٢٠٦ - انْصِبْ بِفِعْلِ القَلْبِ جُزْأَي ابْتِدا أَعْني رَأَى حَالَ عَلِمْتُ وَجَدا (۱) ۲۰۷ - ظَنَّ حَسِبْتُ وَزَعَمْتُ مَعَ عَدْ حَجا دَرَى وَجَعَلَ اللَّهِ كَاعْتَقَدْ (۲) = يعلم إذا حذف، ولو أنه حذفه فقال : ولا كريم من الولدان لفهم منه أن المراد: ولا كريم من الولدان موجود ؛ لأن الذي يحذف عند عدم قيام قرينة هو الكون العام، هذا تخريج البيت على ما يريد الشارح والناظم تبعًا لسيبويه شيخ النحاة. وقد أجاز الأعلم الشنتمري وأبو علي الفارسي وجار الله الزمخشري أن يكون الخبر محذوفا، لأنهما في التقدير مبتدأ عند سيبويه، قال الأعلم : ويجوز أن يكون نعتا لاسمها محمولاً على الموضع، وتقديره موجود، ونحوه اهـ . يحتمل أمرين : أحدهما أن يترك فيه طائيته إلى اللغة الحجازية، ولكن صفة محمولة على محل لا مع المنفي اهـ . ويريد بترك طائيته أنه ذكر خبر «لا» ؛ لأنك قد علمت أن لغة الطائيين حذف خبر لا مطلقا، أعني سواء أكان ظرفًا أو جارا ومجرورًا أم كان غيرهما ، متى فهم ودلت عليه قرينة، أو عند تعلق الغرض بذكره لداعية من الدواعي، لكن الذي يقرره العلماء أن العربي لا يستطيع أن يتكلم بغير لغته التي درب عليها لسانه، وهو الرفع - حتى يكون كلامه جاريا على لغة قومه، والله يرشدك ويبصرك . ۱ وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت بفعل جار ومجرور متعلق بانصب، والقلب مضاف إليه جزأي» مفعول به لانصب، وابتدا» مضاف إليه «أعني» فعل مضارع، علمت، وجدا كلهن معطوفات على رأى بعاطف مقدر. «ظن، حسبت وزعمت كلهن معطوفات على رأى المذكور في البيت السابق بعاطف مقدر فيما عدا الأخير مع ظرف متعلق بأعني، ومع مضاف، «وعد» قصد لفظه : مضاف إليه «حجا، درى، هذا هو القِسْمُ الثالث من الأفعال الناسخة للابتداء ، وهو ظَنَّ وأخواتها (2). وَدَرَى ، والثاني منهما : ما يدلُّ على الرجحان، وذكر المصنِّفُ منها ثمانية : خالَ ، وَظَنَّ ، وَحَسِبَ ، وَحَجا، وَهَبْ . فمثالُ رَأَى قول الشاعر : [الوافر ] ش ۱۱۷ - رَأَيْتُ اللهَ أَكْبَرَ كُلِّ شَيْءٍ مُحاوَلَةٌ وَأَكْثَرَهُمْ جُنودا (٥) ۱) «وهب، الآتي انصب فعل أمر، 4) أو التضيير، وتدلُّ على تحويل اسمها إلى خبرها، وستأتي . وتطلق على طلب الشيء بحيلة، والمعنى الثاني من هذين لا يليق بجانب الله تعالى وأكثرهم جنودًا قد لفق الشارح العلامة - تبعًا لكثير من النحاة ـ هذه اللفظة من روايتين : إحداهما رواها أبو زيد، وهي : وأكثَرَهم عَدِيدا» والثانية رواها أبو حاتم، وهي : وأكثره جنودا». الإعراب: «رأيت فعل وفاعل «الله» منصوب على التعظيم، وأكبر مضاف، وشيء مضاف إليه «محاولة» تمييز «وأكثرهم» الواو عاطفة، أكثر : معطوف على أكبر وأكثر مضاف والضمير مضاف إليه «جنودا» تمييز أيضًا . الشاهد فيه : قوله : «رأيت الله أكبر . إلخ» فإن رأى فيه دالة على اليقين، وقد نصبت مفعولين؛ والثاني قوله : «أكبر» على ما بيناه في الإعراب. فاستعمل رَأَى فيه لليقين، وقد تستعمل «رأى» بمعنى «ظَنَّ» (١) ، يَرَوْنَهُ بَعِيدًا [المعارج : ٦] أي : يَظُنُّونَه . ومثالُ عَلِمَ : عَلِمْتُ زَيْداً أَخاك» وقول الشاعر : [البسيط] ش ۱۱۸ - عَلِمْتُكَ البَاذِلَ المَعْرُوفِ فَانْبَعَثَتْ إِلَيْكَ بي واجفاتُ الشَّوْقِ وَالأَمَلِ (۲) ۱) تأتي رأى بمعنى علم وبمعنى ظن، وقد ذكرهما الشارح هنا ، وتُسمى الحلمية، وبمعنى اعتقد نحو : رأى أبو حنيفة حِلَّ كذا»، وهي بهذه المعاني الثلاثة تتعدى لمفعول واحد، وقد تتعدى التي بمعنى اعتقد إلى مفعولين، كقول الشاعر : رأى النَّاسَ إِلَّا مَن رأى مِثلَ رَأيِهِ فأما تعديتها لواحد، ففي قوله : «رأى مثل رأيه وأما تعديتها لاثنين، ففي قوله : رأى الناس خوارج هكذا قيل، ولو قلت : إن «خوارج» حال من الناس لم تكن قد أبعدت . ۲) هذا البيت من الشواهد التي لم ينسبوها لقائل معين . اللغة : «الباذل» اسم فاعل من البذل، وهو الجود والإعطاء، وفعله من باب نصر المعروف» اسم جامع لكل ما هو من خيري الدنيا والآخرة، وفي الحديث : صَنَائِعُ المَعروفِ تَقِي مَصارع السوء» و«فانبعثت) ثارت ومضت ذاهبة في طريقها واجفات أراد بها دواعي الشوق وأسبابه التي بعثته على الذهاب إليه، وهي جمع واجفة، وتقول : وجف البعير يجف وجفا - بوزن وعد يَعِدُ وعدًا - ووجيفًا ، إذا سار، وقد أوجفه صاحبه، الإعراب: «علمتك فعل وفاعل ومفعول أول الباذل» مفعول ثان لعلم المعروف» يجوز جره بالإضافة، وانبعث : فعل ماض والتاء للتأنيث إليك بي كل منهما جار ومجرور متعلق بانبعث «واجفات فاعل بانبعث، وواجفات مضاف، و«الشوق» مضاف إليه «والأمل» معطوف على الشوق . الشاهد فيه : قوله : «علمتك الباذل . وقد نصب به مفعولين: أحدهما الكاف، والذي يدل على أن «علم» في هذا البيت بمعنى اليقين أن المقصود مدح المخاطب واستجداؤه، وذلك = ومثال «وَجَدَ» قوله تعالى : ﴿وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ﴾ [الأعراف: ۱۰۲] ومثال «دَرَى» قوله : [الطويل] ش ۱۱۹ - دريتَ الوَفي العَهْدِ يا عُرْوَفَاغْتَبِطْ فَإِنَّ اغْتِباطاً بالوفاءِ حَميدُ (۱) فلهذا أسرعت إليك مؤملاً جدواك . وقد تأتي «علم» بمعنى ظن، ويمثل لها العلماء بقوله تعالى : ﴿فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَةٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ وهي - إذا كانت بمعنى اليقين أو الظن - تتعدى إلى مفعولين. وقد تأتي بمعنى عَرَفَ، فتتعدى لواحد. تأتي بمعنى : صار أعلم - أي : مشقوق الشفة العليا - فلا تتعدى أصلاً . ۱) وهذا الشاهد أيضًا لم ينسبوه إلى قائل معين . اللغة : «دريت بالبناء للمجهول من درى، وهي : أن تتمنى مثل حال الغير من غير أن تتمنى زوال حاله عنه، وأراد الشاعر بأمره بالاغتباط أحد أمرين ؛ أولهما : الدعاء له بأن يدوم له ما يغبطه الناس من أجله، المعنى : إن الناس قد عرفوك الرجل الذي يفي إذا عاهد، فيلزمك أن تغتبط بهذا وتقر به عينا، ولا لوم عليك في الاغتباط به . الإعراب: «دریت دری: فعل ماض مبني للمجهول، والتاء نائب فاعل، وهو المفعول الأول «الوفي» مفعول ثان العهد» يجوز جره بالإضافة، لأن قوله : «الوفي صفة مشبهة، وعرو : منادى