يُعرّف النبات الطبيعي بالنباتات المنتشرة على سطح الأرض، متدرجة من غابات كثيفة إلى حشائش مختلفة الطول والغنى، وصولاً للنباتات الصحراوية الفقيرة. يُصنّف النبات الطبيعي حسب مقاومته للجفاف إلى ثلاث مجموعات: نباتات المناطق الجافة (كالموجودة في العالم الإسلامي)، ونباتات المناطق الرطبة (جنوب الكرة الأرضية)، ونباتات تحتاج لري متوسط. كما يُصنّف حسب مقاومته للصقيع وبرودة الشتاء. يختلف النبات الطبيعي حسب البيئة، متضمنة المناخ، التربة، أشكال السطح، والموقع بالنسبة للمسطحات المائية. يُستثنى من ذلك المناطق الصحراوية الصخرية أو الحصوية الخالية من الأمطار، والمناطق المرتفعة المغطاة بالجليد. يمثل النبات الطبيعي مورداً اقتصادياً مهماً، ويحدد نوع الحرفة و أسلوب الحياة. يتنوع النبات الطبيعي في العالم الإسلامي (الذي يمتد على 68 دائرة عرضية) نتيجة لتباين العوامل المناخية (خاصة الأمطار) وخصائص التربة وأشكال السطح، على مساحة تزيد عن 33 مليون كم². يُقسم العالم الإسلامي إلى خمسة أقاليم نباتية رئيسية: الأولى، غابات دائمة الخضرة في إندونيسيا، بروناي، ماليزيا، وجزر المالديف، تتميز بضخامة الأشجار وكثافتها، وقد أزيلت هذه الغابات من مساحات واسعة لصالح الزراعة. الثانية، الغابات الموسمية في السودان، السنغال، غامبيا، غينيا، النيجر، مالي، أفريقيا الوسطى، الصومال، تنزانيا، جزر القمر، وبعض المناطق الآسيوية. تُعتبر هذه الغابات مرحلة انتقالية بين الغابات الاستوائية وحشائش السافانا، وتتميز بقلة كثافتها وسقوط أوراقها خلال فصل الجفاف. أهم أشجارها السنط، العرفج، الأثل، السدر، والآراك، مع وجود أنواع أخرى في المرتفعات والسهول الساحلية، مثل المانجروف. الثالثة، الغابات المعتدلة، تنمو في المناطق الشمالية، خاصة الجبلية، حيث تزيد الأمطار على 28 بوصة. تشمل غابات البحر المتوسط، التي تتكيف مع الجفاف بطرق مختلفة (إفراز مواد شمعية أو زيتية، قشرة سميكة، جذور عميقة، وتباعد الأشجار). أهم أشجارها الزيتون، التوت، والبلوط. الرابعة، الغابات المعتدلة الباردة، فوق السفوح الجبلية العالية (أكثر من 7544 قدم)، أهم أشجارها الصنوبر، الأرز، والعرعر. الخامسة، أقاليم الحشائش، منها حشائش الاستبس (تنمو في المناطق الانتقالية بين البحر المتوسط والصحراء) وحشائش السافانا (في جنوب أفريقيا). حشائش الاستبس تتباين خصائصها حسب الموقع، الأمطار، والتربة، وتنمو الحلفا المعمرة في المغرب العربي. السافانا تنمو وتزدهر خلال فصل الصيف، وتُقسم إلى أربعة نطاقات: البستانية، الطويلة، القصيرة، والفقيرة، وتُعدّ أشجار الهاشاب والطلح من أهم مصادر الصمغ العربي. أقاليم الصحارى، أوسع الأقاليم النباتية في العالم الإسلامي، تنمو فيها نباتات تتحمل الجفاف الشديد. أقاليم المستنقعات، مثل منطقة السدود في جنوب السودان والأهوار في جنوب العراق، تنمو فيها نباتات كالبردي والبوص. أخيراً، أقاليم النباتات الجبلية، تنمو على السفوح الجبلية، وتتباين حسب الارتفاع، وتشمل غابات مخروطية في المرتفعات العالية.