تود النفوس سماعها فتأسر السامع، وتحرك معادن الطيب فيه فيرد بأحسن منها أو مثلها، لأن النفوس جبلت على حب من أحسن إليها، وطيب المشاعر التي تعبر عنها الكلمة الطيبة، ويمكن تعريف الكلمة الطيبة في مصطلح التخاطب بأنها: القول الحسن الذي يستحسنه السامع ويحرك كوامن الخير فيه، أما في المصطلح القرآني فهي قول «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، ولا يثقل معه شيء في موازين يوم القيامة. ولعظيم أثر الكلمة الطيبة في النفوس وكبير نفعها في الدين والدنيا؛ جعلها المصطفى صلى الله عليه وسلم سبباً للنجاة من النار، فقال «اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة»، فجعلها تعدل الصدقة التي يكون المسلم في ظلها، ويتقي بها وهَج النار، وهذا من فضل الله تعالى على العباد، فإن المسلم إن عجز عن الصدقة بالمال التي تسد حاجة الفقير، فلن تعجزه الكلمة الطيبة والقول الحسن الذي يجبر خاطر السامع، ولعله يفضله على الصدقة التي قد يتبعها من أو أذى، فلا يعجز عن هذه الكلمة اليسيرة أداءً الثقيلة أجراً إلا من كتبت عليه شِقوته،