الفصل الخامس 
  الدولة إذن مظهر متفرد بكل وحدة سياسية؛  لأن لكل دولة مظاهرها المتفردة غير المتكررة في الموضوعات التالية: (?) الموقع وعلاقات المكان تميز كل دولة عن غيرها بظروف وعلاقات مختلفة. ?) اختلاف المساحة المسكونة والمستغلة داخل كل دولة تترتب عليه نتائج خاصة في كل دولة. ?) شعب مقيم بصفة دائمة (بغض النظر عن الهجرة من أو إلى الدولة). ?) بناء اقتصادي أيًّا كان شكله. ?) نظام من النقل وخطوط للحركة داخل أراضي الدولة. وإلى جانب ذلك فإننا نرى تغيرات كبيرة قائمة بين ترتيب الدول في حصة الفرد بالنسبة للإنتاج القومي العام،  فهناك الكويت التي تحتل المرتبة الأولى بحوالي ???? دولارات للفرد سنويًّا من قيمة الإنتاج القومي العام، ولهذا كله فالدولة — كما قلنا — هي الموضوع الأول والأساسي في الجغرافيا السياسية التي تحاول أن تلقي الضوء على كل مكونات الدولة الطبيعية والبشرية في تفاعلها معًا لإعطاء البناء السياسي لوحدة من وحدات الأرض السياسية. تشتمل الأسس الطبيعية للدولة على عدة عناصر هامة على رأسها الموقع والحجم والشكل،  لكن يكفي أن تعرف أن الكثير من دول العالم كانت تتصارع وتحارب من أجل الحصول على واجهة بحرية حتى ولو كانت ضيقة مثل بولندا (????–????) أو الأردن أو زائيري،  فإن الواجهة البحرية كانت غالبًا نقطة الانطلاق للدول الاستعمارية في اتجاهات معينة،  مثال ذلك واجهة فرنسا البحرية على البحر المتوسط أدت إلى انطلاقها تجاه شمال أفريقيا واهتماماتها المتزايدة بقناة السويس وحوض البحر المتوسط عامة.  وبصورة مماثلة نجد ألسنة متبادلة لكلٍّ من سويسرا وألمانيا، ولا شك أن التداخل في حدود الدول — سواء كان في صورة ألسنة أو مناطق معزولة داخل الحدود الأخرى — يؤدي إلى ضعف عام في الدولة في تلك المناطق الهامشية ما لم يكن السلام مستتبًّا بحيث تصبح هذه المناطق صعبة الاتصال وذات اتصالات سهلة مع الوطن الأم عبر أراضي الدولة المجاورة، ?) الأسس الجغرافية للدولة 
  فعند الرعاة تنظم العشائر في وحدات أعلى وأكبر هي القبائل، عدد السكان كأساس للدولة 
  وفي خلال التاريخ زاد عدد الدول باستمرار؛  وفي نفس الوقت لم يكوِّن الأوكرانيون أو المانشوريون دولًا برغم أن تعداد كلٍّ منهما يزيد عن ?? مليونًا.  والفلمنك توجد في شمال فرنسا مرورًا بالحدود البلجيكية،  وفي الحرب البونية لم تكن كل قوات روما التي حاربت هانيبال تتكلم اللاتينية. كذلك نلاحظ تغيرًا في اللغة مرتبطًا بتغيرات الحدود،  بعبارة أخرى كان هناك زحف سياسي لغوي من الغرب إلى الشرق في السهل الأوروبي على عكس الزحف الشرقي-غربي البربري خلال نهاية العصر الروماني.  وفي مصر تغيرت اللغة عدة مرات حسب نوع الحكم، الدين كأساس للدولة 
  ولا شك أن بعض الدول حاولت أن تجعل الوحدة الدينية سائدة داخل حدودها كنوع من تدعيم السلطة، ?) أين تنشأ نواة الدولة جغرافيًّا؟