في خطبة أمين عام حزب الله الجديد، نعيم قاسم، كما في تعليقات الممانعين على الوضع الحالي، يظهر شعور بالوحدة يثير الشفقة والمخاوف. هذه الوحدة تتجسد في غياب الوعي لما يحدث حول لبنان، مع التركيز فقط على الصراعات مع إسرائيل. رغم هذا، لا يمكن إنكار فعالية النشاط العسكري لحزب الله، ولكنّ قياسه على التحديات الأمنية التي يواجهها لبنان بعد تدمير المناطق الحدودية يثير التساؤلات. تتعرض أسس لبنان للخطر، بينما يظلّ حزب الله عالقاً في خطابه المحدود، دون فهم خطورة الأوضاع وتأثيرها على لبنان. يزداد خطر إسرائيل تحت حكم نتنياهو، ويمكن التوقع ببشاعة تصرفاته مع دخول ترمب إلى البيت الأبيض. ومع إجماع عالميّ على أهمية نتائج الانتخابات الأمريكية، يرى قاسم أن هذا الحدث ليس ذا تأثير. يُظهِر هذا عدم قدرة حزب الله على التكيف مع المتغيرات الدولية وتبعاتها. تبدو عبارات الممانعة كجثة فارغة لا تحمل سوى حججٍ متهافتة، وهذا يؤكد افتقارهم لموقف إيديولوجيّ واضح. تتجاهل حججهم الواقع المرير وتُحَميل إسرائيل المسؤولية عن تداعيات أفعال حزب الله.