إن السلوك الإنساني ينطلق من قواعد ومعايير جماعيّة، وهو موجّه إلى من يفهم هذه المعايير والقواعد. على أنّ مجمل المعايير والقواعد التي ترشد السلوك، أو تلعب دور المقياس الموجّه، تندرج في ما يعرف ب: «الأنماط النقافية)»؛ تلك الأنماط التي تشكّل النموذج الذي نستوحيه، و(المِثالَ) الذي يُتَمَثّل به. •- والسؤال يبقى: كيف تتمّ، في مجتمع معين، نوع يتعلّق بمبدأ الثواب والعقاب أي المكافأة الاجتماعية في حالة السلوك القويم المطابق للقواعد والمعايير، أو اللجوء إلى الإدانة الاجتماعية في حال الانحراف، وعدم امتثال القواعد العامّة والمعايير المتّبعة اجتماعياً. أمّا النوع الآخر فيتعلّق بكيفيّة تعلم قواعد السلوك والمعايير الاجتماعية والتمرّس بها بحيث تصبح مكوّنة الشخصيّة، وتؤثّر تلقائياً على الحياة الفردية، أي عمليّة تعليم واقناع تدريجيّ بأهميّة «الأنماط الثقافية» وجدواها ودفع الإنسان نحو العمل بها بقناعة تامّة، وبمعزل عن مثوبة السلوك المستقيم، أو قساوة العقاب من جرّاء مخالفة القوانين العامّة. إن عملية القُنوع هذه تسمى «التنشئة الاجتماعية»،