مرخم بحذف التاء، اغتبط : فعل أمر، وقد نصب به مفعولين، أحدهما : التاء التي وقعت نائب فاعل والثاني : هو قوله : «الوفي» على ما سبق بيانه . هذا، واعلم أن «درى» يستعمل على طريقين: أحدهما : أن يتعدى لواحد بالباء نحو قولك : دريت بكذا ، فإن دخلت عليه همزة تعدى بها لواحد ولثان بالباء، كما في قوله تعالى : ﴿وَلَا أَدْرَنَكُم بِهِ ﴾ [يونس : ١٦] والثاني : أن ينصب مفعولين بنفسه كما في بيت الشاهد، ولكنه قليل. ش ۱۲۰ - تَعَلَّمْ شِفَاءَ النَّفْسِ قَهْرَ عَدُوِّها وهذه مثل الأفعال الدالة على اليقين . قبالِغُ بِلُطْف في التَّحَيُّلِ والمَكْرِ (۲) ومثال الدالة على الرُّجْحان قولُكَ : خِلْتُ زَيْداً أَخاكَ ) (3) وقَدْ تستعمل «خال» لليقين، كقوله : [الطويل] أحدها : أن قولك : تعلم النحو أمر بتحصيل العلم في المستقبل، وذلك بتحصيل أسبابه، وأما قولك : تعلم أنك ناجح» فإنه أمر بتحصيل العلم بما يذكر مع الفعل من المتعلقات في الحال. والأخرى تتعدى إلى مفعول واحد وثالثها: أن التي من أخوات ظن جامدة غير متصرفة، وتلك متصرفة تامة التصرف تقول : تعلم الحساب يتعلمه وتعلمه أنت . ۲) البيت لزياد بن سيار بن عمرو بن جابر . اللغة : تعلم» اعلم واستيقن شفاء النفس» قضاء مآربها «لطف رفق «التحيل أخذ الأشياء بالحيلة . فيلزمك أن تبالغ في الاحتيال لذلك لكي تبلغ ما تريد. وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت شفاء» مفعول أول لتعلم، وشفاء مضاف، و النفس مضاف إليه «قهر» مفعول ثان لتعلم، وقهر مضاف، وعدو من عدوها مضاف إليه، وعدو مضاف، وها مضاف إليه فبالغ» الفاء للتفريع، بالغ : فعل أمر، الشاهد فيه : قوله: تعلم شفاء النفس قهر عدوها حيث ورد فيه تعلم بمعنى اعلم، كما في قول النابغة الذبياني : تَعَلَّم أَنَّهُ لَا طَيرَ إِلَّا عَلَى مُتطَيِّرٍ وَهُوَ النُّبُورُ وقول الحارث بن ظالم المري : تعلَّم أبيتَ اللَّعْنَ أَنِّي فَاتِكَ من اليوم أو مـن بـعـده بـابـن جـعـفـر وكذلك قول الحارث بن عمرو، وينسب لعمرو بن معد يكرب : ويندر أن تنصب مفعولين كل منهما اسم مفرد غير جملة، كما في بيت الشاهد. 3) خلت أخال - بفتح الهمزة - والأكثر إخال بكسرها على خلاف القياس . كقوله تعالى : ﴿وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ﴾ [التوبة : ۱۱۸] و «حَسِبْتُ زَيْداً صاحِبَكَ» وقد تستعمل لليقين، كقوله : [الطويل] ليَ اسْمٌ فَلا أُدْعَى بِهِ وَهُوَ أَوَّلُ (۱) فَقَدْ أَقفَرَتْ مِنهَا سَرَاءُ فَيَدْبُلُ تَأَبَّدَ مِن أطلالِ جَمرَةَ مَأْسِلُ اللغة : دعاني الغواني الغواني : جمع غانية، وهي التي استغنت بجمالها عن الزينة، أو هي التي استغنت ببيت أبيها عن أن تزف إلى الأزواج، ويروى : «دعاني العذاري والعذارى : جمع عذراء، وهي الجارية البكر ، ويروى : دعاء العذارى ودعاء - في هذه الرواية - مصدر دعا مضاف إلى فاعله، وعمهن : مفعوله . الإعراب: «دعاني» دعا : فعل ماض والنون للوقاية، والياء مفعول أول «الغواني» فاعل دعا «عمهن» عم : مفعول ثان لدعا، وعم مضاف، والنون