II -المقاربات الحديثة في مجال ريادة الاعمال نظرا لاستعمال مصطلح ريادة الاعمال(المقاولاتية) في عدة مجالات مختلفة فلا نجد تعريفا واحدا يشملها فهناك عدة مداخل لتعريفها : جمع الموارد ، تصميم المنتوج، انتاج المنتوج وتحمل المسؤولية تجاه الفرد والدولة. يرى هذا الاتجاه كذلك أن عملية انشاء مؤسسة جديدة هي ظاهرة تنتج عن "التأثير المتبادل للعديد من العوامل المختلفة مثل الأفكار، الخبرة والتي يصبح لها معنى بواسطة تنظيم جديد. وكيف تتمكن من الظهور والتحول الى كيان موجود حقا بعد ما كانت مجرد فكرة. النقد:هذا الاتجاه يشوبه بعض الغموض، لأنه لتثمين فرصة او ابتكار ما يمكننا الاعتماد على منظمة قائمة بدل اللجوء الى انشاء منظمة جديدة ، ومن جهة أخرى مثل ما بينه BRUYAT، لا يمكن أن تؤدي جميع المؤسسات المقامة إحداث حالات تكون فيها شدة التغيير ذات مستوى عال. حيث يمكن للمؤسسات ان تنشأ عن طريق التقليد أو إعادة الإنتاج. حسب هذا المدخل فان المقاولاتية عملية انشاء لمؤسسة من خلال تجسيد فكرة في مشروع. ان عبارة الفرصة نجدها مع العديد من المهتمين بالفكر الإداري نذكر من بينهم: أ-CASSON: حسبه الفرصة تعني الحالات التي تسمح بتقديم منتجات، خدمات ومواد أولية جديدة، ادخال طرق جديدة في التنظيم، بيع هذه المنتجات والخدمات بسعر يفوق تكلفة انتاجها، هذه الأفعال يقوم بها المقاول الذي يعتبر شخصا قادرا على اكتشاف موارد غير مثمنة، قام بشرائها وتنظيمها بهدف إعادة بيعها في شكل سلع وخدمات مثمنة بشكل أفضل من طرف المستهلكين ان التفطن لهذه الفرصة من طرف المقاول يولد لديه رؤية مقاولاتية تدفعه لإنشاء منظمة بهدف استغالها. ب-DRUCKER: حسبه هناك مصادر أخرى للفرصة تتمثل في: ü الفرصة المتواجدة في الأسواق كثمرة لعدم الكفاءة الإنتاجية عن تناظر المعلومة، او عدم امتلاك التكنولوجيا اللازمة لتلبية الحاجات غير المشبعة ü الفرصة الناتجة عن التغيرات الخارجية في المجالات الاجتماعية، السياسية، الديمغرافية والاقتصادية ü الفرصة الناتجة عن الابتكارات والاكتشافات والتي تولد أيضا معارف جديدة. حسب هذا المدخل فان ريادة الاعمال (المقاولاتية) هي استغلال للفرص التي تسمح بتجسيد مشروع. II -3 - ريادة الاعمال (المقاولاتية) ازدواجية بين الثنائية -الفرد-خلق القيمة-: ان ريادة الاعمال (المقاولاتية) تتمحور حول دراسة العلاقة التي تربط بين الفرد والقيمة التي انشاها. --المنظور الأول: ينطلق من الفرد ويعتبره الشرط الأساسي في خلق القيمة، فهذا الأخير يقوم بتحديد طرق الإنتاج وكمية الإنتاج. فالريادي(المقاول) هو ذلك الشخص الذي يقوم بخلق قيمة، اما القيمة المقدمة فتتمثل في مجموع النتائج التقنية، المالية والشخصية التي تقدمها المنظمة والتي تولد رضا الريادي(المقاول) والأطراف الفاعلة او المهتمة. III- ريادة الاعمال (المقاولاتية ): تعريفها، أهدافها، III-1: تعريف المقاولاتية. عرفت بأنها السيرورة التي تهدف الى إنتاج منتج جديد ذو قيمة وذلك بإعطاء الوقت والجهد اللازمين، مع تحمل المخاطر الناجمة عن ذلك بمختلف أنواعها (مالية، نفسية، اجتماعية)، وبمقابل ذلك يتم الحصول على إشباع مادي ومعنوي. - وحسب “بيتر وهيسريش" ( Peters et Hisrish) على أنها نوع من