ترجمة الشيخ يوسف القرضاوي ويشمل هذا الفصل على المبحثين: 1. المطلب الأول: اسمه وكنيته ومولوده ونشأته. ترجمة الشيخ يوسف القرضاوي المبحث الأول: ترجمة الشيخ يوسف القرضاوي اسمه وكنيته ومولوده ونشأته التابعة لمركز المحلة الكبرى في محافظة الغربية، وقد نشأ في بيئة قروية بسيطة، حيث كانت أسرته تعمل في الزراعة. ولا يعرف أبناؤها طريقًا إلى التعليم غير الأزهر الشريف. توفي والد الشيخ القرضاوي عندما كان في الثانية من عمره، فقام عمه بتولي رعايته واهتم به بشكل كبير، في سن الخامسة، التحق بالمدرسة الإلزامية التابعة لوزارة المعارف، مع المحافظة على دراسته في مدرسة القرآن صباحًا. تميز الشيخ القرضاوي بذكائه ونبوغه، حيث كان له تأثير كبير على المصلين. بعد فترة من التوقف عن الدراسة، بعد إتمامه دراسته الأساسية، كما أشار إلى أن التكاليف المالية التي يتطلبها التعليم تتجاوز قدراتهم. ومع ذلك، استمر في إقناعه حتى فتح الله قلب عمه لتحقيق أمنيته، وهكذا، التحق الشيخ بمعهد طنطا الأزهري الابتدائي، في السنة الأولى من دراسته في المرحلة الابتدائية، شهد الشيخ يوسف القرضاوي زيارة الإمام الشهيد حسن البنا لمدينة طنطا بمناسبة الهجرة النبوية عام 1941م. فاستمع إلى محاضراته. كان الشيخ يوسف يسعى دائمًا للمشاركة في محاضرات الشيخ البنا كلما زار طنطا، اتصل بشعبة الإخوان المسلمين في طنطا، حيث تمت دعوته للمشاركة في ندوة شعرية بعد أن تعرفوا عليه في المعهد الأحمدي. منذ تلك اللحظة، اعتبر الشيخ يوسف نفسه جزءًا من طلاب الإخوان المسلمين، رحمه الله. حيث أطلق عليه أحد أساتذته في الصف الرابع الابتدائي لقب "العلامة"، كانت خطبته الأولى في جامع المتولي في قريته صفط تراب، بعد ذلك، حيث قضى فيه خمس سنوات، والتقى خلالها بالإمام حسن البنا. يجدر بالذكر أن الشيخ يوسف القرضاوي حصل على المرتبة الثانية في الشهادة الثانوية على مستوى الجمهورية المصرية، رغم الظروف الصعبة التي مر بها في عام 1948، حيث تم اعتقاله في ديسمبر من نفس العام إثر قرار الحكومة بحل جماعة الإخوان المسلمين ومصادرة ممتلكاتها، كما انتهت تلك الفترة باغتيال الحكومة لمؤسس الجماعة ومرشدها الأول، بعد هذه الأحداث، هناك، حصل على الإجازة العالية في عام 1953، متفوقًا على زملائه من خريجي الكليات الثلاث بالأزهر، حيث احتل المرتبة الأولى بينهم، خلال فترة دراسته في الأزهر، تتلمذ الشيخ القرضاوي على يد عدد من كبار العلماء، الذي قام بتدريسه الفلسفة الإسلامية في السنتين الثالثة والرابعة من دراسته، وظلت علاقته به مستمرة بعد تخرجه، وعبد العزيز كامل، حيث أطلق على هذه المجموعة اسم "كتيبة الذبيح"، مما خلق بيئة روحانية محورية في تشكيل شخصياتهم. كان الشيخ القرضاوي يخطب في مسجد بمدينة المحلة الكبرى، الذي أصبح يُعرف بين الناس بمسجد "الشيخ يوسف". كان هذا المسجد يستقطب الآلاف من المصلين في صلاة الجمعة، أثناء دراسته في كلية أصول الدين، تولى الشيخ القرضاوي مسؤولية الإشراف على طلاب الإخوان المسلمين في جامعة الأزهر بفروعها الثلاثة، رحمه الله، بزيارة بعض الدول الإسلامية مثل سوريا ولبنان والأردن، في 2 يناير 1954م، تم اعتقال الشيخ القرضاوي لمدة شهرين ونصف، وبعدها تم اعتقاله مجددًا في نوفمبر من نفس العام، أنشطة أزهرية: استدعته وزارة الأوقاف المصرية تحت إشراف وزيرها في ذلك الوقت، ليقوم بإلقاء خطبة في جامع الزمالك بالقاهرة. وقد حظيت خطب الشيخ القرضاوي بجمهور كبير من المصلين. استمر الشيخ القرضاوي في إلقاء الخطب في هذا المسجد لمدة تقارب السنة والنصف، حيث كان يعقد ندوات بعد الصلاة للرد على استفسارات المصلين حول قضايا الدين، في عام 1956م، وفيما بعد، وفي عام 1959م، انتقل إلى الإدارة العامة للثقافة الإسلامية بالأزهر الشريف، حيث تولى الإشراف على مطبوعاتها، خلال