ذلك أنه إذا كانت الاسلاميات الكلاسيكية لم تؤد أبدأ إلى أي إعادة توزيع من أي نوع كان للفكر الغربي ، بقي في إطار المحاولات الخجولة والجزئية إن لم يكن هناك رفض مقصود . إن مقارنة الاسلاميات الكلاسيكية بالمراجعات والزلزلة التي أثارتها أعمال كلود ليفي شتراوس هي هنا ذات دلالة واضحة . كل هذه الاختزالات والنواقص التي عددناها والناتجة عن اختيار مبدئي في تعريف الإسلام من خلال النصوص الكبرى فحسب ، بواسطة إسهام إيجابي واضح : إنه لا يمكن ، كان قد ساهم بشكل واسع في إعادة تنشيط الفكر العربي - الإسلامي. لكن ينبغي مع ذلك القول أنه إذا كان هناك معلمون كبار من أمثال دوسلان ، سنوك هر غرونج ، وأوضحوا مجالات للبحث أساسية مثل اللهجات ، فإن إسهاماتهم بقيت لوقت طويل إما متجاهلة وإما منظوراً إليها سلبياً من قبل الجمهور العربي - الاسلامي . إنه لا يكفي التفسير هذا الموقف أن نستدعي الشروط الايديولوجية لهذا الجمهور الذي يستمر في رفضه المؤسف جداً ، استبدال البحث العلمي المتضامن بمناخ اللائقة والتشهير المتبادل، ، كما أنه من الملائم استئصال التطرفات الخطيرة للتيار المعارض بشكل مستمر لما يسميه العرب و بالغزو الفكري ، إننا لن تستطيع أن نقدر بما فيه الكفاية أهمية الباحث الذي يعطي الأولوية ، كما سنرى بعد قليل ،