وخلال هذا الوقت أمرني السيد هامل بالقراءةِ وحينها تمنّيْتُ أنْ أقرأَ بمهارةٍ وإتقان، وتَعثّرْتُ عندَ نطق أوّلِ كلمة فتزايدت دقّاتُ قلبي وزاد توتري للغاية حتى أنّني لم أجرؤُ على رفعِ رأسي من شدَّةِ الخجل. ليقول لي مُعلّمي السّيدِ هامل بنفس الصّوت الرقيق: لَنْ أوبِّخَكَ أيُّها الصّغيرُ فَبِكَ ما يكفيكَ عنِ اللّومِ والتّأنيبِ، أرأيْتَ؟ نقولُ لِنفُسِنا يوميًا لِمَ العَجلَةُ؟ هُناكَ مُتَّسَعٌ منَ الوقتِ سأتعلّمُ غَدًا، وبعد مدح السّيد هامل في الفرنسيّة ودقّت ساعة المدينة قام مِنْ مقعدِهِ بوجهٍ شاحب اللون قالاً: أنا…أنا لكنه لَمْ يستطيعْ إكمال كلامه فثمَّةَ غصّةٌ تقف في حلقِهِ قد منعته من مواصلة حديثه،