هو حجة الإسلام ، عاش فى القرن الخامس الهجري ، عالم موسوعى فهو فقيه صوفى فيلسوف مسلم محيط بعلوم عصره . واسع العلم والثقافة بحيث تمكن من مهاجمة الفلاسفة المسلمين المتأثرين بالفلسفة اليونانية مثل « الفارابي ) و ( ابن سينا » . وكشف بعض الأخطاء الذين وقعوا فيها نتيجة إشتغالهم بالفلسفة ومحاولتهم التفيق بينها وبين الإسلام . وهو من فلاسفة المشرق . ومن أهم مساهمات ( الغزالى ( الفلسفية المنهج الفكرى الذى أتخذه حيث بدأ بفحص جميع المعلومات السابقة التي تلقاها من الوالدين والمعلمين والتي أرجعها إلى التقليد . وعرض هذه المعلومات على النقد والفطرة السليمة ، حتى توصل من الشك إلى اليقين، وأتجه إلى التصوف والعبادة ا والإنسان في نظره قادر على معرفة الله تعالى بفطرته السليمة من النظر في آيات الخلق ، ومما يؤكد الفطرة السليمة التي توجه الإنسان إلى الإيمان ، والشواهد الشرعية القرآنية . و ( الغزالي ، له آراء جليلة فى الإنسان إذ يرى أن الله تعالى خلق الإنسان وركبه من شيئين مختلفين : أحدهما الجسم المظلم الكثيف الخاضع إلى الكون والفساد ، وثانيهما : النفس التى هى جوهر مفرد مدرك فاعل . ورغم أن الغزالي ) هاجم الفلسفة هجوماً شديداً ، ولكن تأثره بها كان خاضعاً لميزان الشرع والإيمان المطلق بحقائقه وعلم النفس عند ( الغزالى ( متأثر إلى حد كبير بعلم النفس و السينوى ) الفعال ومن الموضوعات النفسية التي ناقشها ( الغزالى ( إثبات وجود النفس ، وقوى النفس المختلفة النباتية ، والحيوانية ، الكثير من ( ابن سينا ) ، وبالنسبة لنظرية المعرفة فإنه يعرض طريقين للمعرفة ، الأول : الحواس ، والثانى : الذوق والكشف ، وهو يفضل الطريق الثاني وكذلك يفرق ( الغزالي ( بين مصطلحات مثل النفس والجسم والقلب والروح والعقل . ويناقش كذلك موضوع الدوافع والإنفعالات ، إلى جانب إهتمامه بالتوجيهات التربوية والنفسية. وكذلك معالجته الموضوعات الفضيلة . والسعادة والحاسة الدينية . وهو فى هذه الموضوعات يصدر عن رؤية إسلامية ورغبة صادقة فى توجيه علم النفس فى عصره توجيهاً إسلامياً . حيث أنه عالج هذه الموضوعات فى ضوء معلومات مستقاه من التراث الفلسفى فى عصره - وهو تراث يونانى فى أصله - ولكنه عالج هذا كله في الإطار الإسلامي وتحت المظلة الإسلامية . مستعيناً فى ذلك بقدرته الفائقة على المزج بين الدين وعلم النفس ،