التعاون يُنسي الحزن كانت هناك سيّدة لا تمتلك سوى ابنٍ وحيد، إلّا أنّها كانت تظنّ أنّها تستطيع إعاد ابنها المتوفى إلى الحياة، فذهبت إلى مختار القرية، وبدأت تبحث بجدٍّ في جميع بيوت القرية، سألتها السيّدة إن كان بيتها قد عرف الحزن يوماً، ابتسمت المرأة ابتسامةً خفيّة مجيبة: "وهل عرف بيتي هذا إلّا كلّ الحزن؟" وبدأت تسرد لها أنّ زوجها قد توفّي منذ سنتين، وأنّها تعاني في سبيل تحصيل قوت يومهم. ذهبت هذه السيدة كي تزور بيتاً آخر، وليس عندها من الطّعام ما يكفي لأطفالها منذ فترة، وساعدت السيّدة وذهبت إلى السوق لتشتري طعاماً لها، خرجت السيّدة من البيت الثّاني، وأخذت تدخل بيتاً تلو الآخر باحثةً عن البيت السعيد، لكن ممّا يجدر ذكره أنّ تلك السيّدة كانت لطيفةً مع أهالي كلّ البيوت الّتي طرقت أبوابها، وقد حاولت أن تساعد كلّ بيتٍ في أن تخفّف عنهم أسباب حزنهم، وبمرور الأيّام أصبحت السيّدة صديقةً لبيوت القرية جميعها، وهو البحث عن حبّة الخردل من أيّ بيتٍ سعيد لم يعرف الكآبة أو الحزن، وانصهرت السيّدة في مشاعر الآخرين ومشاكلهم ناسيةً حزنها،