 المقدمة: قال تعالى: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما). وقوله تعالى (والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن والله سميع عليم). ومن أحاديث الحجاب في السنة: عن عروة أن عائشة قالت: لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الفجر فيشهد معه نساء من المؤمنات متلفعات في مروطهن ثم يرجعن إلى بيوتهن ما يعرفهن أحد. وعن أسماء بنت أبى بكر رضي الله عنهما قالت: كنا نغطي وجوهنا من الرجال ، وهذا ما يبين لنا اهمية الحجاب في الاسلام , وهو رمزٌ للهوية الإسلامية، وعلامةٌ على الحياء والعفة. وقد حظي هذا الموضوع بأهمية كبيرة في الإسلام، حيث تناولته آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة. الحجاب في اللغة العربية يعني الستر والحجب، فهو ستر المرأة المسلمة لجميع بدنها وزينتها عدا الوجه والكفين، أمام الرجال الأجانب عنها. ويشمل الحجاب جميع أعضاء جسد المرأة عدا الوجه والكفين، ويختلف نوع ستر الوجه والكفين حسب بعض المذاهب الإسلامية. لم يكن الحجاب ظاهرةً حديثةً، بل يعود تاريخه إلى عصورٍ سحيقةٍ، مثل الحضارة المصرية والبابلية. ومع ظهور الإسلام، نزل الحجاب كفرضٍ إلهيٍّ على المرأة المسلمة، حفاظًا على عفتها وكرامتها.  صفات الحجاب : حيثُ اجتهد الفقهاءُ في استنباط الأحكام من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ويكفي أن يكون ساتراً. بل هو مستحبٌ. في المذهب الحنبلي: يُشترط أن يكون الحجاب ساترًا ومُرخيًا، وأن لا يُظهر مفاتن المرأة، وأن يكون غير شفافٍ، وأن يكون غامق اللون. ايضا يُوجب المذهب الحنبلي النقاب على المرأة المسلمة عند خروجها من منزلها, ويُحرم كشف الوجه والكفين أمام الرجال الأجانب. فكلّ مذهبٍ اجتهد في فهم النصوص الشرعية واستنباط الأحكام وفقًا لمنهجه. والمرأة المسلمة مُخيّرةٌ في اتّباع مذهبها الإسلاميّ في الحجاب، مع الحرص على أن يكون حجابها ساتراً ومُرخيًا، وأن لا يُظهر مفاتنها، وأن يُعبّر عن إيمانها والتزامها الدينيّ.  حكم الحجاب في الاسلام: ولا يجوز لها التخلي عنه بأي حالٍ من الأحوال, حكم الحجاب من القرآن الكريم : قوله تعالى:* "وَيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَنَ مَا أَخْفَيْنَ مِنْ زِينَتِهِنَّ" (النور:31). ووجه الإستدلال بهذه الآية هي أن الله أوجب على نساء المؤمنين الحجاب للبدن والزينة، وهي: الرأس، والوجه، والنحر، والصدر. وذلك بِلَفِّ الخمار الذي تضعه المرأة على رأسها، وترميه من الجانب الأيمن على العاتق الأيسر، وهذا هو التقنع، وهذا خلافاً لما كانت عليه نساء الجاهلية من سدل الخمار من وراء الظهر فأمرن بالاستتار وقوله تعالى:* "يَا أَيُّهَا النَّبِيِّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَصَحَابَاتِكَ يَدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جِلَابِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا" (الأحزاب:59). ووجه الاستدلال بهذه الآية هو معنى الجلباب كما جاء في معجم لسان العرب، وهو: اللباس الواسع الذي يغطي جميع البدن، وهو بمعنى: الملاءة والعباءة، فتلبسه المرأة فوق ثيابها من أعلى رأسها مُدنية ومرخية له على وجهها وسائر جسدها، وما على جسدها من زينة مكتسبة، ممتداً إلى ستر قدميها. وكنَّا نمتشط قبل ذلك في الإحرام . رواه ابن خزيمة والحاكم وصححه ووافقه الذهبي وصححه الألباني في كتاب جلباب المرأة المسلمة • عن أم عطية رضي الله عنها قالت: أمرنا رسول الله ﷺ أن نخرجهن في الفطر والأضحى، العواتق، والحُيَّض، وذوات الخدور، أمَّا الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين، قلت: يا رسول الله! إحدانا لا يكون لها جلباب؟ قال: لتلبسها أختها من جلبابها. وفي هذا الحديث دلالة على أنَّ المُعتادَ عند نِساءِ الصَّحابةِ ألَّا تخرُجَ المرأةُ إلَّا بجِلبابٍ، ولم يأذَنْ لهن النبي بالخُروجِ بغَيرِ جِلبابٍ.  الحكمة من الحجاب: للحجاب حكم كثيرة عظيمة، نذكر منها: • صيانة المرأة المسلمة وحفظ كرامتها: فالحجاب يحمي المرأة من نظرات الرجال الشهوانية ومن التحرش بها, كما يرفع الحجاب من شأن المرأة المسلمة ويحافظ على كرامتها وعزتها. • غض البصر وحفظ العفاف: فالغض من البصر واجب على الجميع، • الستر والتزين: فالحجاب هو زينة للمرأة المسلمة، كما قال الله تعالى: "وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَنَ مَا أَخْفَيْنَ مِنْ زِينَتِهِنَّ" ([سورة النور: 31]). كما يمنح الحجاب المرأة المسلمة شعوراً بالراحة والأمان النفسي. • التمييز بين المرأة المسلمة وغير المسلمة: فالحجاب هو زي مميز للمرأة المسلمة، يُظهر إيمانها والتزامها بدينها. ويُعدّ الحجاب علامةً على إيمان المرأة المسلمة وتقواها. • حماية المرأة من الفتنة: يمنع الحجاب الرجال من النظر إلى المرأة المسلمة بشهوةٍ أو رغبةٍ،