-7 أنواع البحوث العلمية يعُّدُّ مجالُ البحثِ العلميِ واسعا بحيث يغطِي جميعَ مناحي الحياة وحاجات الإنسان ورغباته، ومن ثَمَّ يكون اختلافُ البحوث العلمية باختلاف حقولها وميادينها تنويعا لها، ولذلك الطالب أو الباحث عندما يبحث أو يفتح أي كتاب لبعض المؤلفين في هذا المجال سوف يجد فيه اختلاف في التصنيفات لكنها كلها تصب في مسار واحد في ذا المجال، وبالتالي فالتصنيف ليس مهما في حد ذاته إلا بقدر ما يخدم عملية البحث وخطواته أي كيف تتم عملية البحث. ومن حيث مناهجه يتنوع بالبحوثِ الوصفية وبالبحوثِ التجريبية وبالبحوثِ التاريخية وغ يرها، كما يتنوع البحثُ العلميُّ من حيث المكان إلى بحوثٍّ ميدانية وأخرى مخبرية، ومن حيث طبيعة البيانات إلى بحوثٍّ نوعية وأخرى كمية، ومن حيث صيغ التفكير إلى بحوثٍّ استنتاجية وأخرى استقرائية. من هذه التصنيفات نذكر ما يلي : 2-7-1 أنواع البحوث العلمية من حيث غرض أو هدف الدراسة: و تهدف عبر المعرفة البحتة و إثراء العلوم و المعارف الإنسانية عبر محاولة الإجابة على تساؤلات نظرية. و على الرغم من أن البحوث النظرية لا تعنى بتطبيق نتائجها كهدف أساسي للدراسة، إلا أن ما قد تتوصل إليه من قوانين و نظريات قد تصبح نواة بحثية للعديد من الأبحاث التطبيقية يعتمد عليها باحثون آخرون في مناحي أخرى من الدراسات العلمية. تهدف البحوث التطبيقية إلى تطبيق ما توصلت إليه المعرفة الإنسانية في التعامل مع المشكلات من حيث الفهم و التفسير والوقوف على الأسباب من أجل الوصول إلى الحلول واختبار فاعليتها. في حل مشكلات الحياة اليومية، وإنما تحقيقا وابتكارا لحل معين للقضايا والمشكلات التي تهم المجتمع ويعاني منها علما بأن حل تلك المشكلات سوف يسهم في تحقيق أهداف المجتمع وتحسين ظروف معيشته فضلا عن تحقيق التقدم الإنساني. 2-7-2 أنواع البحوث حسب طبيعة البيانات 1-البحوث الكمية (المسحية): تهدف هذه البحوث إلى وصف الظاهرة والتعبير عنها بالأرقام والقيم وتخضع للتحليل الإحصائي، وتخضع لشروط الصدق والثبات وتعالج بياناتها إحصائيا ومن ثم تعميم النتائج على المجتمع الأصلي، وهي بحوث تهتم بالأرقام، بالعدد وبالمقدار. 2- البحوث النوعية)الكيفية): تستخدم البحوث النوعية غالبًا كدراسة الظواهر الاجتماعية و الإنسانية, وتعتمد البحوث النوعية على قدرة الباحث على التحليل وفهم العلاقات بين المتغيرات والمقاربة بين وجهات النظر التي تناولت تحليل ودراسة الظاهرة قيد البحث للوصول إلى نتائج أقرب ما تكون الصحة في تفسير الظاهرة قيد الدراسة وفي التعميم على الظواهر الأخرى المشابهة لها, والمجموعات المركزة. ويهتم هذا النوع من البحوث بالكيف وليس بالكم، الملاحظة، وجهات النظر للأفراد والجماعات, تحليل الوثائق مثل البحوث التاريخية، الفحص الدقيق. 2-7-3 أنواع البحوث العلمية من حيث معالجة متغيرات الدراسة الوصول لقانون عام يفسر الظاهرة قيد البحث ومن ثم يمكنه التنبؤ بها مستقبلا, و خلال البحوث التجريبية يعمد الباحثون إلى تقسيم متغيرات الدراسة إلى متغيرات مستقلة (مسببة) ومتغيرات تابعة )متأثرة(, إدخال المتغير التجريبي إلى الظاهرة المدروسة وضبط تأثير المتغيرات الأخرى . أي أنها تهتم بالمتغيرات التابعة في الأساس دون تقصي دور المتغير المستقل وأثره على المتغير التابع . ولا يقوم الباحثون فيها بتعيين عينات دراستهم عشوائيا, وتنقسم البحوث غير التجريبية إلى نوعين هما: البحوث الكمية والبحوث النوعية. وعوضًا عن ذلك يقوم الباحثون الذين يجرون بحثًا غير تجريبي بدراسة المتغيرات كما تحدث بشكلها الطبيعي دون تدخلهم في متغيراتها المستقلة, و يعتبر معظم الباحثين في علم النفس أن التمييز بين البحوث التجريبية وغير التجريبية أمرًا في غاية الأهمية . وعلى الرغم من أن البحث التجريبي يمكن أن يوفر دليلا قويًا على أن التعديلات التي تجرى في متغير مستقل تسبب اختلافات في متغير تابع وهذا ما لا يتمكن البحث غير التجريبي بشكل عام من القيام به. إلا أن عدم القدرة على التوصل إلى استنتاجات لأثر المتغير المستقل على المتغير التابع لا يعني أن البحث غير التجريبي أقل أهمية من البحث التجريبي وذلك ببساطة لأن البحوث التجريبية تستخدم في الحالات التي لا يمكن إجراء البحوث التجريبية أو يتعذر التحكم في متغيراتها المستقلة. 