ممارسة البرّ على مثال يسوع ممارسة البرّ على مثال يسوع نستطيع أن نكتشف هنا أسلوب يوحنا: يتأمّل الرسول في فكرة البنوّة من كل وجوهها. كما نكتشف أمورًا أخذت من العالم اليهوديّ بشكل عام، ومن العالم الاسياني بشكل خاص مع عالم الجلياني اليهوديّ. ونستطيع أن نقسم هذه القطعة ثلاثة أقسام مع نداء يتوجّه في القسم الأول إلى الابناء الصغار (2: 28)، وفي القسم الثاني إلى الأحبّاء (3: 2)، في القسم الأول نتذكّر الدينونة القريبة. نقرأ كلامًا حول متطلّبات الطهارة وقطع كل رباط بالخطيئة. نعود إلى الحرب على المضلّلين مع نداء إلى الثبات فيه (= في المسيح 2: 28؛ نقسم هذه الدراسة إلى ثلاثة أقسام: الدينونة القريبة (2: 28- 3: 1). إن الذين يثبتون في التعليم الذي نُقل إليهم يثبتون في المسيح. غير أن هذا الاتحاد بالمسيح لا يعني الحاضر فقط، بل يلقي أيضًا ضوءًا على المستقبل. فعلى القرّاء أن يعلموا أن المستقبل ليس فراغًا وفكرة مجرّدة، إنه واقع مُقبل يحدّده لقاؤنا بالمسيح. وذروة المستقبل هي الوقت الذي فيه يظهر المسيح أيضًا في ملئه كتثبيت لسلطان الله في الكون. قد حلّ محلّه عالم الله حيث لا يقف شيء في وجه تتميم إرادة الله. كان يوحنا قد قال في 2: 17: "من يعمل بمشيئة الله يثبت إلى الأبد". وهكذا يفكّر يوحنا في الدينونة التي هي المواجهة الأخيرة مع المسيح (4: 17). فالأمانة للتعليم ترتبط بالأمانة للمسيح. والثانية تجعل الأولى ممكنة (آ 24). وما يسند هذا النداء إلى الأمانة، إلى ذلك الذي يأتي وإن كنا لا نعلم متى يأتي. إن فعل "فانارود" في 1يو يشير إلى مجيء يسوع الأول (1: 2؛ 4: 9) كما إلى مجيئه الأخير. وهو يتيح للمؤمنين أن لا يخجلوا في الدينونة الأخيرة. كانت الأمانة في آ 27 على مستوى العقيدة. أشار يوحنا في آ 27 إلى القراء أن يثبتوا في المسيح، يحدّث قرّاءه عن مجيء المسيح الذي هو أكيد. ظهر ككلمة الله في شكل بشريّ بحيث رأته العيون واعترفت به: "رأينا مجده، مجد ابن وحيد جاء من عند الآب وهو مملوء نعمة وحقا" (يو 1: 14). لهذا يستطيع أن يكون الديّانَ العادل الذي يميّز الذين يخصّونه من الذين لا يخصّونه. هي المرة الأولى يرد موضوع الولادة في 1 يو (رج 3: 9؛ وهكذا ننتقل من المسيح إلى الله، يربط النصّ بشكل ضمني برَّ المسيح ببرّ الله، فتدلّ أعماله أن الله وضع يده عليه، هكذا يكون الانسان مولودًا من الله (في المعمودية، واتحادُه بالله يكوّن هذه الأعمال. تستعمل 1 يو مرارًا فعل عرف. . البار (ديكايوس) هو يسوع المسيح إذا عدنا إلى الآية السابقة (آ 28). فعلى القرّاء أن يعرفوا ذلك. فمن مارس البرّ كان مولودًا منه. ذاك هو المقياس لنعرف أننا من الله. وهو يصبح ملموسًا في الأمانة لتعاليم يسوع خلال حياته على الأرض، يقابل الكاتب هنا كما في ف 4- 5، فكرة الهراطقة حول هذه الولادة الالهية مع قولين إيجابيين: وحده الذي يمارس البرّ أو المحبّة يعدّ نفسه مولودًا من الله (2: 29؛ لا نحتاج إلى برنامج لكي نولد من الله، منذ الآن نحن أولاد الله بالايمان بالمسيح الذي جاء في الجسد (3: 1؛ "من يؤمن أن يسوع هو المسيح، فيعتبر أن الجميع مدعوّون إلى الايمان: كل من يؤمن بالابن هو مولود من الآب. عن ولادة من الله بالايمان بالابن، فرفض الاكتفاء الدينيّ لدى اليهود (نيقوديمس). أما يو فأرادت محاربة الغنوصيين فدلّت على أن هذه الولادة هي حقيقة واقع لدى القرّاء. لا تقابل 1يو ولادة روحيّة مع ولادة "طبيعيّة" عرفتها التعاليم الغنوصيّة، بل تقابل ولادة يمنحها المسيح (بواسطة التعليم اليوحناوي مع ولادة تمنحها تعاليم التدرّج الجديدة). ثالثًا: العالم لا يعرفنا (3: 1) لسنا فقط أمام تعبير رمزيّ تستخرجه من علاقة الأب بابنه، غير أن العالم لا يستطيع أن يعرف أن الانسان مولود من الله: لأنه يتكوّن من الذين لم يعرفوا الله لأنهم لم يعرفوا المسيح (يو 1: 10- 11). فالذين لم يعرفوا أن الله هو أبو المسيح وأبو البشر، لا يستطيعون أن يفهموا أن البشر يمكن أن يكونوا أبناء الله. ربط يوحنا الولادة الجديدة بالمجيء. بالنسبة إلى فكرة الولادة الجديدة. فإن نظرة يوحنا تتوجّه إلى حبّ الله العظيم الذي به صرنا أبناء الله. هنا نقابل هذه النظرة مع يو 3 والحديث مع نيقوديمس: شرط للدخول إلى ملكوت الله (الولادة من عل). ويتبع هذا إعلان عن حبّ الله الذي أرسل ابنه لكي تكون لنا الحياة الأبديّة. نادى يوحنا قرّاءه لكي يكتشفوا حبّ الله العظيم. فالبرهان على أننا أبناء الله يظهر حين لا يعتبرنا العالم له. ب- الانقطاع عن الخطيئة (3: 2- 6) أولاً: متى ظهر المسيح (آ 2) إن العلاقة النبويّة بين الله والانسان، وهي تشير إلى المستقبل. هنا نقابل بين زمن الانسان وزمن الله. وكذا نقول عن أبناء الله. فزمنهم على الأرض لا يمتدّ إلاّ الأبد. وينعمون دومًا بمحبّة الله. غير أن الزمن الذي يعيشون فيه الآن سيزول ويحلّ محلّه مستقبل الله. فما يفصل زمنًا عن زمن هو الموت واللقاء مع المسيح. بعد أن ثبّت يوحنا أننا أبناء الله، عاد وكرّر ذلك تجاه ما سوف يقوله عن الرجاء المسيحيّ في المستقبل. وهكذا نستطيع أن نتذوّق مسبقًا حالتنا الآتية. نسمع بولس الرسول: "لم ترَ عين، ونحن نتطلّع إلى ملء وحي لحالة ننتظر أن نعيشها. إلاّ أننا نستطيع أن نكوّن فكرة عمّا نصير إليه. في المجيء (باروسيا 2: 28) سنكون مثل يسوع. لا يقول لنا يوحنا بوضوح كيف نكون مثل يسوع في المجيء. ولكن الامتيازات التي ننعم بها الآن بشكل جزئيّ، ستكون لنا في ملئها وكمالها. سوف تصل إلى كمالها. كما يقول الرسول: "ما نراه اليوم هو صورة باهتة في مرآة. فنتحوّل إلى تلك الصورة ذاتها". هذا يعني أن الأمل بأن نكون مثل الله يظهر نتائجه منذ الآن: يجب على الانسان أن يصير طاهرًا، أن يتنقّى من خطيئته لأن يسوع طاهر. يشدّد يوحنا هنا على موقف لا