هذه الفترة، استمر الشيخ القرضاوي في مواصلة دراسته العليا في قسم التخصص بكلية اللغة العربية بنظام السنتين، حيث حصل في عام 1954م على درجة العالمية مع إجازة التدريس من الكلية، محققًا المرتبة الأولى بين زملائه من خريجي الكليات الثلاث بالأزهر، وفي عام 1958م، انضم إلى معهد البحوث والدراسات العربية العالية التابع لجامعة الدول العربية، في ديسمبر من عام 1958م، رزق الشيخ منها بأبنائه، وأسماء، وأسامة. كانت زوجته نعم العون له في مهمته العلمية والدعوية، في ذات الفترة، التحق الشيخ القرضاوي بقسم الدراسات العليا في شعبة التفسير والحديث بكلية أصول الدين. أتم سنوات الدراسة الثلاث بنجاح في عام 1960م، بعد ذلك، إلا أن الأحداث السياسية المروعة في مصر أدت إلى تأخير حصوله على درجة الدكتوراه، ليتمكن من نيلها في صيف عام 1973م، بعد تأخير دام ثلاثة عشر عامًا، قطر والمرحلة الجديدة: ومع تصاعد الأحداث في مصر، انقطعت آماله في العودة لمناقشة رسالته للدكتوراه التي كان قد سجلها قبل عام 1961م. اقترح عليه بعض من إخوانه أن يحصل على الدكتوراه من الجامعة الإسلامية في لاهور (جامعة البنجاب الإسلامية) في شبه القارة الهندية. كما تحدثوا مع رئيس الجامعة، بدأت الطالبة جميلة شوكت، تحت إشراف الدكتور علاء الدين الصديقي، كما قام طالب آخر في جامعة كراتشي باتباع نفس النهج. من الجدير بالذكر أن الشيخ القرضاوي ألف هذا الكتاب في عام 1959م بناءً على تكليف من مشيخة الأزهر تحت رئاسة الشيخ محمود شلتوت رحمه الله، التقى الشيخ بالقادة المعنيين في الجامعة الإسلامية، لكن المشكلة تكمن في أن هذه الشهادة تُمنح فقط لقلة من العلماء والمفكرين. فأرغب في أن يكون كتاب 'فقه الزكاة' هو رأس إنتاجي العلمي". بدأ الشيخ العمل على هذا الكتاب بعد قدومه إلى قطر، مما أدى إلى انفتاح الحياة السياسية في مصر. سمح الله له بالعودة إليها لمناقشة رسالته التي كان قد سجلها قبل سفره. ومع ذلك، عند التدقيق في تاريخ التسجيل، اكتشف الشيخ أن موظفي الدراسات العليا لم يسجلوا الرسالة إلا بعد مضي سنة، وكانت مناقشتها أشبه بتتويجه والاحتفال بـ "صاحب الحلال والحرام في الإسلام". وقد قال الشيخ البهي الخولي: "نحن في عرس للشيخ يوسف وليس في مناقشة رسالة دكتوراه". كانت أقدار الله غلابة. في نفس العام الذي حصل فيه على درجة الدكتوراه، تم إنشاء كليتي التربية للبنين والبنات كمؤسسة أساسية ضمن جامعة قطر، شغل منصب المؤسس وعميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر، واستمر في منصبه كعميد حتى نهاية العام الجامعي (۱۹۸۹م/ ۱۹۹۰م). بالإضافة إلى ذلك، ولا يزال يتولى إدارة المركز حتى يومنا هذا. كما تمت إعارته من دولة قطر إلى جمهورية الجزائر خلال العام الدراسي (۱۹۹۰م- ۱۹۹۱م) ليترأس المجالس العلمية للجامعات الجزائرية ومعاهدها الإسلامية العليا، ثم عاد إلى عمله في قطر مديرا لمركز السنة والسيرة النبوية. اتخذ الشيخ القرضاوي من وسائل الإعلام منصة للدعوة والإرشاد، كذلك، الذي انطلق مع افتتاح إذاعة قطر واستمر لأكثر من عشر سنوات قبل أن يتوقف بسبب انشغالاته، بالإضافة إلى برنامج "هدى الإسلام" الذي يُبث مساء كل جمعة ولا يزال مستمرًا، مؤخراً، دخل الشيخ القرضاوي عالم الإعلام الفضائي من خلال برنامج "الشريعة والحياة" على قناة الجزيرة، مما يزيد من تأثيره في نشر العلم الشرعي والتوجيه الروحي. إن وجود الشيخ القرضاوي في الإعلام الفضائي يعكس انتشاره وتأثيره الواضح في المجتمعات الإسلامية. بالإضافة إلى برامجه التلفزيونية، كان للشيخ نشاط ملحوظ في مجال الإعلام المقروء، و"منبر الإسلام"، تميزت كتاباته بتناول مسائله العقائدية والشرعية والحضارية، في إطار الحفاظ على تراثه العلمي ونشره، تم تجميع عدد من أعمال الشيخ القرضاوي في شكل أسطوانات كمبيوتر، حيث