب زمن الفعل من المضارع إلى الماضي . لذلك عندما تسأل أحدهم : هل سافرت في الإجازة ؟ وسافر فعل ماضي فأصبح الحديث كله إخبارا عن الماضي ، ونص شراح الحديث على أنه إخبار عن الأمم السابقة . ومعنى « كمل من الرجال كثير » ، أما قوله : « ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران و آسية امرأة فرعون » ، وهذا القليل محصور في مريم وآسية في زمانهما ، والمراد ببلوغهما الكمال أي النهاية في جميع الفضائل التي للنساء . - وهنا وردني سؤال : هل يعني اسلوب الحصر الذي ذكر معه کمال مریم وامرأة فرعون أنه لا يكمل غيرهن ؟ لأنه كما تقدم أن الحديث عن الأمم السابقة ، وبعدها أزيد من عشر سنين ، وكانت له وزير صدق بنفسها ومالها وتها ، فإنها ځصت بمزيد فضيلة على أخواتها ، وأما عائشة نموها فإنه لا يعرف في سائر النساء من هذه الأمة بل ولا في غيرها أعلم منها ولا أفهم ) . إذا عرفت ما تميزت به " مریم بنت عمران " ، - أما الجملة الأخيرة من الحديث وهي قوله : « فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام » : فقد يشكل معناها على من لا يحسن فهم أساليب العرب ، بفضل الثريد على سائر الطعام ، وكتب الشنة والسيرة تزخر بمناقب أم المؤمنين عائشة وها ، وهذه لفتياتنا يتأملنها جيدا : أن فضل المرأة المسلمة ، بل يذكر ويشكر أيا كان عمرها ، وهذا دليل على أن المرأة قد تكون مؤثرة وهي في عمر صغير !