يربطنا بيسوع كما عاش على الأرض، إن الذي يتنقّّى من خطاياه يستبق منذ الآن الشركة مع الآب والابن. الذي سيحيط به حين يدخل في مجد الله. ما يميّز بنوّتنا في نظر يوحنا، عن الولادة من الله بحسب الهراطقة. هكذا نكون أمام ولادة ترتبط بنهاية الزمن مع بُعد خلقيّ. كل مؤمن (لا بعض المؤمنين) مدعوّ إلى هذه الولادة. كما نلاحظ أن يوحنا لا يحرّض قرّاءه بشكل مباشر. وفي معنى طقسيّ) يقابل: لا يخطأ (آ 6). كل هذا أساس متين لثقة وفرح ينعم بها المسيحيّ. وأحد أهداف يوحنا هو تقوية هذه الوجهة في إيمان قرّائه. ويتأثّرون بعدّد من أعضاء الجماعة يعتبرون نفوسهم مائلي الحقيقة، لهذا نراهم يحتاجون إلى تشجيع. فيُبرز يوحنا امتيازهم كمسيحيين ويتوسّع في الرجاء الذي ينعمون به في المسيح. قال لنا يوحنا إننا سنكون مثل يسوع لأننا نراه (آ 2). "طوبى لأنقياء القلوب، عرف يوحنا أن قرّاءه يحتاجون إلى تكملة نقاوة قلوبهم، فشجّعهم على طلب هذه الطهارة لكي يكونوا مثل يسوع. نبدأ هنا كلامًا عن أبناء الله الذين لا يخطأون. شدّد يوحنا قبل ذلك على التواصل مع المسيح، وها هو يعالج الوجهة السلبيّة في كل هذا: حاجة المؤمنين للامتناع عن الخطيئة، وهكذا انقسم العالم قسمين: عالم أبناء الله (يميّزه البر) وعالم أبناء إبليس (تميّزه الخطيئة). في آ 4- 10 ينقل الكاتب من الوجهة السلبيّة إلى الوجهة الايجابيّة، إلى البرّ الذي يعبّر عنه في محبّة بعضنا بعضًا. يبدأ الجدال فجأة حول تحديد الخطأة والخطيئة. لماذا يشدّد يوحنا على هذا الأمر؟ لأن قرّاءه يعتبرون أن السقوط في الخطيئة ليس بالأمر المهم. رأينا أناسًا في الكنيسة يعتبرون نفوسهم بلا خطيئة. وها هو يوحنا يبيّن لهم أنهم في الواقع ليسوا منزّهين عن الخطيئة، وأنهم يحتاجون إلى التطهير والغفران. مثل هذا الأمر واجهه بولس في روم 6: 1 فقال: "أتبقى في الخطيئة"؟ هناك الخط التقليدي: هي عمل أخلاقيّ يتجاوز شريعة الله؟ وصايا الله. وهناك خطّ آخر يجعلنا أمام عصيان على مشيئة الله. من اقترف الخطيئة جعل نفسه بجانب الشرير والمناوئ للمسيح، أنهت آ 3 اعتبارًا حول مستقبل أبناء الله، فحين تكلّم يوحنا عن الطهارة (هاغنوس، ونحن لا نتكلّم عن الخطيئة إلاّ ساعة تحصل. هي امكانية: فالانسان يقدر أن يعمل ضدّ مشيئة الله. فلو كان الأمر كذلك لصرنا في الحتميّة والقدر، الخطيئة جسم غريب يقف بين الله والانسان. إلاّ أن مجيء المسيح إلى العالم، دلّ على أن الله لم يتخلَّ عن الانسان. وفعل يسوع ما فعل، لم تعد الخطيئة سيّد العالم. أزالها المسيح فدلّ على قدرة الله. وهكذا جاءت آ 5 كتأكيد كرستولوجيّ على خطورة الخطيئة. تعرفونه لأنكم تعلّمتوه في جماعة يوحنا التي تحمل التعليم الصحيح. فلا علاقة له بالخطيئة، تعرفون (معرفة مسيحيّة أولى) أن يسوع ظهر في هذا العالم لكي يزيل الخطيئة. لا يشدّد النصّ بالدرجة الأولى على الخطايا، بل على ذلك