وهو رغبة لها جذورها في نفس الرجل وفي نفس المرأة على السواء، فكل إنسان يرغب في بقاء اسمه ودوام أثره. هو نعمة تستحق الحمد ومنة توجب التقدير، وبنين شهوداً ﴾ [سورة المدثر : ١١ - ١٣] . فهذا إحسان مقصود إلى الأبناء، كما قال الشاعر القديم : وأول إحاني إليكم تخيري لماجدة الأعراق باد عفافها وهو يوافق ما جاء في الأثرية : تخيروا لعرقكم فأن العرق دساس فإذا خرج الولد إلى الوجود، فينبغي إكرامه والاحتفاء به، كي لا يتأذى به إن كان كريها، وهذا من حقوق الولد على والده وكذلك يسن أن يظهر الأب شكره لتلك النعمة، وهذا استقبال حسن وطالع كريم. ثم يوجب الإسلام نفقة الأولاد على الوالد ما داموا عاجزين عن العمل والكسب. قال رسول الله : (وابدأ بمن تعول . يقول الولد أطعمني إلى من تدعني ؟! ) رواه البخاري. وتضييع الأولاد وترك الإنفاق عليهم وإهمال رعايتهم من كبائر الذنوب التي قال النبي: (كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت» رواه أبو داود وأحمد والحاكم. وبعد الرعاية المادية تأتي الرعاية المعنوية. اقتضى الإيقاظ والتنبيه. قدم ناس من العرب على رسول الله ﷺ فسألوا : تقبلون صبيانك ؟ فقالوا: نعم . فقالوا: لكنا والله ما نقبل ! فقال النبي :( أو أملك إن كان الله نزع من قلوبكم الرحمة !!) متفق عليه . ويفترض أن تعمهم الرحمة ويحيطهم الحنو والشفقة، والرعاية والتوجيه السليم حق ضروري للأبناء على الآباء في كل طور من أطوار النشأة . . وفي كل مرحلة ينبغي بذل الرعاية الواجبة لها، بما يخرج الفرد السوي المكتمل، الذي تتضح فيه معالم الفطرة وخصائص الإنسانية ومثل الدين. وذلك في مجموعة هو الأدب الذي فرض الإسلام على كل والد أن يأخذ به ولده، كما قال النبي : (من حق الولد على الوالد أن يُحسن أدبه ويُحسن اسمه)، عقيدته وأركانه وآدابه وشعائره. مهما كان اتجاهه في فنون العلم أو أوجه العمل.