حاولت منظمة التحرير برئاسة الشقيري تنظيم الفلسطينيين في الشتات على أساس إقليمي ففتحت مكاتب لها في المدن العربية التي يتمركز فيها هؤلاء. بيد أن الطابع البيروقراطي للمنظمة المعينة، عضواً كاملاً في جامعة الدول العربية بصفتها الآلية التنظيمية للفلسطينيين التي تعرب عن هويتهم وتعبر عن مطامحهم السياسية. هذا ولم يكن هناك منذ البداية أي اتفاق على طبيعة هذه المنظمة المقترحة وعلى أهدافها سواء بين الزعماء العرب أم بين زعماء الناشطين الفلسطينيين أو أفرادهم العاديين كان الأردن على سبيل المثال، وغالبية سكان البلاد فيها من الفلسطينيين غير مرتاح لوجود منظمة مستقلة ومنفصلة تمثل الفلسطينيين جميعاً. ولكن عدداً من الزعماء العرب كانوا ينظرون إلى المنظمة كوسيلة من وسائل متابعة القضية الفلسطينية والتأثير فيها، فقد كانوا يتخوفون من الأعمال الانتقامية العدوانية التي تقوم بها إسرائيل ضدهم والمفارقة هي أن هذه الأسباب ذاتها وخيبة الأمل من جراء عجز الدول العربية في العمل من أجل القضية الفلسطينية هي التي جعلت الناشطين الجدد الذين كانوا يعملون في الخفاء في ذلك الوقت يعارضون منظمة التحرير النخبوية البيروقراطية التابعة للجامعة العربية.