في المجتمعات البدائية، كانت الحياة بسيطة ومتطلبات العيش قليلة، فكانت التربية تقليدية تعتمد على المحاكاة والتدريب التدريجي حسب مراحل العمر، بقيادة الوالدين أو العائلة. شملت التربية جوانب عملية كإشباع الحاجات الأساسية، ونظرية عبر طقوس الجماعة. مع تطور الحياة وانتقالها من الصيد والرعي إلى الزراعة، تعقدت الأمور، فبرزت الحاجة لمؤسسات تربوية متخصصة. نشأت مهنة المربين، ثم المدارس النظامية، مصحوبةً بالكتابة لتسجيل القوانين والعادات. في الصين، ركزت التربية على الواجب والحفاظ على التقاليد، قبل أن يضيف كونفوشيوس بعداً جديداً بالبحث في مقتضيات الحياة. أما المصريون، فأولوا أهمية كبيرة للتعليم، بمدارس معبدية ومدارس نظامية متقدمة للحكام والطبقة الأولى. تميزت التربية اليونانية بالحرية والتجديد، ساعيةً للسعادة، بينما اقتبست التربية الرومانية من اليونانية مع تركيز على الجانب العملي والعسكري. عند العرب، كانت العائلة هي الركيزة الأساسية، بالتقليد والارشاد، مع مدارس للكتابة والحساب لدى البدو، و مدارس للمهن والحرف لدى الحضر، مع تركيز على الفضائل الأخلاقية.