مقدمةیعتبر مقياس ''مدخل لعلم النفس الرياضي'' من المقاییس التي تندرج ضمن البرنامج البیداغوجي للتعليم في السنة الاولى جذع مشترك لمیدان علوم وتقنيات الناشطات البدنية والریاضیة وهو مقرر خلال السداسي الثاني من تكوین اللیسانس، كمحاضرة بحجم ساعي مقدر ب ( 15 ) أسبوع بحجم 01 سا و 30 د للحصة الأسبوعية الواحدة، بمعامل قدره ( 02 )ورصيد ( 03) وباعتباره من العلوم الحديثة على المجتمعات العربية بحیث یهتم المشتغلون به بالمهارات العقلية والنفسية المختلفة والتي تساعد الریاضیین على الوصول إلى أعلى المستويات في الأداء التنافسي، عند النظر إليه كفرع من علم الرياضة والتدريب، فهو یتضمن بؤرة الدراسة في محاولة وصف السلوك وتفسيره والتنبؤ به في المواقف الریاضیة حیث یتفرع منه علم نفس الحركة، و الذي یعد وجهة نظر شاملة لدراسة السلوك في الرياضة؛ حیث یعرف مارتنز علم الحركة على أنه : دراسة الحركة الإنسانية، وخاصة النشاط البدني في كافة الأشكال والمجالات. فعلم نفس الحركة، علم النفس الرياضي والتعلم والضبط الحركي، یتضمن دراسة الجوانب النفسية للحركة البشرية، كما تشمل الجوانب الأخرى: فسيولوجيا الحركة والتدريب، الميكانيكا الحیویة في علم الحركة والرياضة ،النمو الحركي.یركز علم النفس الرياضي اهتماما على اللاعبین والألعاب، وهو بمعنى آخر دراسة أثر الرياضة نفسها على السلوك البشرى أو أنه یهدف إلى تقديم إجابة لتساؤلات عن السلوك البشرى اثناء الممارسة الرياضة.یحتوي مقياس علم النفس الرياضي على عدة محاور أساسية بدایة بمدخل ''مدخل لعلم النفس الرياضي'' ، الأهداف، دراسة الشخصية في المیدان الرياضي ، قلق المنافسة، التحضير والإعداد النفسي و الذهني للریاضیین، الروح المعنوية، الاكتئاب الرياضي مع تدريب المها ا رت النفسية للریاضیین.حیث یتم تقییم الطالب خلال تدريس مقياس ''مدخل لعلم النفس الرياضي'' عن طریق المتابعة الدائمة والامتحان السداسي.أهداف التعليم:- أن یكتسب الطالب القواعد الأساسية والمعارف النظرية والتطبيقية المرتبطة بعلم النفس ''.1- التعريف بعلم النفس:علم النفس هو علم الخبرة والسلوك اللذين یمثلان فرعي هذا العلم الأساسیین، والدارس لعلم النفس یجد ان علماؤه يساهمون بصورة مباشرة أو غير مباشرة في خدمة هذين الفرعين،2- أهداف علم النفس : دراسة علمية، لیكشف عن القوانین والمبادئ التي تفسر هذا السلوك ویستطیع التنبؤ بأشكاله وتوجیهه والتخطیط له. ویقصد بالسلوك كل اوجه النشاط التي یقوم بها الكائن الحي، ویمكن ملاحظتها بواسطة فرد آخر او بالآلات التي یستعملها فرد قائم بالملاحظة (كالسينما أو الكاميرا) فمن الممكن ملاحظة طفل یبكي ویضحك ویجري ویقفز بالعین المجردة او بتسجیل هذه الافعال على شریط سینمائي. وقد یكون السلوك الذي یقوم علم النفس بدراسة عبارة عن حركات بسیطة منفصلة عن بعضها كحركة عضلة من عضلات او اف ا رز غدة من الغدد، كما قد یكون السلوك في انماط متكاملة تدور ول اشباع حاجة من الحاجات للوصول الى هدف.3- ماذا یعمل علم النفس (وظائفه) :یحتل علم النفس مكانه هامة في حیاة الفرد المعاصر وحیاة المجتمع المتقدمة، فقد أصبحت الثروة البشریة مقیاسا لتقدم المجتمعات لذلك تتسابق الدول الى العنایة بهذه الثروة الكامنة في ابنائها لیسهموا في تقدم الانسانیة. وتتطلب هذه النظرة الانسانیة من الانسان ان یفهم نفسه ویعرف واقع سلوكه وقد ا رته واستعداداته ومیوله وسماته الشخصیة لأن هذه المعرفة تجعله أكثر كفایة وقدرة في حیاته، وتتطلب ایضا ان یفهم غیره كي یستطیع التعامل مع أقرانه ومساعدتهم.إن علم النفس یعمل على تحديد الاسلوب الانساني في جمیع مظاهر الحیاة علمیة سواء في المصنع ام في الحقل ام في الوظیفة ام في المدرسة والجامعة.