المحاضرة الثانية: التطور التاريخي لمفهوم الاضطرابات النمائية الشاملة ظهر مفهوم اضطرابات النمو الشامل كنتيجة لاتساع رقعة الإصابات والأعراض المثيرة والحيرة التي واجهت المتخصصين في مجالات الطب والتربية والعلوم الاجتماعية في تصنيف هؤلاء الأفراد، وتبلور مجمل ذلك في رسم الصورة الحالية لهذا المفهوم، حيث أشارت مختلف المصادر إلى أن استجابة المجتمعات الإنسانية لظاهرة الإعاقة مرت بمراحل متنوعة | بين مرحلة الإبادة ومرحلة التربية والتأهيل على أنهم أفراد إنسانيون مكرمون بتعاليم العقيدة والدين. ففى ذلك الزمان كانت تلك الفئة تتعرض للمهانة والازدراء والاضطهاد الذي يصل إلى حد الهلاك، حيث كانت تقدر قيمة الفرد بمقدار سلاحيته للأداء والمشاركة، لذا أعطوا لنفسهم الحق والشرع بالتخلص منهم، وفي هذا الإطار أشاع أفلاطون أن نفي هؤلاء الأشخاص خارج البلاد هو الحل الأمثل، بل أشاع أن السماح لهم بالتناسل يؤدي إلى إضعاف الدولة، وهذا على زعم تكوين جمهوريته الفاضلة، وكذلك كانت تفعل إسبارطة والامبراطورية الرومانية بل كانوا يتركون في المجتمع على أنهم أهل البركة، ويقال في بعض القبائل أنهم من أهل الحظوة مهملين دون أي شكل من أشكال الرعاية الخاصة إلى أن يموتوا، ليس هذا بمحض إرادة المجتمع ولكن بسبب جهل المجتمعات في كيفية التعامل معهم، حيث يؤرخ أول مصدر مكتوب عن الإعاقات لعام 1552 قبل الميلاد وهو بردية طبية علاجية في مصر القديمة،