للوقاية، وفيه اتحاد الفاعل والمفعول في كونهما ضميرين متصلين لمسمى واحد وهو المتكلم، وذلك من خصائص أفعال القلوب لي جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم «اسم» مبتدأ مؤخر، والجملة من المبتدأ والخبر في محل نصب مفعول ثان لخال «فلا) نافية (أدعى فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا وهو الواو واو الحال، وهو : ضمير منفصل مبتدأ «أول» خبر للمبتدأ، والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب حال. الشاهد فيه : قوله : وخلتني لي اسم فإن «خال فيه بمعنى فعل اليقين، وليس هو بمعنى فعل الظن؛ لأنه لا يظن أن لنفسه اسما ، وقد نصب بهذا الفعل مفعولين؛ أولهما ضمير المتكلم، وهو الياء، ۲) هذا البيت للبيد بن ربيعة العامري من قصيدة طويلة عِدَّتُها اثنان وتسعون بيتًا، وأولها قوله : وكَانَت لَهُ خَيْلاً عَلَى النَّأَي خَابِلَا حِسَاءَ البُطَاحِ وَانتَجَعْنَ المَسَابِلَا اللغة: كبيشة على زنة التصغير : اسم امرأة عاقلاً بالعين المهملة والقاف : اسم جبل، قال ياقوت : الذي يقتضيه الاشتقاق أن يكون عاقل اسم جبل، والأشعار التي قيلت فيه بالوادي أشبه، ويجوز أن يكون الوادي منسوبًا إلى الجبل، لكونه من لحفه اهـ . «خبلاً» الخبل : فساد العقل، ويروى : «وكانت له شغلاً على النأي شاغلا وقوله : «تربعت الأشراف معناه : نزلت به في وقت الربيع، والأشراف: اسم موضع، ولم يذكره ياقوت تصيفت حساء البطاح نزلت به زمان الصيف، وحساء البطاح : منزل لبني يربوع، وهو بضم باء البطاح كما قال ياقوت، = رباح» بفتح الراء : الربح (ثاقلاً» ميتا ؛ فإذا فارقته ثقل . ومثال «زَعَمَ» قوله : [الطويل] المعنى : لقد أيقنت أن أكثر شيء ربحا إذا اتجر فيه الإنسان إنما هو تقوى الله تعالى والجود، الإعراب: «حسبت فعل وفاعل «التقى» مفعول أول والجود معطوف على التقى خير» مفعول ثان لحسبت، وخير مضاف، وتجارة مضاف إليه «رباحًا » تمييز «إذا» ظرف لما يستقبل من الزمان «ما» زائدة «المرء» اسم لأصبح محذوفة تفسرها المذكورة بعد وخبرها محذوف أيضاً، والتقدير : إذا أصبح المرء ثاقلاً ، والجملة من أصبح المحذوفة ومعموليها في محل جر بإضافة «إذا» إليها أصبح فعل ماض ناقص، أولهما قوله : «التقى وثانيهما قوله : «خير تجارة على ما بيناه في الإعراب . ۱) هذا البيت لأبي ذؤيب الهذلي . اللغة : «أجهل الجهل هو الخِفَّة والسفه «الحلم» التؤدة والرزانة . المعنى : لئن كان يترجح لديك أني كنت موصوفًا بالنزق والطيش أيام كنت أقيم بينكم، فإنه قد تغير عندي كل وصف من هذه الأوصاف، وتبدلت بها رزانة وخلقا كريما . الإعراب: «إن شرطية تزعميني فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بحذف النون وياء المخاطبة فاعل، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول أول «كنت كان : فعل ماض ناقص، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا والجملة من أجهل وفاعله في محل نصب خبر كان، والجملة من «كان» واسمها وخبرها في محل نصب مفعول ثان لتزعم فيكم جار ومجرور