لم تغادر الأسئلة الكبرى لما بعد انتهاء الهدنة العقل المصري، وكل منها يتطلب موقفاً حاسماً وتحركات دؤوبة في أكثر من اتجاه. العنصر الأهم للسياسة المصرية يمزج بين العمل على بناء حالة من الهدوء من جانب، وكلاهما يحققان أحد أهم ما بات يُعرف بخط أحمر لا تنازل عنه، وهو منع النزوح الفلسطيني من غزة إلى مصر، يدرك المصريون – وكذلك الفلسطينيون والعرب- أن لا ضمانة مؤكدة يمكن التعويل عليها بشأن وقف آلة القتل في غزة، والرافض احتلال إسرائيل لغزة، وأن يكون حكم القطاع بيد الفلسطينيين أنفسهم والسلطة، بعد تجديدها -حسب وصفه- وبين الموقف المصري إجمالاً، فمن الصعوبة بمكان التعويل على تلك المواقف باعتبارها نهائية، فقد تعودنا كثيراً على تبدل المواقف الأميركية والغربية ما دامت تعترض عليها إسرائيل، كما أن ملابسات وتحديات الحملة الرئاسية الأميركية والموقف الصعب الذي يواجهه الرئيس بايدن من قبل يسار الحزب الديمقراطي وغضب الحزب الجمهوري، ومن ثم تظل مهمة مجابهة التحديات المحتملة بيد المصريين أنفسهم.