يتناول النص وظيفة العقل في عالمي الشهادة والغيب، مستنداً إلى توجيهات قرآنية. في عالم الشهادة، يحث القرآن على النظر والتأمل في آيات الله، واكتشاف قوانين الكون وعلاقاته السببية، لتحقيق المعنى الإلهي من تسخير العالم للإنسان. يُبرز النص منهج القرآن التدريجي في هذا الأمر، متدرجاً من مستوى معرفي إلى آخر، مُختتماً غالباً بـ"لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" أو "قَوْمٍ يَعْقِلُونَ". ويُشير النص إلى آيات قرآنية كثيرة تحث على النظر في الكون، من عالم الحشرات إلى عالم الأفلاك والنبات والحيوان، وحتى الكون ككل، مع قسم القرآن ببعض هذه الآيات لبيان أهميتها. يُعتبر عمل العقل في هذا المجال واجباً شرعياً وعبادة. يُحدد النص أركان تكليف العقل بهذه الوظيفة، بما في ذلك قدرة العقل على التعرف على العالم وقوانينه، وزيادة الله للإنسان الحواس الخمس كجنود للعقل، وكونها مناط مسؤولية أمام الله. كما يُوضح النص أن ما غاب عن الحواس الشخصية يمكن تعلمه بطرق أخرى، كعلم المعصوم أو ما تواتر من علم. أما في عالم الغيب، فيختلف الأمر، فالحواس لا تناله، ويُفرق النص بين الغيب النسبي (ما غاب عن الحواس في عالم الشهادة) والغيب المطلق (ما استأثر الله بعلمه). يُناقش النص منهجين في معرفة الغيب: منهج الاعتصام بالنصوص الشرعية، ومنهج الاعتماد على التخيل العقلي. يُؤكد النص على أن منهج السلف، القائم على الإيمان بما جاء به الوحي، هو الأصح والأكثر احتراماً للعقل، مُبرراً ذلك بعدم قدرة العقل على البحث في الغيب، مقارنةً بقدرته على اكتشاف قوانين عالم الشهادة. يُختم النص بمقارنة بين منهجي السلف والمخالفين، مُبيناً أخطاء المنهج المخالف، كاستخدام الألفاظ المجملة والتأويلات البعيدة عن النصوص، واللجوء إلى السياسة والتشنيع بدلاً من الحجة.