متعلق بأجهل «فإني» الفاء واقعة في جواب الشرط، والجملة من شرى وفاعله في محل رفع خبر (إن والجملة من إن ومعموليها في محل جزم جواب الشرط «الحلم» مفعول به لشريت بعدك بعد : ظرف متعلق بشريت وبعد مضاف والكاف ضمير المخاطبة مضاف إليه بالجهل جار ومجرور متعلق بشريت . أحدهما ياء المتكلم، والثاني جملة «كان» ومعموليها ، وقوله سبحانه : بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن تَجْعَلَ لَكُم مَوْعِدًا [الكهف : ٤٨] ، أم كانت مشددة، كما في قول عبيد الله بن عتبة : فَذُق هَجْرَهَا قد كُنْتَ تَزِعُمُ أَنَّهُ = وكما في قول كثير عزة : ومثال «عَدَّ» قوله : [الطويل] ش ١٢٤ - فَلا تَعْدُدِ المَوْلَى شَرِيكَكَ في الغِنَى وَلِكنَّما المَوْلَى شَرِيكُكَ فِي العُلْمِ (۱) وَقَد زَعَمتْ أَنِّي تَغَيَّرْتُ بَعدَهَا وَمَن ذا الذي يَا عَزَّ لَا يَتَغَيَّرُ وهذا الاستعمال مع كثرته ليس لازما ، بل قد تتعدى زعم إلى المفعولين بغير توسط «أن» بينهما ؛ فمن ومنه قول أبي أمية الحنفي، واسمه أوس : إِنَّمَا الشَّيخُ مَن يَدِبُّ دَبِيبًا وزعم الأزهري أن زعم لا تتعدى إلى مفعوليها بغير توسط «أن»، وبأن القول بالضرورة خلاف الأصل . اللغة : «لا تعدد لا تظن المولى» يطلق في الأصل على عدة معان سبق بيانها (ج ١ ص ٢٠٤) والمراد منه هنا الحليف، فإنما الصديق الحق هو الذي يلوذ بك ويشاركك أيام فقرك وحاجتك . الإعراب: «فلا» ناهية تعدد فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه السكون وحرك بالكسر للتخلص من التقاء الساكنين، لكن : حرف استدراك، وما : كافة المولى» مبتدأ شريكك شريك : خبر المبتدأ، وشريك مضاف، الشاهد فيه : قوله : فلا تعدد المولى شريكك حيث استعمل المضارع من عد» بمعنى تظن، والثاني قوله : «شريك» على ما سبق بيانه في الإعراب. ومثل بيت الشاهد في ذلك قول أبي دواد جارية بن الحجاج : لا أعد الإقتار عدماً وَلكِنْ فَقدُ مَنْ قَدْ فَقَدْتُهُ الإعدام فقوله : «أعد» بمعنى أظن، والإقتار : مصدر أقتر الرجل ، إذا افتقر، وهو مفعوله الأول، تَعُدُّونَ عَقْرَ النِّيبِ أَفضَلَ مَجْدِكُم بَنِي ضَوْطَرَى لَولَا الكَمِيَّ المُقَنَّعَا فتعدون : بمعنى تظنون ؛ وعقر النيب : مفعوله الأول، وأفضل مجدكم : مفعول الثاني . ومثال «حَجَا» قوله : [البسيط] ۲۹ ومثالُ جَعَلَ» قوله تعالى : ﴿وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَدُ الرَّحْمَنِ إِننَّا [الزخرف: ١٩]. ورواه ياقوت في معجم البلدان (١٦٥/٧) أول أربعة فَقُلتُ والمرءُ تُخطِيهِ عَطِيَّتُهُ أَدنَى عَطِيَّتِهِ إِيَّايَ مِيثَاتُ اللغة: «أحجو» أظن ألمت نزلت والملمات جمع ملمة، وهي النازلة من نوازل الدهر . المعنى : لقد كنت أظن أبا عمرو صديقا يُركن إليه في النوازل، ولكني قد عرفت مقدار مودته إذ نزلت بي نازلة فلم يكن منه إلا أن نفر مني وأعرض عني ولم يأخذ بيدي فيها . الإعراب: «قد حرف تحقيق كنت كان فعل ماض ناقص، والتاء اسمه أحجو» فعل مضارع، وأبا مضاف، و «عمرو» مضاف إليه «أخا» مفعول ثان