الذي جاء ليزيل الخطايا. ومعارضته للخطيئة يقابلها أنه بلا خطيئة. وبما أنه عارض الخطيئة فعلى المؤمنين أن يسيروا في خطاه. من يخطأ لا يكون رأى المسيح ولا عرفه. وسيقول في آ 9: المولود من الله لا يعمل الخطيئة. هذا يعني أن من يعمل الخطيئة ليس مولودًا من الله، قال يوحنا إن المؤمنين يخطأون (1: 8، وما يقوله هنا هو حثّ القرّاء على أن لا يخطأوا، لا يرى يوحنا أن ما يقوله لا يتوافق مع امكانية الخطيئة في حياة قرّائه. ما رآه يوحنا لدى قرّائه كان موضوع اختبار لديه. هناك بعض المسيحيين يعتبرون نفوسهم بلا خطيئة وبعيدين عن التجربة. ولكن يوحنا لا يتكلّم عن فئة معيّنة، وهناك من قال إن الكاتب يتطّلع إلى الخطيئة التي تقود إلى الموت (5: 16- 17). تقول آ 18: "كل من وُلد من الله لا يخطأ". ولكن يبقى أن يوحنا ينظر إلى المؤمن المثالي: هكذا يجب أن يكون ليُدعى حقًا ابن الله ويعتبر مولودًا من الله. ما يريده الله أن يكون الانسان محرَّرًا من الخطيئة. لماذا يشدّد يوحنا على هذا القول؟ ليدل على أن الهراطقة لم يروا المسيح ولم يسمعوه. نستطيع أن نفهم هذا الكلام أولاً، بأنه تحريض لكي نبقى حقًا في المسيح. بأنه نداء إلى أن نخطأ. فالمحبة تستر جمًا من الخطايا. ج- بين البرّ والخطيئة (3: 7- 10) كل هذا واضح: لا توافق بين من يعتبر نفسه مسيحيًا وفي الوقت عينه يخطأ. غير أن هناك من يعارض كلام يوحنا ويحاول أن يضلّل الجماعة. فيكرّر الكاتب كلامه ويبرزه على أنه مشورة أبويّة. هكذا يكون مؤمنًا حقًا. أولاً: من عمل البرّ (آ 7) كيف نفسّر هذه الرؤية وهذه المعرفة؟ إن يوحنا يحذّرنا من الحماس الروحيّ الذي يبرّر الخطيئة أو يعذرها. والأعمال البارة وحده (لا العواطف والنوايا) تدلّ على أن الانسان بار. فما دلّ شيء على برّهم، لا سيّما وأنهم ادّعوا أنهم يصلون إلى الله بدون يسوع المسيح. ربط يوحنا برّنا ببرّ يسوع: المسيح بارّ ونحن نمارس البرّ معه وعلى مثاله. على الطابع الهجومي في كلام يوحنا (خصوصًا آ 6، ويكون بارًا لأن يسوع كان بارًا، فجعل من مشيئة الآب طعامه. ثانيًا: من عمل الخطيئة (آ 8) إن آ 8- 10 التي تنهي هذه القطعة تكرّر ما قالته آ 7 بشكل جذريّ: لا برّ بدون ممارسة البرّ. أما من يعمل الخطيئة فهو من إبليس. ويحرّر الانسان بحيث لا يكون بعدُ عبدًا للخطيئة (يو 8: 34- 36). ولكن يسوع يجعل الحقّ ينتصر على إبليس، ثم لا نستطيع أن نقسم الناس بين أبناء الله وأبناء إبليس، كما كانت تفعل جماعة قمران، لا يشدّد يوحنا هنا على بنوّته الأزليّة، بل على تجسّده وعمله في التاريخ. جاء ابن الله ليهدم (ليسي، حين لا نخطأ ندمّر مملكة إبليس. أما خطايانا فتعارض عمل المسيح. أفهمنا الكاتب ابن إله الهراطقة هو إبليس (رج ما قيل عن انتيكرست في 2: 18 ي). لا حلّ وسطًا على مستوى الكرستولوجيا والحياة الخلقيّة: نحن من الله أو من إبليس. تحدّث يوحنا عن