"نَغَم نَوْزات حَسَن" هيَ الطَّبيبَةُ النِّسائيَّةُ وَالنّاشِطَةُ الَّتي عالَجَتْ حَوالى أَلْفٍ وَمِئَتَيْنِ إيزيديَّةٍ يُعانينَ مِنْ حالاتٍ صِحّيَّةٍ حَرِجَة، نَتيجَةً للتَّعْذيبِ وَالتَّجْويعِ وَالعَطَشِ وَالحَرِّ في أَثْناءِ الأَسْر. وُلِدَتْ "نَغَم" في بَعْشيقَةَ شَمالِ العِراق. وَتَنَقَّلَتْ خِلالَها مَعَ أُسْرَتِها بَيْنَ أَماكِنَ عَديدَة، فَالْتَحَقَتْ بِكُلّيَّةِ الطِّبِّ في المَوْصِلِ وَتَخَرَّجَتْ عامَ أَلْفَيْنِ وَاثْنَيْن. ثُمَّ عَمِلَتْ في مُسْتَشْفَياتِ "شيخان" وَ"كركوك"… كَما تَطَوَّعَتْ في مُنَظَّماتِ دَعْمِ الطِّفْلِ وَضَحايا العُنْفِ القائِمِ عَلى النَّوْع. لَكِنَّها لَمْ تَتَخَيَّلْ يَوْمًا الأَيّامَ السَّوْداءَ الَّتي عاشَتْها مَعَ بَناتِ بَلَدِها، بَعْدَ احْتِلالِ المُسَلَّحينَ مِنْطَقَتَهُنَّ "سنجار" وَالقُرى التّابِعَةَ لَها عامَ أَلْفَيْنِ وَأَرْبَعَةَ عَشَر. وَسَكَنَتْ بِالقُرْبِ مِنَ الخيَمِ لِإِقْناعِ الآباءِ بِضَرورَةِ تَشْجيعِ الفَتَياتِ عَلى كَسْرِ حاجِزِ الخَوْفِ واسْتِشارَةِ الطَّبيب. وَ"الوَرْدَةِ الفِضّيَّةِ" مِنْ بِلْجيكا عامَ أَلْفَيْنِ وَسِتَّةَ عَشَر، وَالجائِزَةِ الفَرَنْسيَّةِ الأَلْمانيَّةِ لِحُقوقِ الإِنْسانِ وَدَوْلَةِ القانونِ عامَ أَلْفَيْنِ وَعِشْرين، وَ"نانسن" عَنِ الشَّرْقِ الأَوْسَطِ وَشَمالِ إِفْريقْيا مِنَ المُفَوَّضيَّةِ السّاميَةِ لِشُؤونِ اللّاجِئينَ عامَ أَلْفَيْنِ وَاثْنَيْنِ وَعِشْرين. وَتَحْويلِ الصَّدَماتِ النَّفْسيَّةِ إِلى أَدِلَّة. تَقولُ "نَغَم نَوْزات حَسَن": "نَرى بِعُيونِنا كَيْفَ تُخْطَفُ فَتَياتُنا وَيُقْتَلُ أَطْفالُنا… فَفَكَّرْتُ ماذا سَيَكونُ دَوْري".