-فهو وسیلة في تحدید دراسة العامل في المصنع وباختبار العمال التي توفر فیهم القدرات والمیول التي تتناسب و نوع العمل و تقدیم الخدمات الاجتماعیة لهم و لأسرهم و بدون الحوافز التي تزید من قدرتهم الانتاجیة - والشرح فیها وفي الرقابة والاشراف وتحتاج المدرسة الحدیثة ایضا إلى علم النفس كي تستطیع القیام بالأعمال التربویة فهر یبین مراحل النمو عند الاطفال وخصائص كل المراحل و یقترح الطرق التعلیمیة في تناسب كل مرحلة كما یبین أیضا الفروق الفردیة بین التلامیذ التي تساعد في توجیههم الى نوع الدراسة والمهنة التي تتفق وقدراتهم العقلیة وسماتهم ومیولهم - كما یهتم علم النفس في حل جمیع المشكلات التي تجابه بنمو الشخصیة وباختیار الهیئة والتكیف معها كما ویسهم علم النفس في علاج المجرم وتوجیهه.-ویسهم علم النفس في القوات المسلحة فهو یساعد الخبیر توزیع الجنود على الوحدات العسكریة بما یتناسب وقدراتهم مناداتهم کما یهتم بالظروف التي ترفع الروح المعنویة للجندي ولاشك أن أكبر المشكلات النفسیة التي یتعرض لها الانسان الحاضر في المشكلات الناجمة عن التغیر الاجتماعي السریع أو عن عدم استخدام العلم الحدیث في الحیاة العامة بشكل یدعم السلام ویحقق سعادة الانسان فیقدم الحلول العملیة والعلمیة لجمیع الحالات.وهكذا نجد ان علم النفس یقدم الكثیر لعالم یزخر بالأزمات والشاكل والصعوبات من كل جانب خصوصا في عالم لم یعد یتنصل به من خیر.4- تاریخ علم النفس الریاضي :علم النفس من العلوم التي بدأت مع الانسان منذ كانت لدیه تصو ا رت لهذا العالم، ونزعته الى الاعتقاد بان كل جسم مادي یحتوي على روح او کائن غیر مادي أصبح هو نفسه محور التفكیر ولكن تفكیره في هذه المراحل البعیدة . التاریخ كانت تغلب علیه الأسطورة والتصورات الخرافية حتى جاء فلاسفة الإغريق في القرن السادس قبل الميلاد فأثاروا كثيرا من الأسئلة التي تدخل بطبيعة المعرفة لقد اهتم فلاسفة الیونان بالطبیعة البشریة وبصلة الفرد بمجتمعه، فقد رأى (افلاطون) ان الروح (النفس) لا مادیه وهي مستقلة عن الجسد ولكنها تحلتله خلال الحیاة ، وهي مصدر السلوك وجعل طبیعة الانسان القطریة التي تتكون من عقل وروح ولذة أساسا لتفسیر علاقة الفرد بالمجتمع، لذلك قسم المجتمع الى ثلاث طبقات أرقاها هي التي تغلب علیها قوة العقل، وتتمیز الطبقة الثالثة بالشجاعة، وتغلب على هذه الطبقة قوة الروح.أما (ارسطو) فقد بین أن الكائن الحي یتكون من الروح والجسد وان الروح (النفس) هي مجموعة الوظائف الحیویة التي یقوم بها الجسد و هذه الوظائف هي - التغذیة والحساسیة والادراك، وقد اهتم (ارسطو) ایضا بمشكلات الحس والخیال والذاكرة والتفكیر ،كما تحدث في موضوعات شتى : كالصداقة، والتجاذب والتنافر بین الأفراد ، وسمات الشخصیة وأثرها في الصداقة ، ونظر إلى النفس على أنها تحقیق الكائن لوظائفه وبذلك اقام ( ارسطو) دعائم النزعة التجریبیة التي تهتم بالملاحظة.Kremer & Scully, الموضوعات المعاصرة لعلم النفس الریاضي : (1994-5 ویمكن تلخيص أهم هذه الموضوعات فیما یلى :مقدمة علم النفس الریاضي: وتتضمن اهم موضوعاتها ما یلي:- مفهوم علم النفس الریاضي.- الموضوعات المعاصرة لعلم النفس الریاضي.- التوجهات المتعددة لعلم النفس الریاضي.- مجالات التخصص المهني في علم النفس الریاضي.1-6 الدراسة النفسیة للممارسين والمشاركين في الرياضة ومن موضوعاتها ما یلي :أ- الشخصیة: من حیث أنها الأساس الذاتي للممارسة أو المشاركة الریاضیة والتعرف على خصائصها وأبعادها ونظرياتها وطرق قياسها ووسائل تطويرها والارتقاء بها.