الخطيئة بلغة العصيان على الله. وها هو يبيّن أن إبليس هو الذي يدفع الانسان إلى الخطيئة. ويبيّن أن ابن الله هو ذاك الذي يقاوم الخطيئة. ويستنتج أن المؤمن لا يمكن أن يخطأ. أما الذي يخطأ فيقف إلى جانب إبليس ويستلهمه في عمله. هذا ما يشدّد عليه الكاتب مرّة أخرى (رج آ 5)، فابن الله ظهر ليقف بوجه أعمال إبليس. يشير يوحنا هنا إلى التجسّد الذي قبل به المؤمنون وشكّ به المعارضون (2: 22- 23). بما أن ابن الله عمل ضد إبليس، فنحن نفهم أن هذا هو عمل الآب ومشيئته. 20: 1- 3. تستعيد هذه الآية الفكرة التي قرأناها في آ 6. وإلاّ نكون رافضين الله، كما قال الناس في مثل الدنانير: "لا نريد هذا أن يملك علينا" (لو 19: 14). وعاد إلى فكرة المولود من الله (2: 29) فبيّن بشكل إيجابيّ أن مثل هذا الانسان هو حقًا ابن الله. وإيمانهم بيسوع (5: 1)، وانتصارهم على العالم (5: 4). وهو يقول الآن الشيء عينه بشكل سلبيّ: من وُلد من الله لا يخطأ. والامتناع عن الخطيئة. ماذا نفعل؟ هل ننتمي إلى النور أم إلى الظلمة؟ إلى الله أم إلى إبليس، مبدأ حياة الله هو فيهم. كما في مثل الزارع (مت 13: 1- 9 وز). من يقيم (يثبت) في الله يقابل من هو مولود من الله. في معنى نسل). ما يقيم في التلاميذ هو الكلمة، رابعًا: أبناء الله وأبناء إبليس (آ 10) تشكّل هذه الآية انتقاله إلى القطعة التالية (3: 11- 17) وموضوع المحبّة الأخويّة. فممارسة البرّ وعدم الخطيئة يعنيان في النهاية محبّة الاخوة. ذاك هو المقياس الذي يدلّ على انتمائنا إلى الله أو إلى إبليس. بل يصل إلى العمل: فالذي يلبث أمينًا للتعليم الأول يرى أين هم أبناء الله وأين هم أبناء إبليس. أما الأخ المذكور هنا فهو العضو في الجماعة اليوحناويّة، لا شكّ في أنهم ليسوا بلا خطيئة، ولكنهم مستعدّون لأن يُقروا بخطاياهم ويجعلوا رجاءهم في يسوع المسيح. فالذي لا يمارس البرّ ولا يحب ليس من الله. منذ الآية التالية (آ 11) مع اهتمام بموضوع المحبّة الذي يحتلّ دورًآ مميّزًا في 1يو. هكذا يستطيع المؤمن أن يختبر نفسه. فهو يسعى لكي يجعل هذا المثال الالهي واقفًا في حياته. هو يعرف أنه لا يقدر أن يعلن أنه بلا خطيئة. وفي الوقت عينه يعلن أن قدرة الله تعينه لئلا يخطأ. بل ينظر إلى الأمام، إلى الزمن الذي فيه يكون مثل المسيح في ظهوره. ليس من السهل الحفاظ على التوازن بين تنبيه القرّاء إلى خطيئتهم وما فيها من خطورة، وتشجيعهم بعد أن سحقتهم الخطيئة. لهذا ينتقل يوحنا من وضع إلى آخر، والتعليم ليس عرضًا لأفكار مجرّدة. فحين يعلّم يسوع، يضع الله يده على شخص السامعين. يؤسرون ويخضعون كما تقول 2كور 10: 5. حتّى الآن تكلّم يوحنا عن الماضي، فدعا المسيحيين للتعلّق بشهادة الرسل لابن الله المتجسّد، كما طلب منهم أن يتقبّلوا دم المسيح الذي سُفك لأجلهم. وها هو الكاتب يتطلّع الآن إلى الأمام فيربط بحاضرنا بفعل أحداث من الماضي،