اتجه الفنان المسلم إلى استعمال كل وسائل الزخرفة والتزيين فيما أنتجه من تحف وما شيده من عمائر معتمداً على عناصر نباتية وهندسية وخطية وآدمية وحيوانية، أو جعل الزخارف النباتية أرضية للنصوص الخطية أو حشوات بين ثنايا الزخارف الهندسية، على أن أهم ما تتميز به هذه الزخارف في الأغلب ميلها إلى التجريد وعدم الالتزام بالأشكال الطبيعية التي اقتبست منها، كما أن العناصر النباتية والهندسية منها بصفة خاصة، ليس لها بداية ولا نهاية وكأنها تريد أن تمتد وتمتد لتعبر عن الاستمرار الأزلي للحياة، هذه الزخارف تدل أيضاً على أن الفنان كان مغرماً بتتبع الأمور بالتحليل البالغ والتفصيل الدقيق حتى يصل إلى غاية الحذق والمهارة، ويستشعر نشوة الانتصار بالتغلب على صعوبة ملئ المساحات وتركيب الأشياء المختلفة والحصول على التألف العذب بين هذه العناصر المختلفة. وإن تتبع الزخارف الإسلامية سواء أكانت هندسية أو خطية أو نباتية يجعل الناظر ينتقل من الخطوط اللينة إلى الجافة،