من حیث أنها القوى المحركة للفرد نحو الممارسة أو المشاركة الریاضیة والتعرف على الحالات المختلفة للدافعية كالدافع والحافز والباعث وغیرها ودراسة النظريات المعاصرة للدافعية الریاضیة وطرق اكتسابها وتطويرها سواء للوصول إلى أعلى المستويات الریاضیة أو لاكتساب الصحة واللياقة واستثمار أوقات الفراغ ، بالإضافة إلى دراسة دافعية الإنجاز الریاضي أو التنافسية من حیث أنها بعد هام من أبعاد الدافعية الریاضیة نحو التفوق والتميز.ج- العزو أو التعليل السببي:العزو أو التعليل السببي لسلوك الممارسين والمشاركين في الرياضة على مختلف مستوياتها وخاصة بالنسبة للنتائج (عند الفور أو الهزيمة) أو بالنسبة للأداء (عند الأداء الجید أو الأداء السيء أو في حالة خبرات النجاح أو خبرات الفشل) والتعرف على أهم نظرياته وطرق قیاسه نظرا لما له من أهمية في مجال الدافعية والانفعالات لدى الممارسين أو المشاركین في الریاضة.د- مفهوم الذات وتقدیر ووضوح الذات:من حیث أنها أبعاد هامة للشخصیة في المجال الریاضي والتي یمكن أن تحدد سلوك الفرد أو دافعیته وانفعالاته.ه- الانفعالات والاستثارة والضغوط النفسیة المرتبطة بالریاضة:والتي تعتبر من بین أهم المظاهر النفسیة التي تنتاب الممارسین والمشاركین في الریاضة على مختلف أنواعها ومحاولة التعرف على أهم النظریات المعاصرة لهذه المظاهر النفسیة الهامة وكیفیة تأثیرها على الأداء الریاضي وكذلك كیفیة اختبارها وقیاسها والتنبؤ بنتائجها.2-6 الدراسة النفسیة للجماعات الریاضیة :ومن بین أهم موضوعاتها ما یلي :أ- دينامية الجماعة الریاضیة أو الفریق الریاضي:نظرا لأن الغالبية العظمى من الأنشطة الریاضیة تمارس في جماعات أو فرق ریاضیة ومن الأهمیة التعرف على مفهوم هذه الجماعات وتكوینها وتفاعلها وتماسكها وطرق زیادة فاعلیتها والمناخ النفسي الممیز لها بالإضافة إلى طرق قیاس تفاعل الممارسین أو اللاعبین بعضهم مع البعض الآخر في إطار الجماعة أو الفریق الواحد والعلاقات بین الجماعات الریاضیة وما یرتبط بها من عوامل نفسیة. على أساس تمیزهم بخصائص نفسیة معینة تمیزهم عن الجماعات الأخرى وعلى أساس إسهامها في التأثیر على مستوى اللاعبین الریاضیین إیجابا أو سلبا.ج - الدراسة النفسیة للقیادة:نظرا لأن القیادة ترتبط بوجود الجماعة ومن حیث أن المدرب الریاضي یعتبر بمثابة قائد ریاضي وكذلك معلم التربیة الریاضیة والإداري الریاضي ویقع على كاهلهم عبء التوجیه لأفراد الجماعات الریاضیة.خاتمة :یعتبر علم النفس العام ذو أهمیة بالغة للمجتمع، لأن السمات الشخصیة والنفسیة تؤثر في الإنجاز الریاضي بجانب المهارة والتدریب، والتخلص من بعض الأمراض والمشاكل النفسیة التي تعوق تحقیق الانجازات الریاضیة، والمساعدة على اكتساب بعض الصفات الریاضیة الحمیدة كالتعاون واحترام الآخر، واحترام القوانین، وتعزیز الثقة بالنفس.ویساعد علم النفس الریاضي في زیادة الدوافع النفسیة والشخصیة لتحقیق الهدف والإنجاز الریاضي، وذلك من خلال الاهتمام برغبات واحتیاجات الریاضیین، وتشجیعهم على انجاز وتحقیق ما هو أكثر، وتذكیرهم بالمكاسب التي تنتظرهم عند تحقیق انجازات كبیرة، كما یساهم علم النفس الریاضي في التخلص من الخوف والقلق ورهبة مواجه اللاعب بالجمهور والحكام، التي تؤثر على أدائه الریاضي، ویصبح شاغله الأكبر وهو خجلة من مواجهه الآخرین.كما یهتم علم النفس الریاضي بالسلوك الریاضي حیث یدرس ویعالج الكثیر من المشاكل الریاضة المنتشرة في الكثیر من المجتمعات منها العنف الریاضي، والتعصب الریاضي بین الفرق المختلفة، وكذا باستخدام التدریب العقلي الذي یهدف إلى التحكم في السلوك العقلي والجسدي،