تركّزت الأسطوانة الأولى على الفقه وأصوله، حيث أنشأ موقعًا إلكترونيًا خاصًا به تحت اسم "صفحة القرضاوي"، والذي تم تطويره بواسطة شركة آفاق لخدمات الإعلام والمعلومات. ووصفه الشيخ بـ "جهاد العصر". وقد تبع هذا المشروع تأسيس جمعية البلاغ الثقافية التي هدفت إلى نشر الفكر الإسلامي على نطاق عالمي. مما يجعله نموذجًا فريدًا في هذا المجال. نال جائزة البنك الإسلامي للتنمية في الاقتصاد الإسلامي عام 1991م، وجائزة الملك فيصل العالمية في الدراسات الإسلامية عام 1993م. كما حصل على جائزة العطاء العلمي المتميز من رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا عام 1996م، وفي عام 1999م، تم تكريمه بجائزة سلطان العويس في الإنجاز الثقافي والعلمي. فيما يتعلق بأحدث الجوائز، تم منح الشيخ القرضاوي جائزة الشخصية الإسلامية العالمية بقيمة مليون درهم، وسلمها له الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. وقد قرر الشيخ القرضاوي التبرع بربع المبلغ لصالح مشروع "إسلام أون لاين" الذي يرأس مجلس إدارته، بينما خصص باقي المبلغ لدعم مؤسسته العالمية الإسلامية لرعاية الموهوبين. وقد وافق الشيخ محمد بن راشد على بدء الإجراءات التنفيذية لهذا المشروع واهتم بتحديد موقع مناسب لإنشاء مبنى إداري وتجاري يخصص عائداته لصالح المشروع. كما أن أحد المشاريع الرئيسية التي أسسها الشيخ القرضاوي هو "الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين" الذي تحقق في عام 2004م، ليعزز التعاون العلمي والدعوي بين العلماء المسلمين حول العالم. القيم الحاكمة والقواعد الضابطة للنظر والاجتهاد في قضايا المرأة عند العلامة الدكتور يوسف القرضاوي 1. المرجعية للنصوص الصحيحة والصريحة من الكتاب والسنة: يشدد الشيخ القرضاوي على أهمية العودة إلى النصوص الشرعية الصحيحة والواضحة من القرآن الكريم والسنة النبوية، باعتبارها المصدرين الرئيسيين في استنباط الأحكام المتعلقة بالمرأة. 2. ربط النصوص بعضها ببعض: يتبع الشيخ القرضاوي منهجًا تكامليًا في فهم النصوص الشرعية، حيث يربط بين الآيات والأحاديث ذات الصلة لتكوين رؤية شاملة ومتناسقة حول قضايا المرأة. 3. الوصل بين الفقه والحديث: يولي الشيخ القرضاوي أهمية كبيرة للوصول إلى توازن بين الفقه الإسلامي والأحاديث النبوية، بحيث لا يُفصل أحدهما عن الآخر في عملية الاجتهاد. 4. احترام الإجماع المتيقن: يحترم الشيخ القرضاوي الإجماع الذي يثبت على قضايا معينة، بشرط أن يكون هذا الإجماع موثوقًا وثابتًا، مما يُعد مرجعية هامة في إصدار الفتاوى المتعلقة بالمرأة. 6. مراعاة ظروف العصر والبيئة في الفتوى: يؤكد الشيخ القرضاوي ضرورة مراعاة السياقات الزمنية والمكانية عند إصدار الفتاوى، 7. التضييق في التحريم والإيجاب: يتبع الشيخ القرضاوي منهجًا دقيقًا في مسائل التحريم والإيجاب، بحيث لا يتسع نطاقهما إلا في الحالات الواضحة والصريحة، ويعمل على تجنب التشدد في الأمور غير الضرورية. 9. مراعاة المصالح: يشدد الشيخ القرضاوي على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار المصالح العامة عند النظر في قضايا المرأة، 10. التيسير (خصوصًا في الأمور التي يعم بها البلاء): يولي الشيخ القرضاوي اهتمامًا خاصًا بالتيسير في الفتاوى الشرعية، مخاطبة الناس بلغة العصر: يحرص الشيخ القرضاوي على أن تكون فتاواه ودروسه متوافقة مع لغة العصر واحتياجاته، 12. العملية (الإعراض عما لا ينفع الناس، والترحيب بالجديد النافع): يتسم اجتهاد الشيخ القرضاوي بالعملية والواقعية، 13. مراعاة المقاصد: يعتبر الشيخ القرضاوي أن فهم مقاصد الشريعة وأهدافها العليا هو الأساس في الاجتهاد، 14. مراعاة الواقع (فقه الموازنات وفقه الأولويات): يلتزم الشيخ القرضاوي بمراعاة الواقع الاجتماعي والاقتصادي عند إصدار الفتاوى،