السلوك يتمثل في السعي نحو الابتكار، تنظيم وإعادة تنظيم الآليات الاقتصادية والاجتماعية من أجل استغلال موارد وحالات معينة، نستنتج أن: المقاولاتية هي حركية إنشاء واستغال فرص أعمال من طرف فرد أو عدة أفراد، وذلك عن طريق إنشاء مؤسسات جديدة من أجل انتاج منتج جديد او تقد م خدمة جديدة بشكل مبدع ومبتكر. وبصفة عامة يمكن تعريف المقاولاتية: على انها مجموعة النشاطات التي يتم من خلالها انشاء مؤسسة ذات طابع تنظيمي، من خلال استغلال الفرص المتاحة من طرف فرد يتمتع بخصائص معينة من أجل تجسيد فكرة مبدعة وبالتالي خلق قيمة. ** ففي المقاولاتية يجب توفر العناصر التالية: -المقاولون: بدنوهم لن يكون هناك ابداع – البعد التنظيمي المرتبط بالرؤية، الثقة، الإبداع، التحوط للفشل، التحوط للغموض، الرقابة الداخلية -التنوع في السوق. ** أما الجوانب الرئيسية في المقاوالتية فتتمثل في: -عملية انشاء شيء جديد ذو قيمة. - تخصيص وقت وجهد ومال. - تحمل المخاطر المختلفة الناجمة عن المخاطرة. - الحصول على العوائد الناتجة عن المخاطر ة. III-2-خصائص المقاولاتية: تتميز المقاولاتية بالخصائص التالية: - تعتبر المقاولاتية أحد مدخلات عملية اتخاذ القرار المتعلق بالاستخدام الامثل للموارد المتاحة للوصول إلى الإبداع بمختلف أشكاله. - المقاولاتية هي جهد موجه للتنسيق بين الإنتاج والبيع. - هي عبارة عن مجموعة من المهارات الإدارية والإبداعية المستندة على المبادرة الشخصية والقدرة على تحمل المخاطرة في ظل بيئة سريعة التغير. - هي نهج أو مسار يتبعه الفرد المقاول من أجل إنجاز عمل مقاولاتي خاص به. - يغلب على أنشطتها طابع الفردية في مجال الإدارة والتخطيط والتسويق، في كثير من الأحيان تكون عائلية من حيث الإدارة والعاملين؛ - بساطة الهيكل التنظيمي من حيث الإدارة المباشرة من قبل صاحب المشروع فضلا عن تخطيط وادارة الإنتاج والتسويق والعمليات المالية. أ‌- أهمية المقاولاتية: تتمثل أهمية المقاولاتية في: - تجديد النسيج الاقتصادي من خلال تعويض المؤسسات الفاشلة واعادة التوازن للأسواق. - تشجيع الابتكار عن طريق إنشاء مؤسسات مبتكرة جديدة يمتد تأثيرها لتشمل حتى المؤسسات القائمة التي تجد نفسها مضطرة إلى التكيف مع التغيرات الحاصلة من أجل تعزيز قدراتها التنافسية بما يضمن بقائها في الأسواق - وسيلة لإعادة الاندماج الاجتماعي للعمال الذين فقدوا مناصب عملهم نتيجة لأسباب اقتصادية خارجة عن نطاقهم. - تشكل متنفسا يسمح للمقاولين بالخروج من نموذج العمل المأجور الذي سيطر على الأذهان لفترة طويلة من الزمن واللجوء إلى العمل الحر. - تشجيع المبادرة الفردية وازدهارها في أي مجتمع يتطلب العمل على غرس الرغبة في المبادرة ونشر روح المقاولاتية بين افراد. ب-أهداف المقاولاتية: تختلف الوظيفة الأساسية للمقاولاتية حسب طبيعتها، بل حسب وجهة النظر داخلها، أي وجهات نظر المساهمين والعمال والإدارة والنقابات، ومن بين الأهداف التي تهدف لها: -خدمة السوق: ويأتي ذلك بإنتاج سلع وخدمات متطابقة مع الطلب الفعلي، فلا يمكن للمقاول أن يصمد في المناخ الاقتصادي السائد إلا باعتبار خدمة السوق من المهام المركزية. - تحقيق المكاسب المالية وتعظيم الربح: الحصول على أرباح مالية