قد يتعجب كثير منا عندما يسمعون مصطلح (التصالح مع النفس) فهل أنا وذاتي في حلقة مصارعة حتى أحتاج إلى التصالح معها بعد عراك طويل ؟ أجل ! فكل منا بداخله صراع مع ذاته ولكن . كيف ومتى يحدث هذا الصراع؟؟؟ هذا الصراع يحدث عند اختلاف الإنسان مع روحه، بمعنى أن ذات الإنسان تريد شيئا، كالطالب الذي يرغب في دراسة مجال ما من العلوم أو الفنون، ويجد نفسه مرغما على دراسة مجال ينجح فيه قسرا. فتراه يؤدي واجبه فيها دون إبداع، بينما لو أتيحت له الفرصة كما يتمنى لاختار العمل في المجال الذي يهواه، وخلقا وإيداعا. أو مواقف بسيطة شهدناها لهم، فتجد نفسك قد عرفت شخصا، ولو أنك عاشرته، وتعاملت معه تعاملا حقيقيا لخجلت من نفسك، إذ كيف سمحت لها أن تحرمك صداقة أو معرفة هذا الشخص النبيل، ولعل قصة "غاندي" عندما كان في العشرين من عمره خير مثال، وامتص طاقته، وغرق في هواجس لا صحة لها، وعندما قرر ترك ذلك عاش في سلام وانسجام. لذا فإن علينا أن نتصالح مع ذواتنا ، وفي سياقاتها ومحيطاتها الحقيقية، والاتصاف بحسن الظن، واحترام الناس، وتقديرهم، و الأديان، و الثقافات، أي أنها عوامل توحید، إن الوعي بالذات يستوجب سلامة القلب من الأحقاد والمشاعر الهدامة تجاه الكائنات والكون بما فيه، فلا تتظاهر بما ليس فيك فتكشف، ولا تتكلف بما لاتستطيع فتشعر بالقهر والضيق، و انبذ التعصب، عليك أن تعي هذه الأمور : أو خير مطلقا،