وقد قيل في الظواهر الاجتماعية بأنها كل الحوادث الإنسانية ولكن جميع المجتمعات تتميز بظواهرها عن الأخرى ، وقد قال إميل دوركايم في متابه بأنه يمكن أن يعترض بعض الناس بقول أنه ليس من الممكن أن تكون الظاهرة اجتماعية إلا بشرط أن تكون مشتركة بين جميع أفراد المجتمع أو على الأقل الغالبية العظمى منهم ، أي إلا اذا كانت عامه ، ثم أسرد بالإجابة قائلا ، لا شك في ذلك ولكن الظاهرة لا تكون عامة في هذه الحال إلا لأنها اجتماعي " أي لأنها تقهر الأفراد إلى حد كبير أو قليل ، حيث أنه قال سابقا أيضا بأن القهر هو قوة دافعة ، ثم أكمل قائلا فالظاهرة الاجتماعية حالة من حالات الجماعة التي تتحقق لدى الأفراد وبأنها تفرض نفسها عليهم فرضا ، فهي توجد في كل جزء من أجزاء المجتمع ، أي في المركب الكلي الذي ينشأ بسبب اتحاد هذه الأجزاء وبسبب أن كل فرد يتأثر بالمجموع . وقد قال بأنه يسهل علينا أن نتحقق من وجود القهر إذا عبر عنه المجتمع تعبيرا خارجيا أي إذا عبر بشكل مباشر كما هي الحال في ما يمس القانون والأخلاق والعقائد والتقاليد، أما إذا لم يكن القهر مباشراً كالقهر الذي تباشره النظم الاقتصادية فإننا لا نستطيع التحقق من وجوده بسهولة، كما وقال بأن الظواهر تُقسم لقسمين وهي الظواهر العضوية الفعالة وظواهر الضروب من الوجود الاجتماعي. وقام بتلخيص هذا كله في جملة وهي " إن الظاهرة الاجتماعية هي: كل ضرب من السلوك ثابتاً كان أم غير ثابت،