وتعظيم الربح يعتبر بالنسبة للمقاول أهم هدف يسعى لتحقيقه. ويرى الكثير من الاقتصاديين أن الربح هدف مشروع لان المنظم(المقاول) يتحمل المخاطرة. - تعظيم المنفعة الاجتماعية: بالإضافة إلى تعظيم الربح، وينتظر من المقاولاتية تعظيم المنفعة الاجتماعية وذلك عن طريق تحسين وضعية المجتمع. - المساهمة في تحسين المستوى المعيشي للأفراد وذلك من خلال خلق فرص عمل، وتقليل البطالة، مما يؤدي إلى زيادة متوسط الدخل الفردي؛ - المساهمة في نمو الاقتصاد، إذ أصبحت المقاولاتية تلعب دورا هاما في تطور الاقتصاد وتحقيق نسب نمو مهمة بسبب مرونتها وقابليتها على الاستجابة للتغيرات السريعة في الاقتصاد؛ - المساهمة في ترقية المرأة: اعتبار المقاولاتية من أهم السبل التي يمكن للمرأة من خلالها إظهار إمكانياتها في مجال الأعمال؛ - المساهمة في تحقيق العدالة الاجتماعية وإعادة توزيع الثروة بين أفراد المجتمع؛ - الحد من هجرة السكان من الريف إلى المدن؛ -على المستوى البيئي: يرتبط المفهوم المقاولاتي بالبعد البيئي من خلال مفهوم التنمية المستدامة، الذي يهتم بالمحافظة على البيئة وحماية الموارد الطبيعية الحالية والمستقبلية، إذ يقوم المقاولون باختيار تلك المشاريع التي تأخذ في الحسبان الجانب البيئي أو المشاريع المقاولاتية المستدامة، III-4-استراتيجيات المقاولاتية : يسعى المقاول من خلال تجسيد مشروعه المقاولاتي إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، وتساهم في ضبط القرارات التي تتخذ وفق القدرات والإمكانيات المتاحة. 1- مفهوم استراتيجيات المقاولاتية: هناك العديد من المفاهيم التي تمت صياغتها وفق زوايا معينة، لكنها تشير في مجملها إلى أخذ موقع مناسب للمؤسسة في ظل البيئة التي تنشط بها. ومن بين هذه المفاهيم نجد: ü استغلال الفرص في السوق ووجود موارد جديدة والتكامل ما بين الموارد والزبائن والأسواق. ü هي عبارة عن الابتكار والإبداع الذي يحدث داخل وخارج المؤسسة. ü هي القدرة على إجراء التغييرات السريعة المرتبطة بالصناعة وهيكلة السوق وحاجات الزبائن والتكنولوجيا والقيم الاجتماعية. ü هي الالتزام بالتطوير والتوسع في الميزة التنافسية في الأسواق. ü هي القدرة على تحقيق النجاحات المالية والنمو واستمرارية البقاء على المدى الطويل. 2- أنواع الاستراتيجيات المقاولاتية: سيتم التركيز في هذه النقطة على أهم الاستراتيجيات المتبعة لتحقيق أهداف المؤسسة. فللمقاولاتية عدة استراتيجيات منها: 1- الإبداع: وهو تطوير الأفكار الابتكارية، التي تعكس وتستجيب للفرص في المنظمة، وهو يعتبر الخطوة الأولى للابتكار، ويساهم في نجاح المنظمة على المدى الطويل. 2-الابتكار : حيث أشار بعض الباحثين إلى أن المنظمة الابتكارية، 3-التفرد(التميز) : إن التفرد يكون في منظمات الأعمال من خلال قدرتها على التميز عن غيرها من المنظمات الأخرى المنافسة، في نفس قطاع الأعمال، سواء كان ذلك بطبيعة المنتجات أو الخدمات التي تقدمها، أو طبيعة الموارد التي تمتلكها، وهذا يمكنها من تحقيق الاستمرارية وتقديم المنتجات الأفضل. 4-الأخذ بالمخاطرة: تعرف على أنها ما يتم أخذه بعين الاعتبار مع إمكانية التعرض للخسارة. تعد المخاطرة أحد العناصر المكونة للعمل المقاولاتي،