واستشعار مبكر لأخطار الذكاء الاصطناعي (تركي الفايز) كعهد المملكة وريادتها في استشعار مساقط الخطر على البشرية، وسرعة الاستجابة لكل التنبيهات والمؤشرات التي من شأنها أن تقي العالم من التداعيات المحتملة لأي كارثة متوقعة من أي مصدر كان، جاءت استجابتها الفورية للمناذير والمحاذير المتعلقة بسوء استخدام الذكاء الاصطناعي، بما يمكن اعتباره أسرع رد فعل دولي، وأبلغ استجابة لما ظل أصحاب الاختصاص في الذكاء الاصطناعي يلوحون به من أخطار ونذر مهددة، والتي بلغ صدى النذير مداه فيها مع تحذير الأمين العام للأمم وهو يحث العلماء والخبراء إلى إعلان أ ّن الذكاء الاصطناعي تهديد وجودي للبشرية، وأن «هناك إمكانات هائلة في استخدام الذكاء الاصطناعي، لكن من الواضح أن هناك مشاكل خطيرة أيضا، أو تخويف بلا مسوغات موضوعية؛ بل على العكس من ذلك جاء بنبرة أهدأ بكثير من حقيقة الخطر الداهم الذي ينتظر البشرية وربما يؤدي إلى انقراضها، الأمر الذي استشعره إيلون ماسك Elon Musk، وطالب على إثره بلجم هذا التطور الكارثي، بإمكانية امتلاك الذكاء الاصطناعي لحرية اتخاذ القرارات، بما يعني بداهة الوقوع تحت رحمته بما يملكه من إمكانيات تفوق بكثير ج ًّدا من صنعه. ويكاد يلغي وجودهم بالكلّية. انظر إلى نموذج « »chatgpt وقدراته المذهلة في التقليد والمحاكاة وإجراء المحادثات والرد على الاستفسارات، وقدرته على إنشاء الشفرات وفك الأكواد البرمجية، والنصوص الإبداعية بكل أنواعها وأنماطها، ويمضي أبعد بتأليف الأغاني منكلمات وموسيقى وتأديتها بالصوت الذي ترغب فيه، وعدم القدرة على السيطرة على أي شيء، إن الخطر لا يقف عند هذا الحد، حسب تقديرات كثير من الجهات المتصيّدة لخطر هذه التقنية، إنما هي وظائف جوهرية وأساسيةكالأطباء في أعلى التخصصات، بل إن الخطر يتهدد حتى مهندسي البرمجيات أنفسهم، يبين لنا حجم الخطر الماحق، ولكنها منظومة حياة مرتبطة ببعضهاكقطع الدومينو ستنهدم وتنهار؛ ويعني بداهة إغلاق جامعات كاملة لعدم الحاجة إلى خريجيها. أرأيتم أي فوضى سنقبل عليها قريبا. على أن التهديد الوظيفي ليس هو الخطر الحقيقي الذي ينذرنا به الاستغلال السيئ للذكاء الاصطناعي، وإنما الخطركل الخطر يتبطن في قدرته على الاختراق وإلغاء أي مظهر للخصوصية سواء على مستوى الأفراد والمجتمعات أو حتى الدول، وقدرته على التقمص والانتحال، وهو ما يجعل من محاكمة أي فرد على تصرفاته أمرا في غاية العسر، لعدم القدرة على التثبت من حقيقة اقترافه للفعل أو الموثوقية مما ينسب إليه منكلام حتى ولوكان ذلك بالصورة والصوت معا، يعني إخراج «العفريت» من قمقمه، بشكل كامل. بإزاءكل هذه الأخطار وغيرها، ويعصم تجربتها الناجحة في مجال استخدام هذه التقنية الحديثة من الانحراف عن مسار الفوائد المرجّوة، كما يضع العالم أجمع أمام مسؤولياته في تدارك الخطر قبل وقوعه، انتهي،