مدرسة طليطلة : حل العرب بشبه الجزيرة الإبيرية سنة 711 م واستقروا بها زهاء 7 قرون وخلال هذه الفترة تقلبت أحوال وأوضاع الأندلس فكانت اخرها فترة حكم ‘ملوك الطوائف’ وقد عرفت الأندلس انحطاطا سياسيا ويقول ‘المعتمد بن عباد’ واصفا حالة الوهن تلك : مما يزهدني في أرض أندلس أسماء معتضد فيها ومعتمد ألقاب مملكة في غير موضعها كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد فقد ظل الإشعاع الأدبي والفكري للمجتمع الأندلسي مستنيرا ومشعا لأن اهتمام الأمراء والملوك بالعلماء والمفكرين ظل قائما وذلك بتهيئ الظروف الملائمة للبحث وبذل جزيل ووافر العطاء لهم وكذا حيازة المخطوطات منهم. بعد رحيل العرب أصبح المجتمع الأندلسي يتكون من اليهود والمستعربين وهم الساكنة التي تعربت إلى حد ما ولكنها بقيت على دينها المسيحي وقد نتج عن هذا التعدد والتنوع السكاني تعدد لغوي أيضا، كما يمكن ترتيب اللغات السائدة انذاك كما يلي: ‘الأمازيغية’ كلغة شفوية لا يترجم لها واللغة العربية الكلاسيكية والتي كانت الغة العامية ولها السواد فظلت لقرون متداولة كتابة وقراءة ثم تأتي الرومانية اللهجة الأهلية والتي ستنبثق منها الإسبانية القشتالية، وقد كان يتحدثها رجال الدين وعلماء اليهود. من بين العوامل الرئيسة والمؤثرة في حركة الترجمة بـ ‘الأندلس’ هناك سلطة الكنيسة ومؤسساتها والتي مثلها البابا والقساوس وبعدها هناك سلطة الدولة وتتمثل في السلطة الإمبراطورية، وقد كان من مميزات هذه الطبقة اللاتينية: كون غالبية هؤلاء المترجمين الذين شاركوا في هذه الحركة لا ينتمون إلى شبه الجزيرة الإيبرية، ثم هناك مجموعة الثانية وتضم المترجمين ‘الألفونسيون’ وقد سموا كذلك لارتباطهم ب’ألفونسو العاشر’و قد كان على عهده مشروع ترجمي ضخم قام بالسهر عليه ومتابعته وتمويله شخصيا خلال القرن 13 .