تبرز أهمية الاتصال في المنظمات الإدارية المعاصرة لأسباب عدة. أولاً، حجم المنظمات المتضخم وتشعب فروعها وتنوع وظائفها يتطلب نظام اتصالات متطورًا يربط بين أجزائها المختلفة لضمان التناسق وفعالية الأداء، وهو ما يؤكد عليه جون ففنر بقوله إن السيطرة على البيئة أو المنظمة تتطلب اتصالات مستمرة. ثانيًا، تعتمد العملية الإدارية برمتها على المعلومات، ونجاح القرارات الإدارية مرتبط بنجاح الاتصالات للحصول على معلومات دقيقة، كما يؤكده سان سايمون بتطابقهما. ثالثًا، تتطلب المنظمة الترابط مع محيطها الخارجي، فهي تستمد منه مواردها وتعتمد على قبوله لها لتسويق خدماتها، تمامًا كالإنسان الذي لا يعيش منعزلًا. رابعًا، يعتمد التنافس بين المنظمات على سرعة الحصول على المعلومات ومعالجتها، ما يبرز أهمية تطوير عمليات الاتصال لتحقيق الفوز والبقاء. وباختصار، يعتبر الاتصال أساسًا حاسمًا لنجاح المنظمة وازدهارها أو فشلها وانهيارها.