و في هذا البحث سنتناول أسباب تفاقم هذه المشكلة و أثرها على الأطفال بشكل خاص و المجتمع بشكل عام و ما دور الحكومات و المنظمات العالمية لحل هذه الظاهرة المخيفة التي من شأنها القضاء على الأطفال و حملهم مسؤولية تفوق قدراتهم النفسية أولاً و البدنية و العقلية ثانيًا. انتشرت ظاهرة عمالة الأطفال و باتت تشكل خطرا كبيرا على مجتمع الوطن العربي وأصبحت مصدر قلق للمنظمات الإجتماعية لأن خروج الأطفال للعمل في سن صغير و غير مناسب يسبب الكثير من المتاعب و المشكلات الإجتماعية و التعليمية و النفسية للطفل ولكن هل العقاب و اللوم الرئيسي يجب أن يكون على الوالدين الذين يدفعون بأبنائهم للعمل خلال النهار ليعودوا للمنزل ليلاً مع بعض الأموال القليلة؟ أم أن اللوم على الحكومات التي دفعت بالآباء للوصول إلى المتاجرة بأبنائهم ؟ أصبحنا نرى الأطفال حفاة عند الإشارات يقتطعونها ليجدوا لقمة العيش لهم و لآبائهم ، أيضا قد تظهر على الطفل مشاكل صحية نظرًا لضعفة نتيجة المجهود الذي يقوم به في العمل و الإرهاق البدني الذي يتعرض له. يعد الفقر من أبرز عوامل عمالة الطفل لأن بعض الأطفال يذهبون للعمل في سن مبكر لمساعدة والديهم بسبب فقر أهلهم أو عجزهم أو تدني الدخل الأسري لديهم و لهذا لا يتلقون حتى تعليهم الإلزامي أو الأساسي فنجد أن الأطفال بطبيعتهم الفطرية يرغبون في التعلم و الالتحاق بالمدرسة ليكونوا مثل باقي الأطفال و يأخذوا أبسط حق من حقوقهم في التعليم ولكنهم لا يجدون البيئة المحفزة للتعليم و جهلهم بقوانين و أنظمة عمالة الأطفال هو ما يجعلهم غير قادرين على إتخاذ أي خطوة للخروج من هذه المشكلة و مواجهتها. تعد مشكلة تدني المستوى التحصيلي من أصعب المشكلات الإجتماعية التي يتعرض لها الطفل و التي تنتج في أغلب الأحيان إلى انشغال الطفل في عدد من الأمور الحياتية ويعرف تدني التحصيل الدراسي بأنه تدني الدرجات التي يحصل عليها الطفل نتيجة فهمة أو استيعابه للدروس و يترتب على ذلك أبعاد تربوية ومشكلات إجتماعية و إقتصادية و يتكرر رسوب الطلاب العاملين سنة بعد سنة حيث أشارت الدراسات السابقة أن الأطفال الذين يعملون في سن مبكرة يكون مستواهم الدراسي متدني بمقدار لا يناسب عمرهم الزمني وهناك أسباب أخرى تلازم ضعف التحصيل الدراسي منها تدهور الوضع الصحي للطفل وإحدى الصعوبات التي يواجهها الطفل قد تكون الأسرة هي السبب الأول و المباشر حيث يتم الضغط على الطفل لبذل الجهد و أيضا ظروف الأسرة الإجتماعية و المادية التي قد تمر بها كالتغيب عن المدرسة لتوفير المال. الأطفال في هذا العمر بحاجة الي استقرار نفسي و جسدي لنمو سليم و هم بحاجة للحصول على التعليم الأساسي و ليس العمل في أعمال شاقة و متعبة قد توثر علي صحتهم و سلامتهم لذلك قامت منظمة العدل الدولية بتحديد الحد الأدني لسن العمل و هو من ال ١٨ لجميع قطاع النشاط الإقتصادي حسب الاتفاقية رقم ١٣٨. إتفاقية رقم ١٣٨-١٨٢ – القضاء على عمالة الأطفال و حماية الأطفال و الشباب