واذ لم يقوى على النهوض نظر الي نظره فيها مراره استرحام وحلاوه و استعطاف نظره فيها انعطاف وملامه،  ولما تلاقت عيناي بعينيه الحزينتين تحركت عواطفي وتمايلت تاثيراتي، فجسمت تلك النظرات و ابتدعت لها اجسادا من كلام متعارف بين البشر، اذهب عني فما انت الا من سكان ارض ما برحت ناقصه الاحكام، انا حيوان حقير لكنني خدمت ابن ادم وكنت في منزله مخلصا ووفيا فاصله وفي رفقه متربصا وجاسوسا، ولكني وجدت نسبه كائنه بيني وبين الكثيرين من اخوانك البشر، وسهرت زوجه في الليالي لتربيه الاطفال وتعبت امراه لايجاد رجال في المستقبل، ونفسي تتراوح بين شفقتي عليه وتصوراتي بابناء جلدتي، ولما اغمض عينيه لم اشاء ازعاجه فذهبت.