التنافس الاستعماري على مراكش وإسبانيا في ۱۳۱۸ هـ (۲۸) من حزيران ۱۹۰۰م) على اقتسام الأجزاء الجنوبية من مراكش، واضطر السلطان إلى قبول الأمر الواقع في ۱۳۱۹ هـ (۲۰) من تموز عام ١٩٠١م) . كذلك تم الاتفاق بين فرنسا، وإيطاليا في ١٣٢٠ هـ (أول تشرين الثاني عام ۱۹۰۲م) على منح فرنسا حرية العمل في مراكش مقابل إطلاق يد إيطاليا في طرابلس، ويعين السلطان مراكشياً واحداً، كما يعين الحاخام يهودياً واحداً، وكانت فرنسا تترقب الفرصة المناسبة لاحتلال مراكش، ونصت الاتفاقية الجديدة على ما يلي : ه لا يحق لإسبانيا التنازل عما أعطي إليها لدولة أخرى . وقد قبلتها أسبانيا فوراً ، وعقدت اتفاقية مع فرنسا في ١٣٢٢ هـ أول أيلول (١٩٠٤م)، نصت أيضاً على إسناد الأمن في طنجة إلى قوة فرنسية - أسبانية مشتركة . محاولاً إحباط المؤامرة الفرنسية الإسبانية البريطانية . وتم الاتفاق على الاعتراف بسيادة السلطان ، واستقلاله ووحدة أراضيه مع المساواة التجارية لجميع هذه الدول في مراكش ومساعدة السلطان على تنفيذ برامج الإصلاح، وتشكيل بوليس إسباني فرنسي بقيادة سويسرا . ولكن قبل أن يمر عام واحد على توقيع الاتفاقية كانت فرنسا، فقد احتل الفرنسيون (ثار المراكشيون على السلطان عبد العزيز، واستمرت نقمة المراكشيين فتقدمت قوة فرنسية لإنجاد السلطان فدخلت فاس في عام ١٣٢٩ هـ (٢١ /١٩١١/٥م)، ولكن فرنسا أرضته بقطعة من الكاميرون فأقر الاحتلال الفرنسي لمراكش في الرابع من تشرين الثاني من العام نفسه (۱) . واستمرت ثورة السكان على السلطان : وأباد الوطنيون الحامية الفرنسية في فاس في عام ١٣٣١ هـ (۱۷) و ۱۸ من نيسان ۱۹۱۲م)، ولكن الفرنسيين أعادوا احتلالها بعد أسبوعين بقيادة المارشال (ليوتي) الذي فرض على السلطان معاهدة حماية . وندم السلطان عبد الحفيظ على عمله، وتوفي عبد الحفيظ في فرنسا عام ١٣٥٥ هـ (١٩٣٧م) . وشرع الفرنسيون بتوسيع مناطق احتلالهم في مراكش فأتموا احتلال البلاد في الفترة التي بين عامي ١٣٣٣ - ١٣٣٦ هـ ( ١٩١٤ - ١٩١٧م). وتمكن الفرنسيون من حمل عدد كبير من المراكشيين على الاشتراك في القتال في أوروبا إلى جانب الحلفاء في الحرب العالمية الأولى . وأصبح بأن معاهدة الحماية حفظت للمغرب وضعيته دولة تتمتع باستقلال ذاتي حقيقي تحت سيادة السلطان الفعلية الدينية والسياسية . ورأت الحكومة الفرنسية ضرورة سحب أكثر القوة الفرنسية من مراكش إلى الجبهة الغربية في أوربا، وأبقت فقط على القوات اللازمة لحماية المواصلات بين أهم الموانئ والمدن . وكادت القوات الوطنية بقيادة الشيخ الهبة بن الشيخ ماء العينيين) أن تحرر مدينة مراكش (۱) . وسعت فرنسا إلى الاستفادة من جميع الامتيازات التي منحتها إياها معاهدة الحماية . وعلى إدخال كل إصلاح ترى الحكومة الفرنسية فائدة في إدخاله. وأوجبت المعاهدة على فرنسا الإبقاء على وضع طنجة الخاص، وعدم المساس بالمؤسسات والشعائر الدينية، كما التزمت فرنسا بحماية شخص السلطان، وبتكليف السلك السياسي والقنصل الفرنسي بتمثيل المغرب في الخارج. وفي مقابل ذلك يسمح السلطان باحتلال القوات العسكرية الفرنسية الأراضي المغربية، وأن يمتنع عن عقد أي اتفاق دولي ، وتنص المعاهدة على أن يصدر السلطان القوانين التي تقترحها فرنسا، وأن يمثل فرنسا لدى السلطان مقيم عام» فرنسي للإشراف على تنفيذ المعاهدة، بادر الفرنسيون إلى عقد اتفاقية مع إسبانيا في عام ١٣٣١ هـ (۱۷) من تشرين الثاني (۱۹۱۲م) ، تقضي هذه الاتفاقية بوضع الجزء الشمالي من المغرب والمعروف بمنطقة الريف تحت حماية إسبانيا على أن يظل خاضعاً لسيادة السلطان الدينية وذلك بموجب الفقرة الأخيرة من المادة الأولى. وكذلك عقدت فرنسا مع الدول ذات المصالح في طنجة معاهدة في عام ۱۳٣٧ هـ (۱۸) كانون أول (۱۹۱۸م) لتنظيم شؤون المدينة ، المادة الخامسة التي جعلت المقيم العام الفرنسي ممثلا لفرنسا ووسيطاً وحيدا بين السلطان والأجانب وراعياً لشؤون الأجانب.