لأحجو، وجملة أحجو ومعموليه في محل نصب خبر كان ثقة» يقرأ بالنصب منوناً مع تنوين أخ، ويقرأ بالجر منونًا ، فأخا حِينَئِذٍ مضاف، و«ثقة مضاف إليه، وعلى الأول هو معرب بالحركات، الشاهد فيه : قوله : «أحجو أبا عمرو أخاً حيث استعمل المضارع من حجا» بمعنى ظن، ونصب به مفعولين، أحدهما : «أبا عمرو» والثاني: «أخاً ثقة». هذا ، وهي : أن تلقي على مخاطبك كلمة يخالف لفظها معناها ، وتأتي حجا أيضًا بمعنى قصد، عص ملكهم : أي صلب واشتد . حَيثُ تَحَجَّى مُطرِقٌ بِالفَالِقِ فَهُنَّ يَعْكُفْنَ بِهِ إِذَا حَجَا عَكْفَ النَّبِيطِ يَلْعَبُونَ الفَنْزَجَا والتي بمعنى غلب في المحاجاة أو قصد تتعدى إلى مفعول واحد، والتي بمعنى أقام في المكان لا تتعدى بنفسها، وإنما تتعدى بالباء، وقيد المصنِّفُ جَعَلَ» بكونها بمعنى اعتقد احترازاً من (جعل) التي بمعنى (صَيَّرَ» فإنها من أفعال التحويل، ومثال «هَبْ» قوله : [المتقارب] ش ١٢٦ - فَقُلْتُ أَجِرْني أبا مالك وَإِلَّا فَهَبْني امْرَأَ هالكا (۱) وهو قسمان : لازم، نحو : «كَرِهْتُ زيداً». هذا أصله، المعنى : فقلت : أغثني يا أبا مالك ؛ الإعراب: «فقلت» فعل وفاعل «أجرني» أجر : فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت، والياء مفعول به لأجر «أبا منادى بحرف نداء محذوف، وأبا مضاف، و«مالك» مضاف إليه وإلا» هي إن الشرطية مدغمة في لا النافية، وفعل الشرط محذوف يدل عليه ما قبله من الكلام وتقديره : وإن لا تفعل، مثلاً فهبني» الفاء واقعة في جواب الشرط هب»: فعل أمر، والياء مفعول أول امرأ» مفعول ثان لهب «هالكاً» نعت لامرئ . الشاهد فيه قوله : «فهبني امرأ» فإن «هب» فيه بمعنى فعل الظن، وقد نصب مفعولين : أحدهما ياء المتكلم، وثانيهما قوله : «امرأ» على ما أوضحناه في الإعراب. واعلم أن هب بهذا المعنى فعل جامد لا يتصرف ؛ بل هو ملازم لصيغة الأمر، قال الله تعالى : وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ [الأنعام: ٨٤]، وقال سبحانه: يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَتَا [الشورى: ٤٩]، واعلم أيضًا أن الغالب على هب» أن يتعدى إلى مفعولين صريحين كما في البيت الشاهد، وقد يدخل على «أن» المؤكدة ومعموليها ، فزعم ابن سيده والجرمي أنه لحن، وقال الأثبات من العلماء المحققين : ليس لحنا ؛ لأنه واقع في فصيح العربية، وقد روي من حديث عمر : هَبْ أنَّ أبانا كان حمارًا»، وهو مع فصاحته قليل . فارجع إليه إن شئت . وهو أفعال القلوب. وأما أفعال التحويل، وهي المرادة بقوله : والتي كصيرا . إلى آخره» فتتعدى أيضاً إلى مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر، وعَدَّها بعضُهم سبعة : و «وَهَبَ» كقولهم : وَهَبَني الله فداك أي : صيَّرني . ش ۱۲۷ - وَرَبَّيْتُهُ حَتَّى إِذا ما تَرَكْتُهُ أخا القَوْمِ وَاسْتَغْنَى عَنِ الْمَسْحِ شَارِبُهُ (۲) «النشر» (۲۳۹/۲). ۲) البيت لفرعان بن الأعرف - ويقال : هو فرعان بن الأصبح بن الأعرف - أحد بني مرة، ثم أحد بني نزار ابن مرة، من كلمة له يقولها في ابنه