2-7-4 أنواع البحوث العلمية من حيث عمق مجال الدراسة 1- البحوث الاستطلاعية أو "الاستكشافية" أو "التنقيبية": هو البحث الذي يدور حول حقيقة جزئية يُسخّر الباحث قدراته البحثية لدراستها كالباحث في علم القانون الذي يبحث في الأصل التاريخي لنظرية ما. والبحوث الاستطلاعية هي أيضا البحوث الأولية التي قد يجريها الباحث قبل الدراسة المتعمقة لموضوع بحثي لم يتم تناوله بصورة واضحة من قبل أو لا يتضح بصوره كافية للباحث نظرا لنقص المعلومات حوله أو لعدم تناولها بالدراسات الكافية من قبل. و تمكن البحوث الاستطلاعية الباحث من فهم الظاهرة التي يرغب في دراستها بشكل أوضح ومن ثم جمع البيانات التي لها علاقة بموضوع دراسته التي تساعده في صياغة الفروض التي يستطيع وضعها والوصول للتصميم الأمثل لموضوعه البحثي. ومن أهم الأهداف الأساسية التي تسعى إليها البحوث الاستطلاعية ما يلي : 1-التعرف على مشكلة البحث وصياغتها بشكل أكثر دقة. 3-تطوير الفرضيات. 4-تحديد العلاقات بين المتغيرات الرئيسية. 5-التعرف على الموضوع البحثي بشكل أعمق. أي أنها تقرير علمي يشخص و يصف ظاهرة أو أحداث كما درسها الباحث في محيطها وبيئتها الموجودة به, وتساعد هذه الخطوات في تحليل وتفسير أكثر للظاهرة والوقوف على دلالاتها. وفقا لمعايير أو قيم مستخلصة من الدراس, وبالتالي اقتراح خطوات وأساليب لحل الأزمة. 3-البحوث التفسيرية: البحوث التفسيرية وتسمى أحيانا بالبحوث "السببية" أو البحوث "البرهانية"، تهدف أساسا إلى معرفة الأسباب التي أدت إلى ظهور أو حدوث المشكلة البحثية اعتمادا على التحليل المنطقي و ربط المقدمات بالنتائج ودراسة العلاقة القائمة بين متغيرات الدراسة. لذا فالبحوث التفسيرية أكثر إحكاما وتحديدا من البحوث الوصفية . فهدفه ليس اكتشاف حقيقة معينة، وإنما دراسة الأفكار الموجودة دراسة تحليلية نقدية و الوصول إلى النتيجة التي غالبا ما تكون الاتجاه الصحيح بين مختلف تلك الأفكار التي تم نقدها. فهي استشراف المستقبل, وكلما اتجه هذا الارتباط نحو قيمة (+1) ( كان تأثير المتغيرات المستقلة طرديًا على المتغير التابع؛ وأي نقص يحدث على المتغير المستقل تقابله زيادة في المتغير التابع. و كذلك كلما اقتربت قيمة الارتباط من (0) قلَّ في المقابل تأثير المتغيرات المستقلة على المتغيرات التابعة . إجمالًا يمكن القول أن البحوث الارتباطية تعمل على جمع البيانات عن عدد من المتغيرات لتحديد ما إذا كانت هناك علاقة بينها، وإيجاد قيمة تلك العلاقة والتعبير عنها بشكل كمي من خلال ما يسمى بمعامل الارتباط. وإذا كان معامل الارتباط الناتج قويا ومعنويا وله دلالة إحصائية، وربما العكس, 2-7-4 أنواع البحوث العلمية من حيث مصدر استقاء المعلومات 1-البحوث المكتبية أو الوثائقية: تعمد البحوث المكتبية أو الوثائقية على جمع المعلومات من مصادر ووثائق مجمعة و منظمة سلفًا سواء كانت مصادر مطبوعة أو سمعية أو بصرية أو غيرها من الوثائق المعتمدة علميا والمتاحة للباحثين. أي أن عملية جمع المعلومات المطلوبة وتصنيفها واستثمارها يعتمد على الوثائق المختلفة. و من أهم مناهج البحوث المستخدمة في البحوث الوثائقية مايلي: أو في دراسات إحصائية محددة. المنهج التاريخي: ويعتمد هذا