وذات يوم كان يُعرض برنامج عن رحلة فضائية يقوم بها علماء الفضاء، وكم تمنّت سارة أن تكون بينهم وهي الفتاة التي جعلت من رحلة الفضاء هدفًا له، ولما حلّ المساء أوت سارة إلى فراشها في غرفتها الصغيرة التي دُهن سقفها بلون الفضاء ولوّن بالنجوم الفضية اللامعة، كانت تتأمل تلك النجم بشغف وتحاول دائمًا أن تسأل نفسها تُرى ماذا يوجد في تلك النجوم؟ هل عليها أناس يعيشون مثلنا؟ كم أتمنى أن أذهب ليها لأشاهد بأمّ عيني ما عليها. ولمّا كانت سارة تتمتم بتلك الكلمات وإذا بمارد عظيم يظهر أمامها فجأة، فقد سمعت عن رغبتك بالذهاب إلى مثل تلك الرحلة. وطارت من فرحها وركضت إليه وقالت: هيّا أيها المارد الطيب لنذهب فبل أن نتأخر وتغيب النجوم، ركبت سارة في السفينة وكانت سفينة ضخمة عظيمة، ويا له من منظرٍ رائع حين شاهدت الفضاء الأسود وكأنه الثوب الجميل المرصع بالألماس الملوّن، كانت النجوم لامعة جدًّا وكأن الدنيا كلها ترقص فرحًا برؤية سارة للفضاء. بدأ سكان النجوم بالخروج من منازلهم وإلقاء السلام على سارة، وهي تلوّح لهم بكلتا يديها وكاد قلبها يطير من الفرح، كيف لا وهي التي حلمت دائمًا بمثل تلك الرحلة الرائعة الجميلة، ثم رأت آلة تصوير في تلك السفينة بدأت تلتقط لنفسها صورًا مع سكّان النجوم حتّى وصلت أخيرًا إلى الشمس، في هذه اللحظات علا صوت أم سارة وهي توقظها إلى المدرسة، فصحت سارة من نومها وعلمت أنّ جميع ما راته كان مجرد حلمٍ لا حقيقة،