سيرَةُ الشّاعر راشد الخضر وُلِدَ الخَضْرُ فِي سَنَةِ 1905م، في إِمَارَةِ عَجْمَانَ، حَيْثُ كانَ فِي سَفَرٍ لَهُ بِغَرَضِ التِّجَارَةِ، وَبَعْدَ سَنَوَاتٍ قَليلَةٍ مِنْ وَفَاةِ وَالِدِهِ، تُوُفِّيَتْ أُمُّهُ، فَفَقَدَ أَخَاهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ فِي سَنَةِ 1921م، وَكَانَ مِنَ الطَّبِيعِي أَنْ تَتْرُكَ كُلُّ تِلْكَ الْأَحْداثِ فِي نَفْسِهِ أَثَرًا وَجُرْحًا عَمِيقَيْنِ، وَيَذْكُرُ عَدَدٌ كَبِيرٌ مِنْ أَصْدِقَائِهِ وَالمُقَرَّبِينَ مِنْهُ أَنَّ ذلِكَ كَانَ سَبَبًا فِي أَنْ يَتَّصِفَ الخَضْرُ بِمَزاجِ مُتَقَلِّبٍ وَعَصَبِيَّةٍ يُؤَاخِذُهُ عَلَيْهَا مَنْ لَا يَعْرِفُهُ جَيِّدًا. أَمَّا حِكَايَتُهُ مَعَ الشِّعْرِ فَقَدْ بَدَأَتْ مَعَ الشِّعْرِ النَّبَطِيِّ مُنْذُ أَنْ تَفَتَّحَتْ مَسَامِعُهُ عَلَى قَصَائِدِ وَالِدِهِ الَّذي كان شاعرًا ، وَأَبْناءِ عُمُومَتِهِ نَاصِرِ بِنِ سُلْطَانَ بِنِ جُبْرَانَ، لَكِنَّ فُصولَ الحُزْنِ فِي حَيَاتِهِ أَكْمَلَتْ دَوْرَتَها حِينَ تُوُفِّيَ اَبْنُ عَمِّهِ، فَبَقِيَ وَحِيدًا يَمْتَهِنُ صِناعَةَ البُشوتِ الَّتِي كَانَتْ تُعَدُّ مِنَ المِهَنِ فَأَتْقَنْها كَيْ تَكونَ مَصْدَرَ لُقْمَةِ عَيْشٍ لَهُ. وَهُنَالِكَ اتَّصَلَ بِحاكِمِها الشَّيْخِ حَمْدِ بن عيسى آلِ خَليفَةَ (1923) - 1942) الَّذِي اشْتُهِرَ بِكَرَمِهِ وَحُسْنِ ضِيافَتِهِ، ونَظَمَ الخَضْرُ فِي البَحْرَيْنِ أَكْثَرَ مِنْ قَصِيدَةٍ نَحْوِيَّةٍ، وَمِنْهَا قَصِيدَتُهُ الَّتِي يَقولُ فيها: بَدَأَتْ مَرْحَلَةٌ جَدِيدَةٌ مِنْ حَياتِهِ، وَسَكَنَ فِي مِنْطَقَةِ الغُوير، ثُمَّ في فريج الشويهيينَ، ثُمَّ عادَ إِلى عَجْمَانَ، كَبِيرًا فِي السِّنِّ، وَدَارَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمُ مُسَاجَلاتٌ شِعْرِيَّةٌ كَثِيرَةٌ، لكنهُ كانَ رُغْمَ كُلِّ هَذِهِ العَلاقاتِ يُحِبُّ الْاخْتِلاءَ بِنَفْسِهِ، وَكَانَ يَتَجَنَّبُ الجلوس في الأَماكِنِ المُزْدَحِمَةِ بِالنَّاسِ. ناتج التعلم : نفسر الكلمات ونستعين المعجم الورقي والرقمي ، ونستخدمها في سياقات تعزز معناها . تحدد الأحداث التي تطور الحبكة ونوضح كيف يفسر كل حدث الأفعال الماضية أو المستقبلية للشخصيات في النص الأدبي إِنْتَشَرَ في القَرْنِ الماضي بَيْنَ شُعَرَاءِ الإِماراتِ، وَكَذَلِكَ بَيْنَ شُعَرَاءِ بَعْضِ الدُّوَلِ المُجاوِرَةِ، نَوْعٌ مِنَ الشِّعْرِ عُرِفَ بِاسْمِ الشَّعْرِ النَّحْوِيِّ»، وَكَانَ لِهَذَا النَّمَطِ الشَّعْرِيِّ جُمْهُورٌ يَخْتَلِفُ عَنْ جُمْهُورِ شِعْرِ النَّبَطِ؛ دونَ أَنْ يَكُونَ لِتَدْوينِهِ فِي المَخْطُوطَاتِ أَثَرٌ كَبِيرٌ عَلى انْتِشَارِهِ، عَلَى عَكْسِ الشِّعْرِ النَّحْوِيِّ الَّذِي دَوَّنَهُ أَصْحَابُهُ وَمُحِبّوهُ فِي مَخْطُوطَاتٍ ظَلَّتْ مُتَداوَلَةً في إطارٍ مَحْدُودٍ ؛ بِلْ إِنَّهُ مِنَ المُلْفِتِ فِي تَجْرِبَتِهِ أَنَّ قَصَائِدَهُ النَّحْوِيَّةَ حَظِيَتْ بِشُهْرَةٍ جَيِّدَةٍ تَجاوَزَتْ حُدُودَ إِمَارَةِ عَجْمَانَ، فَتَناقَلَها النَّاسُ شَفاهَةً وَكِتابَةً فِي المَخْطُوطَاتِ، وَهِيَ ظَاهِرَةٌ لَمْ تَتَكَرَّرْ عِنْدَ غَيْرِهِ مِنْ شُعَرَاءِ النَّحْوِ فِي دَوْلَةِ الامارات 89% لَمْ يَصِلْنا مِنْ سِيرَةِ الخَضْرِ أَوْ قَصَائِدِهِ ما يَدُلُّ عَلَى أَوَّلِ قَصِيدَةٍ نَحْوِيَّةٍ كَتَبَها. إِلَّا أَنَّ مَا وَصَلَنَا مِنْ شِعْرِهِ النَّحْوِيِّ فِي أَثْنَاءِ وُجودِهِ فِي البَحْرِينِ، أَيْ فِي مُنْتَصَفِ الثَّلاثِينَاتِ مِنْ عُمْرِهِ، وَهِيَ مَرْحَلَةٌ مُبَشِّرَةٌ نِسْبِيًّا، تَدُلُّ عَلَى انْحِدَابِهِ مُنْذُ مَطْلَعِ شَبَابِهِ. كَصَدِيقِهِ مُحَمَّدِ بنِ رِضا وَمُجارَاتِهِ لَهُ كَما يُجاري التِّلْمِيذُ أُسْتاذَهُ؛ نَجِدُ أَنْ أَغْرَاضَهُ 89% في ضَوْءِ مَا أَمْكَنَ لَنا جَمْعُهُ مِنْ قَصَائِدَ نَحْوِيَّةٍ لِلخَضْرِ؛ فَمِنْها : المَدْحُ، وذلك مِثْلَ قَصيدَتِهِ في مَدْحِ الشَّيْخِ راشد بنِ حَمِيدِ النَّعَيْمي حاكم إمارَةِ عَجْمَانَ 1981-1928م، وَهُناكَ قَصَائِدُ الغَرَضُ مِنْها عَاطِفِيٌّ، تَراوَحَتْ بَيْنَ الذَّاتِيَّةِ، مِثْلَ: الشَّيْخِ سُلْطَانَ صَقْرِ بنِ خَالِدِ القاسمي حاكِمِ إِمارَةِ الشَّارِقَةِ 1951-1924م، وَالشّاعِرِ مُحَمَّدِ بنِ أَحمدَ بنِ رضا،