المنهج على المصادر التاريخية التي يتم الوصول إليها عبر مصادر المعلومات الثانوية الموثقة والمعتمدة علميًا, كالحرب العالمية الثانية، أو البحوث التي تتناول السيرة الذاتية للشخصيات التاريخية، أو البحوث التي تتناول حركات الإصلاح أو نشأة المدارس و الاتجاهات الفنية و العلمية و الأدبية . فإن من أهم المناهج المتبعة في هذا النوع من الوثائق البحوث التي تتبع منهج تحليل المضمون أو تحليل المحتوى. البحوث الميدانية: تعمل البحوث الميدانية مباشرة في المحيط التي تقع فيه الظاهرة محل الدراسة و تستقي بياناتها و معلوماتها من الواقع كمصدر أساس ي مما يجعل معلومتها أكثر موثوقية. و تستخدم تلك البحوث آليات متنوعة لجمع المعلومات مثل المسح و الملاحظة. وفي البحوث الميدانية ينزل الباحث أو فريق البحث إلى المجتمع قيد الدراسة ويقوم بجمع المعلومات والبيانات التي تهدف إلى تحقيق ما وضعه من فرضيات إما من وإما عينات مسحوبة منه في حال البحوث بالعينة، و ذلك بجميع الوسائل الممكنة أو المتاح والمناسبة له وإن كان غير ذلك يسقط الفرضية. البحوث المعملية: تعتمد البحوث المعملية أو "المخبرية" على المختبرات و المعامل المتخصصة لإجراء التجارب و الدراسات العلمية, وفي البحوث المخبرية تجرى دراسة العلوم الطبيعية بالتجارب، أبحاث زراعة الأنسجة وغيرها من الدراسات التي يمكن إجراؤها في المختبر. ففي هذا النوع من البحوث، يقوم الباحثون باختيار العينات إما بشكل مقصود أو عشوائي بحيث تتطابق في تكوينها مع نسيج المجتمع الأصلي التي أخذت منه العينة للدراسة, وبعدها يجري الباحث دراسته على عينة الدراسة وفق أدوات بحثية مختلفة كالاستبيانات أو الاختبارات أو المقابلات أو الملاحظة، ثم تعالج نتائج الدراسات التي طبقت على هذه العينة إحصائيا للوصول إلى نتائج يمكن تعميمها على كامل مجتمع الدراسة وفق معدل خطأ محتمل لا يزيد في الغالب عن 5%. 2-البحوث المسحية: على خلاف بحوث العينة وبما تتميز به من قلة في التكاليف و مستوى مقبول من الثقة، فإن البحوث المسحية أو "الحصرية" تتميز بالتكلفة المادية و الجهد العاليين في الدراسة مع فترة زمنية أطول نسبيا في إجراء الدراسة تصل بها إلى نتائج يقينية و ليست احتمالية كشأن البحوث بالعينة. 2-7-6 البحوث الأكاديمية وقد تستغرق بين سنة و 3 سنوات أو أكثر لتضيف شيئا جديدا للمعرفة الإنسانة. والبحوث الأكاديمية هي أقرب ما تكون للبحوث الأساسية النظرية منها للتطبيقية ولكن ذلك لا يمنع من الاستفادة من نتائجها وتطبيقها فيما بعد، ويمكن أن نصنف هذه البحوث الأكاديمية إلى مستويات عدة في المرحلة الجامعية هي: البحوث الدراسية: هي البحوث القصيرة التي يكلف بها الطلبة بناء على طلب من أساتذتهم في مختلف المواد، وتهدف إلى تدريب الطالب على تنظيم أفكاره وعرضها بصورة سليمة، وتدريبه على الإخلاص والأمانة وتحمل المسؤولية في نقل المعلومات، البحوث الجامعية الأولى)بحث للحصول على الشهادة الجامعية): هي أحد متطلبات التخرج لنيل الشهادة الجامعية، ووضع الاقتراحات اللازمة لها، وهذه البحوث ليس المقصود منها التوصل إلى ابتكارات جديدة أو إضافات مستحدثة بل تنمية قدرات الطالب في السيطرة على المعلومات ومصادر المعرفة. وتعالج الرسالة مشكلة يختارها الباحث ويحدد فرضياتها، ولهذا فالرسالة تحتاج إلى مدة زمنية طويلة نسبيا قد تكون عاما أو أكثر. وتحتاج إلى براعة في التحليل وتنظيم المادة العلمية، ويجب أن تعطي فكرة على أن مقدمها يستطيع الاستقلال بعد البحث دون أن يحتاج إلى من يشرف عليه ويوجهه لأنه في هذه المرحلة يكون الباحث قد امتلك موهبة جيدة للبحث وبالتالي رسالته تكون إضافة حقيقية للعلم . بحوث التدريسيين )بحوث الأساتذة للترقي(:يمثل هذا النوع النسبة الأكبر من الأبحاث،