منازل، والبيت من أبيات رواها أبو تمام حبيب بن أوس الطائي في ديوان الحماسة (انظر شرح التبريزي : ١٨/٤ بتحقيقنا وأول ما رواه صاحب الحماسة منها قوله : جَزَت رَحِمٌ بَيني وبين مُنَازِل لربيتُهُ حَتَّى إذا آضَ شَيظَمَاً قريبا وذا الشخص البَعِيدِ أُقَارِبُهُ تَغَمَّطَ حَقِّي باطلاً وَلَوَى يَدِي لَوَى يَدَهُ اللهُ الَّذِي هُوَ غالبه اللغة: واستغنى عن المسح شاربه كناية عن أنه كبر واكتفى بنفسه، و«القوم مضاف إليه واستغنى فعل ماض عن المسح جار ومجرور متعلق باستغنى شاربه» شارب : فاعل استغنى وشارب مضاف والهاء ضمير الغائب مضاف إليه . الشاهد فيه قوله : تركته أخا القوم حيث نصب فيه بـ «ترك مفعولين لأنه في معنى فعل التصيير، أحدهما : الهاء التي هي ضمير الغائب، وثانيهما قوله : أخا القوم»، هذا، وقد قال الخطيب التبريزي في شرح الحماسة»: إن أخا القوم حال من الهاء في تركته» وساغ = بِمِقْدَارٍ سَمَدْنَ لَهُ سُمُودا ورَدَّ وُجُوهَهُنَّ البيض سودا (۱) أفعال القلوب ١ - صير ما يدل على اليقين : ٢ - جعل ٤- تخذ ٦ - حجا وجد - حسب - دری تعلَّم ٦ - ترك رد وقوعه حالاً . مع كونه معرفة ؛ لأنه مضاف إلى المحلى بأل، والحال لا يكون إلا نكرة؛ لأنه لا يعني قوما بأعيانهم ، وعليه لا استشهاد في البيت، ولكن الذي عليه الجماعة أولى بالنظر والاعتبار؛ والمعرفة لا تقع حالاً إلا بتأويل، وما لا يُحوج إلى تأويل أولى مما يحوج إليه . 1) البيتان لعبد الله بن الزبير - بفتح الزاي وكسر الباء - الأسدي، وهما مطلع كلمة له اختارها أبو تمام في «ديوان الحماسة» وقد رواها أبو علي القالي في ذيل أماليه» (ص (١٥١) ولكنه نسبها إلى الكميت بن معروف الأسدي، أبان الدهر واحدها الفَقِيدًا = اللغة : «الحدثان جعله العيني عبارة عن الليل والنهار، وكأنه حسبه مثنى، وتوهمه العيني مبنيا للمجهول فرد وجوههن . .. ووجوههن سودا من شدة اللطم، ويشبه هذا ما روي أن العريان بن الهيثم دخل على عبد الملك بن مروان، واسود مني ما كنت أحبُّ أن يبيض. ۲۰۹ - وَخُصَّ بالتَّعْليق والإلغاء ما مِنْ قَبْلِ هَبْ وَالْأَمْرَ هَبْ قَدْ أُلزِما (۱) ۲۱۰ - كذا تَعَلَّمْ وَلِغَيْرِ المَاضِ مِنْ سواهما اجْعَلْ كُلَّ مَا لَهُ زُكِنْ (۲) وآل مضاف، وضمير النسوة مضاف إليه السود) صفة لشعور بيضًا مفعول ثان لرد ورد وجهوههن البيض سوداً مثل الجملة السابقة . إلخ) وقوله : ورد وجوههن . ونصب به - في كل واحد من الموضعين - مفعولين . ۱) «وخص فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت بالتعليق جار ومجرور متعلق بخص والإلغاء» معطوف على التعليق «ما» اسم موصول : مفعول به لخص مبني على السكون في محل نصب، ويجوز أن يكون خص فعلاً ماضياً مبنيا للمجهول، وعليه يكون «ما» اسماً موصولاً مبنيا على السكون في محل رفع نائب فاعل لخص، الأمر - بالنصب - مفعول ثان مقدم على عامله، وهو «ألزم» الآتي «هب» قصد لفظه : مبتدأ، والألف للإطلاق، ونائب الفاعل - وهو مفعوله الأول - ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على هب،