إذ إنها أهم ما يصلح به حال البشر، ويُطلق على ذلك اسم الكليات أو الضروريات الخمس، فالدين طريق الإنسان لمعرفة الحق عز وجل، وهو الذي يمد الإنسان بالضمير والوجدان ويساعده على نشر الخير والفضيلة؛ ولذلك كله وأكثر قد أولى الإسلام الدين عناية خاصة، فالدين هو الفطرة التي فطر الله - تعالى - الناس عليها، قال تعالى في سورة الروم: فأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ الله التي قطر النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَلِكَ الدِّينُ وسائل حفظ الدين من ناحية الوجود وهي الإيمان بالله تعالى، وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر خيره وشره، فيقول تعالى في سورة البقرة: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفْرَقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ} [٦] فهذه الأعمال وترسخ مفهوم الإيمان في نفس الإنسان، و ما ". [۸] - إجابة دعوة من يدعو إلى الله، وحماية تلك الدعوة وتوفير الأمن لمن حمل تلك الأمانة على عاتقه يقول تعالى في سورة آل عمران: ولتكن منكُمْ أُمَّةً يَدْعُونَ إِلى الخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المنكر وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [1] ويسمح لهم بتطبيق شعائرهم بحرية، وحتى الجهاد في سبيل الله هو باب من أبواب ضمان حرية الاعتقاد، وَمَسَاجِدُ يُذكرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيرًا} [١٠] فكثيرا ما يقترن الإيمان بالعمل الصالح في القرآن الكريم، فإذا أسلم الإنسان ولم يكن وهذه السياسة دعا إليها المشركون في بداية دعوة الإسلام، قال تعالى: وقالت طائفة من أهل الكتاب أملوا بالذي أنزل على قامة ما يشبه السياج من التحسينيات والحاجيات، كأداء الصلاة جماعة والعبادات النوافل وغيرها مما يساعد على تأصيل الدين وترسيخه في نفس الإنسان والمجتمع، للمجتمع وأفراده. - حفظ النفس إن من مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ نفس النسان، ومنها: حفظ النفس من ناحية الوجود وذلك عن طريق تشريع الزواج للتناسل والتكاثر وإعمار العالم، وذلك من أولى مقاصد الشريعة الإسلامية، وتلك العلاقة الزوجية هي آية من آيات الله تعالى، [١٤] حفظ النفس من ناحية الاستمرار والدوام، فمن مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ هذه النفس لما لها من أهمية في المجتمع. وغيرها. تشريع الرخص إذا كان هناك أعذار توجب المشقة. وبذلك يضمن الإسلام كامل حريات البشر كالفكر والإقامة والتنقل وإبداء الزاي وغيرها، يقول تعالى في سورة الأحزاب: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا). [١٥] منع قتل النفس سواء بيد الإنسان نفسه أو بيد غيره، قال تعالى في سورة النساء: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ الله كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا)، [١٦] وكذلك قال تعالى أيضا في سورة المائدة: من قتل نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي [١٧] أوجب القصاص في حال القتل العمد، يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاص في القتلى ، [۱۸] وكذلك قال تعالى: وَمَا كانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا إِلَّا خطأ وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خطأ فتحرير رقبة مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسلمةً إلى أهله إلا أن يصدِّقُوا ۚ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٌّ لَّكُمْ [۱۹] إعلان الجهاد لحماية المستضعفين وحفظاً للنفوس، يقول تعالى: {وما للَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كأن يدفع الإنسان عن نفسه الموت ولو كان ذلك سيسبب موت المعتدي إذا ثبت له أن ذلك المعتدي يريد قتله. فالعقل مناط التكليف والمسؤولية في الشريعة الإسلامية، ورفعه عن الحيوانات، والإنسان حامل أمانة الله تعالى،