وهناك علامات فارقة في تاريخ الشعوب والدول لا يتشابه ما قبلها مع ما بعدها، الذي يمثل في حقيقته جوهر تاريخ دولة الإمارات، واللبنة الأساسية التي بنيت عليها أسس قيام الدولة وتطورها ونموها، وإلى حقيقة أن «تاريخ الإمارات المشرق لا يقل أهمية عن حاضرها الزاهي»، التي أطلقها سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، للتعريف بشكل الحياة في الإمارات قبل الاتحاد، كان الانتقال من مكان إلى آخر قديماً يمثل رحلة من العذاب لأسباب مختلفة، من أهمها صعوبة الطرق سواء كانت صحراوية رملية أو صخرية قاسية، وكذلك عدم وجود وسائل للمواصلات والتنقل سوى الإبل والحمير، لذا كان الانتقال من مكان لآخر يستغرق الكثير من الوقت والجهد، بينما احتاج ظهور وسائل الانتقال الحديثة إلى وقت، فارتبط ظهور السيارات في بداية الأمر بقدوم شركات التنقيب عن البترول. أنه في الوقت الذي كان عدد السكان الخليجيين يزيد ببطء، وكانت شاحنات عسكرية وسيارات ذات عجلات دفع بالعجلات الأربع، ومع زيادة الدخل ازداد عدد السيارات رغم أنه لم تكن هناك طرق لتحل محل التنقل على ظهور الجمال والخيول والحمير. وكان الذين يملكون السيارات يقودونها في أي مكان وفي أي وقت، مثل الممرات الضيقة التي تفصل بين البيوت، وخلال القيادة كانوا يقومون بالمناورة طوال الوقت لتفادي الرمال. وبعد فترة قصيرة من وصول سيارات الدفع الرباعي تم استيراد سيارات الصالون، وفي الوقت الذي كانت سيارات الدفع الرباعي تسير بصعوبة على الرمال الناعمة، كانت سيارات الصالون تعلق في الرمال أينما ذهبت، لافتاً إلى أن من أكثر ذكرياته عن تلك الفترة صورة هذا النوع من السيارات وهي تتحرك ليس بفضل قوتها الذاتية، بينما يذكر السير برنارد بوروز، بينما كان الرمل ناعماً وعميقاً في جزيرة أبوظبي، وكان يتعين تجهيز جميع السيارات بإطارات بالون خاصة بالرمال لتتمكن من السير، وعندما تغرز السيارة كانت توضع الألواح المعدنية تحت إطارات السيارة، كان هناك معبر مرتفع عند المقطع عام 1952، وكان مرتفعاً بمقدار قدمين تقريباً فوق سطح الماء حتى تتمكن السيارات والجمال من المرور. وقبل إنشاء هذا المعبر كان على قوافل الجمال أن تنتظر ساعات حتى يتراجع مد البحر،