فهناك من المستشرقين من يقول إن الزمن في اللغة العربية يفتقر إلى الدقة ومنهم من يقول إن الأزمنة في العربية قليلة وأن لغات أخرى كالإنجليزية مثلا هي أغنى في الأزمنة من غيرها. وأما القول الثاني فهو بسبب ظنهم أن الزمن يقتصر على الصيغ الصرفية المعروفة ماض ومضارع وأمر " والحقيقة أن الزمن لو كان في العربية معنى صرفيا خالصا يستنبط من الصيغ الفعلية وحدها لكان علينا غير أن للمسألة وجهين: ما يقابلها في أكثر اللغات احتفالا بالزمن". " ولا نبالغ إذا زعمنا أن الزمن في العربية يخالط أقسام الكلام الثلاثة الاسم والفعل والحرف. فأنت تستطيع أن تجد معنى الزمن ولنا في أسماء الأفعال والمصادر وغيرها ما يعبر عن الزمن. فالمعنى سأسافر ، كما نصت أيضا على أن اسم الفاعل النكرة يعمل فيما بعده حينما يكون بمعنى الحال والاستقبال. مثل الحروف (لا) و (ما) و (لم) و (لن) و (السين) و (سوف) وأداة الشرط (إذا) وغيرها فهناك من المستشرقين من يقول إن الزمن في اللغة العربية يفتقر إلى الدقة ومنهم من يقول إن الأزمنة في العربية قليلة وأن لغات أخرى كالإنجليزية مثلا هي أغنى في الأزمنة من غيرها . على زمن معين فإن اقترن بحرف ما تحول إلى زمن ثان وأن الفعل في صيغة ما قد يدل على معنى لا تحمله تلك الصيغة بظنهم. فهي من أغنى اللغات. وأما القول الثاني فهو بسبب ظنهم أن الزمن يقتصر على الصيغ الصرفية المعروفة ماض ومضارع وأمر، اثني عشر نوعا من الأزمنة. غير أن للمسألة وجهين: أما الوجه الصرفي فهو ما طغى على اللغة الإنكليزية وجعلها أغنى اللغات وأما الوجه النحوي فيتجلى في العربية. إذ تستطيع بالتراكيب والقرائن والأدوات أن تترجم المراحل الزمنية ترجمة دقيقة تماثل أو تبز ما يقابلها في أكثر اللغات احتفالا بالزمن". ولا نبالغ إذا زعمنا أن الزمن في العربية يخالط أقسام الكلام الثلاثة: الاسم والفعل والحرف. فأنت تستطيع أن تجد معنى الزمن على درجات متفاوتة في الأسماء والأفعال والحروف. فقد نصت كتب النحو على أن اسم الفاعل جار على معنى الفعل المضارع ولفظه أي أنه يحمل معنى الزمنين الحاضر والآتي، للفعل الماضي على سبيل المثال وهي كالآتي: الماضي البعيد المنقطع : كان فعل الماضي المتجدد: كان يفعل الماضي المستمر : ظل يفعل الماضي البسيط: فعل مما يجعلنا نخلص إلى نتيجة أن الأدوات تحيل إلى الزمان و لا تعبر عنه بذاتها مباشرة. ومع ذلك فلا بد أن نؤكد بأن للفعل علاقة عضوية بمفهوم الزمان، وما من فعل إلا ولحدوثه وقت والوقت قسط من الزمان . أما الزمان بالنسبة للفعل فهو جدير بالاهتمام؛ لأن للفعل مراتب زمنية مختلفة. كبناء الماضي على وأنه تزداد أهمية علاقة الفعل بالزمان خاصةً في ترجمة العقود فإن اللغات البسيطة قد لا تشتمل على مصطلحات علمية ولا تدعو حاجة الناطقين بها إلى استعمال صيغ ولما كان الزمان مفهوماً معقداً لم يتمكن العلماء من الوصول إلى حقيقته بعد، سأقتصر في هذه الدراسة على الإحالة الزمنية لأدوات النفي في القرآن الكريم . ثم لا يمكث بعد قليل أن يتطلع إلى أحداث تشوقه ويترقبهاالماضي، ولا توجد إلا لغات قليلة لها ثروة الفرنسية في هذا الصدد "(2) فالزمن عند النحاة الفرنسيين هو تلك الصيغ التي يأخذها الفعل ليدل على أي لحظة من الوقت نعين فيها ذلك الحدث (3) والوقت الحاضر (الحال) هو نقطة اتصال السلسة الأوقات الماضية وسلسلة الأوقات المستقبلية، ويمكن تعيين الحدث إما في اللحظة التي تتكلم فيها، ويرى هنري برجسون أن زمن الحال (الحاضر) ليس إلا حدا نظريا يفصل الماضي عن المستقبل ويمكن عند اللزوم تصوره، فإنه من المبالغ فيه اتمام اللغة العربية بالافتقار إلى وسائل التمييز بين الأزمنة المختلفة (5).