يتناول النص أدوات المعرفة في التربية الإسلامية، وهي الوحي والعقل والحس. يُعدّ الوحي أداة معرفة في مجال الغيب، بينما العقل والحس هما أداتا المعرفة في مجال الآفاق والأنفس. يؤكد النص على تكامل هذه الأدوات لمعرفة الله، مشبهاً الوحي بالشمس التي تُنير للعقل كما تُنير الشمس للبصر، مستشهداً بآيات قرآنية تُسمّي آيات الوحي "بصائر" والتي تُرشد العقل وتُحافظ عليه من الانحراف. يُبرز النصّ تكامل عمل الوحي والعقل والحس في آية قرآنية تتحدث عن الذين اتقوا عند مسهم طائف من الشيطان، وكيف أنهم يتذكرون "البصائر" فيُبصرون. كما يُناقش النص آثار انفصال أيٍّ من أدوات المعرفة عن الأخرى، مستشهداً بأمثلة تاريخية كالسحر في الحضارات القديمة، وحلول العصر التكنولوجي المدمرة كالحروب لحل مشكلة الغذاء. يُعرّف النصّ "النظر" عند ابن تيمية بأنه نظر القلب والعين، ويُشير إلى تكرار الحضّ على النظر في الآفاق والأنفس في القرآن، مُوضحاً أن هذا لا يقتصر على النظر بالعين المجردة بل يشمل البحث العلمي المتطور. يُبين النصّ تعاون الوحي والعقل والحس للوصول إلى المعرفة اليقينية، حيث يُرشد الوحي إلى ميدان البحث وغاياته، ويُحافظ على العقل من التوجه الخاطئ، ثم يُطلب من الدارس استخدام قواه العقلية والحسية لدراسة الموضوع ومقارنة النتائج بمعلومات الوحي. يُذكر النصّ تجارب الأنبياء كإبراهيم وعزير وموسى، وطلب قريش معجزة من الرسول، كأمثلة على هذا التكامل. يُشدّد النصّ على ضرورة الرسوخ في العلم والإحاطة الشاملة به لتجنب التناقض الظاهري بين الدين والعلم، مُبيّناً أن التناقض يحصل عند وجود خطأ في الدين أو العلم. يُناقش النصّ آثار الانشقاق بين أدوات المعرفة، مستشهداً بضعف الحضارة الإسلامية نتيجة الانشقاق بين الفقهاء والمتكلمين والصوفية والفلاسفة، ثم ينتقل للحديث عن نقد العلماء الغربيين لمنهج المعرفة المعاصر، مستشهداً بآراء ماسلو وهاردي، اللذين حذّرا من سلبيات اقتصار المعرفة على الحس أو العقل فقط. يُشير النصّ إلى أن مناهج المعرفة تتغير حسب حاجات الإنسان، وأن مناهج العصر الحالي غير ملائمة لما بعد العصر الصناعي. يُلخّص النصّ أزمة المسلم المعاصر في فخره بالتراث دون الإسهام في الحاضر، مُميّزاً بين الرسالة والتراث، وكيف أن المسلم المعاصر يخلط بينهما. يُضيف النصّ أن أزمة المسلم المعاصر تتجلى في عدم النقد الذاتي، وحمل الآخرين مسؤولية أزمته، مُشدداً على ضرورة البحث عن أسباب الأزمة وعلاجها في ميدان التربية. يُعرّف النصّ فريق المعرفة بالرسل والعلماء، موضّحاً دور كل فريق، ثم يُقسم العلماء إلى ديني وطبيعي واجتماعي وجمالي، مُبيّناً دور كل قسم في بلورة جوانب العبادة. يُؤكد النصّ على التكامل الضروري بين الرسل والعلماء، وبين أطراف العلماء أنفسهم، مُبيّناً آثار الانشقاق كظهور "مثل سوء" في مختلف المجالات. يُختتم النصّ بتأكيد ضرورة التكامل بين أطراف المعرفة لتنمية الإيمان، مشيراً إلى أن الانفصال يؤدي إلى تفكك معادلة الإيمان، واستشهاداً بتقرير اليونسكو الذي يُبرز سلبيات انفصال العلم الطبيعي عن العلوم الأخرى.