لا يعرف إلا القليل عن هيبواكرا (بيزرتا) و هيبوريجيوس (بونة) و فيليبفيل (جميعها مراكز استيطان بونية) التي تدخل في نطاق الجزائر الحالية. أما و كيرتا (قسطنطينة) فمعرفتنا عنها أكثر من تلك المدن، فمنها جاءت لوحات كثيرة لا ترجع إلى أقدم من القرن الثالث وكلها تحتفظ بمؤثرات وعناصر من عصور سابقة. والحصن و الموقع الحصين، تشوللو كذلك لا يمكن إرجاعه إلى أقدم من القرن الثالث بينما يشك في أن واجيلجيلي، أو وجيجيلي ترجح مقابرها إن ما قبل القرن الثالث. ونظراً لاتساع مدينة الجزائر الحالية و ايكوزيوم، فلا يعرف عنها إلا القليل، ومع ذلك فإن العثور على عملات تحمل اسمها باليونانية يدل على أنها ترجع إلى ما قبل العصر الروماني. وفي مدينة ( تيباسا) عثر على مقابر تدل على أنها كانت بونية وأقدم مستوطناتها ترجع إلى القرن الخامس ق.م. وقد وجدت بها حجرات منحوتة عميقاً في الصخر قرب البحر وأخرى منحوتة على عمق قليل من السطح وقد ظل التراث البوني سائداً فيها حتى عصر الرومان. ما يؤكد ذلك أن اللوحات التي عثر عليها منقوش بها رمز تانيت. وبالتقدم بعد ذلك غرباً نجد بول Jol (تشير شيل Cherchel) التي وجدت بها آثار قليلة من العصر البوني المتأخر وفي وجونوجو Gunugu (جورايا Gouraya) عثر على جيانة ترجع إلى القرن الثالث الثاني ق.م. وجد فيها العديد من بيض النعام المحلي برسوم حمراء وسوداء تمثل أشكالاً هندسية ونباتات وأشكال آدمية أحياناً. وإلى الغرب من ذلك عثر على منطقة سكنية وجبانة وجدت بها أواني فخارية ترجع إلى القرن الرابع. وفي جزيرة و راشجون ) (Rachgoun) كشف عن أكثر من مائة مقبرة معظمها لدفن الرماد المتخلف من حرق جثث الموتى وبها أواني للنذور ومصابيح وأسلحة وحلى وتمائم ترجع كلها إلى القرن السابع / السادس ق.م. وتدل على علاقات متينة بجزيرة (موتيا) (Motya). وعلى بعد أربعين كيلو متراً غرب وهران و مرسي مداخ (Marsa Madakh) التي وجدت بها انقاض وكمية عظيمة من الفخار يمكن ارجاعه إلى القرن السابع / السادس ق.م.