"من أهم المفاهيم التي أحب إيصالها لليافعات في الدورات وأدعو المربّين لبنائها في الشباب والشابات مفهوم: أنت مهم. ومن أخطر الأفكار المنتشرة في جيل اليافعين ما يمكن تلخيصه بفكر: So what?! المعاكس تماماً لذلك والمناقض تماماً لما يريد الله منا كعبادٍ له. هذا الأنمي يؤثر علي؟ So what?! هذا الفلم فيه رسائل مدسوسة تغيّر في قلبي؟ So what?! متابعة الفاشنستات تضرّني؟ So what?! هذا المسلسل تضييعٌ لوقتي وعمري؟ So what?! هذه الأفلام تغيّر ذوقي وكلامي وانفعالاتي؟ So what?! ترى كثيراً من اليافعين لا يعيشون فقط برغبة بالاستمتاع، إنما فقدوا شعورهم بقيمة ذواتهم وبمعنى وجودهم، ولم يعد يؤثر بهم أن يعلموا أن شخصياتهم لم تعد ملكاً لهم، أن نفوسهم تتأثر بكذا وتنتفع بكذا وتحتاج كذا، لأن نفوسهم تلك فقدت القيمة عندهم، لم يعد يؤثر بهم لا ضررها ولا نفعها. ومن هنا نحتاج لكثير من العمل على هذا المفهوم. أنتَ أيها الشاب اليافع الذي يقولون أنك مراهق طبيعي منك ان تضيع الوقت وتتعامل بغباء وتقدم على الاخطاء السخيفة وتضيع عمرك في اللهو والعبث. أنت الذي يصنعون لك المنصات لتضيع أيامك في متابعة المقاطع القصيرة التافهة ومشاهدة حياة الآخرين ورقصاتهم ونكاتهم. أنت الذي يرسمونك كلاعب بليستيشن لا همّ لك إلا كسر أعلى رقمٍ أو الفوز على الخصم الافتراضي. أنتَ الذي يبيعون لك البنطال الذي يكاد يسقط وأنتِ التي يصورون المثال لكِ بجينز ممزّقٍ ووقفةٍ مستهترة. أنتم الذين يبيعون لكم رواياتٍ من الوهم والفراغ بآلاف الصفحات. لكم قيمة. خياراتك مهمة، وقتك وعمرك وأفعالك وقلبك وفكرك وشخصيتك كلها مهمة. أنتَ مهمٌّ لأنك عبدٌ لله، لأنّك فردٌ في أمة محمد صلى الله عليه وسلم، لأن عمرك محسوب ووجودك في هذا الكون مؤقت، لأنك بهذا وحده ذو معنى وذو قدرة وذو إرادة. اعمل،